بهية مارديني: أكدت مصادر في المعارضة السورية لـ"إيلاف" أنه "لا جديد حتى الآن في الملف السياسي السوري"، وأن ملف اللجنة الدستورية مازال في حالة جمود، رغم ما قيل عن أجواء إيجابية يجري العمل عليها للظفر بنتائجها بعد لقاء مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي.

جرت&خلال الاجتماع بحسب ما رشح من تصريحات إيجابية &"تفاهمات بين واشنطن وموسكو حول إدلب، والحل السياسي، وخروج إيران من سوريا".

وتردد حينها أنه يجري العمل على نتائج هذا الاجتماع ولكن دون نتائج حقيقية تنعكس على وقف اطلاق النار في سوريا ليبدأ العمل الجدي في الحل السياسي المعطل الذي لطالما اعتبر السوريون أن توافقا أميركياً روسيا هو مفتاح نجاحه الوحيد.

البحث عن حلول&

وفِي الكلمة الافتتاحية للممثل الخاص في سوريا جيمس جيفري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في ٢٢ الشهر الجاري حول البحث عن "حلول في سوريا" واستراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال جيفري "تسعى الإدارة إلى تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية في سوريا يعزز أحدها الآخر وتغطي كافة أقسام الحكومة الأميركية: الهزيمة المستمرة لداعش وإزالة كافة القوات التي تقودها إيران من سوريا وحل الأزمة السورية من خلال حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

وأشار إلى تحقيق التحالف الدولي لهزيمة داعش في مارس انتصارا مهما مع هزيمة التنظيم على الأرض، وانتقال حملة التحالف الدولي للقضاء على داعش في شمال شرق سوريا من تحرير الأراضي إلى اجتثاث فلول داعش ومنع عودة التنظيم.

وأعاد الأمل مجددا عندما قال "سنعمل مع شركائنا وحلفائنا لتمكين جهود إرساء الاستقرار الحاسمة والمساعدة في تأمين الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين غير القادرين على العودة إلى منازلهم بطريقة آمنة".

سلوك ايران الخبيث&

شدد جيفري على أن "سلوك النظام الإيراني الخبيث لم يترك أي خيار أمامنا سوى السعي إلى انسحاب كافة القوات التي تقودها إيران من سوريا بأكملها. يجعل سلوك إيران المتهور الوضع في سوريا أكثر خطورة وتوافق الغالبية العظمى من المجتمع الدولي على صحة هذا الكلام. تستخدم القوات المدعومة من إيران قواعد داخل سوريا للمشاركة في أعمال عنف ضد الشعب السوري ولشن هجمات ضد إسرائيل. وتهدد إيران وعملاؤها الأمن القومي الأميركي عن طريق زرع بذور عدم الاستقرار في المنطقة، مما يفاقم التوترات بين المجتمعات المحلية ويوفر مساحة تزدهر فيها الجماعات الإرهابية"، على حد تعبير جيفري.

مصالح روسيا&

كما تحدث جيفري أيضا عن لقاء سوتشي بين بومبيو وبوتين، وقال: "لقد تحدثت الولايات المتحدة وحلفاؤها الى روسيا حول حل سياسي في سوريا... نحن نعتقد أن مصالح روسيا لا تتحقق إلى جانب نظام سوري قاتل يرفضه شعبه والمجتمع الدولي أو مع قوة إيرانية تتبدى في سوريا كأنها منصة".

يضيف: "بدلا من ذلك، تتشارك الولايات المتحدة وروسيا مصلحة في أن تكون سوريا آمنة ومستقرة وأن تتمتع بعلاقات طبيعية مع جيرانها والعالم الخارجي وألا تكون فيها القوات الأجنبية التي لم تتواجد في البلاد قبل النزاع، وينبغي على روسيا ضم الجهود لمواجهة تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار ونفوذها الخبيث في سوريا إذا ما أرادت تحقيق نتيجة مماثلة. وينبغي عليها على وجه التحديد استخدام نفوذها مع نظام الأسد لإخراج كافة القوات التي تقودها إيران من البلاد".

انتخابات نزيهة

وأكد جيفري: "تواصلنا مع الروس بطريقة براغماتية في خلال رحلتنا الأخيرة إلى روسيا مع الوزير بومبيو. لقد غادرت روسيا وأنا أشعر أن&ثمة احتمالات. لقد أشارت روسيا إلى أنها مستعدة لتحقيق كافة أهدافنا من حيث المبدأ، أي عملية سياسية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 للتوصل إلى اتفاق بشأن المراجعة الدستورية، وإجراء انتخابات وطنية حرة ونزيهة تديرها الأمم المتحدة، وتحقيق الحوكمة التي تخدم الشعب السوري وتشجع عودة اللاجئين والنازحين وتلبي مطالب مجلس الأمن التي التزم بها الروس من أجل تخفيف تصعيد النزاع، ولقد تم ذكر إدلب في هذا السياق".

