بعد أشهر من دخول سوريا في أزمتها عام 2011، واندلاع شرارة الحرب، إتجهت الأنظار إلى واشنطن لمعرفة الموقف الأميركي حيال النظام السوري، فالسيناريو الليبي كان لا يزال عالقًا في الأذهان.

إيلاف من نيويورك: لم تتأخر إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، في رفع السقف، مع مشاركة السفير روبرت فورد في التظاهرات، قبل خروجه من دمشق، ثم بدأت برسم الخطوط الحمراء التي انهارت سريعًا.

الموقف الأميركي الجديد
ومع وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، إنتظر العالم الموقف الأميركي الجديد، الذي كان محسومًا إلى حد ما لناحية عدم التدخل عسكريًا ضد النظام، وكان التخلص من داعش يمثل أولوية قصوى للمسؤولين في واشنطن، ومن ثم التفرغ لمواجهة التمدد الإيراني المتمثل في الحرس الثوري، وحزب الله والجماعات الأخرى. والأهم تفادي مواجهة مع روسيا، عبر التوصل إلى حد أدنى من التفاهمات، التي تلقى قبولًا لدى موسكو وواشنطن على حد سواء.

تعديل على التكتيك
رغم بعض التعديلات التي دخلت على التكتيك الأميركي، وتمثلت في توجيه ضربات صاروخية إلى مواقع للجيش السوري، ردًا على اتهامه باستخدام أسلحة كيميائية، غير أن هذا التغيير الطفيف لم يبدّل من الستاتيكو المرسوم أميركيًا.

المرحلة الثانية
تقهقر داعش، واضمحلال سيطرتها على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، دفعا بالأميركيين إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تقوم على إخراج إيران وجماعاتها، وتعتمد هذه المرحلة على جهود أميركية متمثلة في تضييق الخناق اقتصاديًا على طهران، ودفعها إلى ترشيد نفقاتها والتوقف عن الانفلاش، وعلى روسيا، التي تضع نصب أعينها الحصول على حصة الأسد، بعد انتهاء الحرب، وهذا الأمر قد لا يتحقق إذا استمر وجود الإيرانيين بالزخم نفسه.

ضربات إسرائيل
ولأن الضربات العسكرية التي تنفذها إسرائيل ضد أهداف داخل سوريا أصبحت تجري بشكل دائم، فإن مسؤولين أميركيين بعثوا برسالة إلى الروس، تفيد