وعلى الرغم من الهجوم المأساوي الأخير هناك، شدد جيفري على "تأكيدات موسكو بالتزامها باتفاق وقف إطلاق النار مع الأتراك. وأن توافق روسيا أيضا من حيث المبدأ على انسحاب القوات الأجنبية، بما في ذلك القوات الإيرانية، وقد اتخذت تدابير أولية لتحقيق ذلك في جنوب غرب سوريا في العام 2018. ولكن لم تمتثل القوات الخاضعة للقيادة الإيرانية لذلك لسوء الحظ. في المقابل، لقد أقررنا بأن الولايات المتحدة وشركاءنا سيعودون تدريجيا إلى إقامة علاقة طبيعية مع حكومة سورية تم إصلاحها وتحترم إرادة الشعب السوري، ولكن لن يكون ذلك إلا استجابة لخطوات يتم التحقق منها وتتطلبها عقوباتنا وسياساتنا الأخرى".

المنطقة الآمنة

وقال جيفري "زرت أنقرة في وقت سابق من هذا الشهر للتفاوض على ترتيب بشأن ما يسمى منطقة آمنة في شمال شرق سوريا في محاولة للتخفيف من أي احتمال للعنف. ويتواصل هذا الجهد الدبلوماسي فيما نتابع التركيز على إيجاد حلول".

إدلب&

وعبر عن تأثره للوضع في محافظة إدلب التي يعيش فيها أكثر من ثلاثة ملايين شخص. وقال "لقد تسببت البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري والغارات الجوية الروسية والسورية بمقتل العشرات مؤخرا وبتدمير المرافق الطبية والمدارس والمنازل، كما تسببت بنزوح أكثر من 180 ألف شخص. ونبقى أيضا متيقظين لأي استخدام متجدد للأسلحة الكيمياوية في إدلب من قبل نظام الأسد. لن تتسامح الولايات المتحدة مع استخدام هذه الأسلحة المروعة بعد اليوم أيا تكن الجهة والمكان. سيأتي رد الولايات المتحدة وحلفائها سريعا ومناسبا إذا ما استخدم النظام الأسلحة الكيمياوية مرة أخرى".

وكرر الرسالة التي وجهها الرئيس ترمب في سبتمبر&الماضي بشأن إدلب والتي وصف فيها الاعتداءات المماثلة بالتصعيد المتهور.

وأضاف" سنستخدم كافة أدوات القوة الوطنية والقوات المتحالفة لمنع وقوع أزمة قد تؤدي إلى المزيد من الكوارث الإنسانية التي تهدد مئات الآلاف وتهدد أيضا أمن تركيا على طول حدودها".

ولفت جيفري الى أن تركيز الولايات المتحدة ينصب فيما نمضي قدما على مواصلة الجهود الرامية إلى تخفيف تصعيد أعمال العنف، "مع تركيز خاص على إدلب حاليا، وكذلك على تنشيط العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء النزاع السوري. لقد خصصنا موارد أميركية هامة للتخفيف من المعاناة التي خلفها هذا الصراع إذ قدمنا أكثر من 9,5 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية منذ بدايته".

تحقيق الاستقرار&

ثم عاد للحديث عن داعش حين قال "لقد خصصنا أيضا موارد لمحاربة داعش وقمنا بقيادة الجهود العسكرية للتحالف الدولي في سوريا وعملنا من خلال شركائنا المحليين على الأرض ومعهم وعبرهم. وقد استكمل هذا الجهد العسكري بمئات الملايين من التبرعات الدولية لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من تنظيم داعش لمنع عودة تلك المجموعة الإرهابية المروعة. لقد ساهم التحالف الدولي على سبيل المثال بأكثر من 100 مليون دولار لإزالة المتفجرات من مخلفات الحرب منذ العام 2017 وأزال أكثر من 25,500 من المخاطر المتفجرة منذ شهر أبريل 2018".

واعتبر جيفري إن إيجاد حل في سوريا لن ينهي هذا الفصل الدموي من تاريخ البلاد ويسمح للاجئين والنازحين باختيار العودة إلى ديارهم بشكل طوعي وآمن وبكرامة فحسب، بل هو يشكل أيضا جزءا من استراتيجية الإدارة الأوسع للشرق الأوسط. سيساعد التوصل إلى حل سياسي في سوريا على تقليل نفوذ إيران الخبيث ويضع حدا لرعاية النظام للإرهاب وفراغ القوة الذي يسمح له بالازدهار، كما سيزيد من أمن شركائنا وحلفائنا وينهي الاستخدام الهمجي للأسلحة الكيمياوية من قبل واحد من الأنظمة القليلة التي لا تزال تستخدمها ضد شعوبها.

زيارة ناجحة

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: "لقد ذهبنا إلى روسيا من أجل أجندة تفاوض جوهرية للغاية، وتبين أنها ناجحة".

وأعلن بومبيو اثر المحادثات التي جرت منتصف الشهر الجاري أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على سبل للمضي قدما نحو حل سياسي في سوريا.

محادثات بناءة

وقال بومبيو إنّه أجرى مع بوتين "محادثات بناءة للغاية حول السبل الواجب سلوكها في سوريا والأمور التي يمكننا القيام بها معا حيث لدينا مجموعة من المصالح المشتركة حول كيفية دفع الحل السياسي قدما".

وكانت روسيا والولايات المتحدة ناقشتا أيضاً مجالات أخرى للتعاون في سوريا لم يكشف عنها.

وشارك في الاجتماع عن الجانب الأميركي إضافة إلى الوزير ثلاثة مساعدين فقط، أحدهم جيمس جيفري المسؤول عن الملف السوري.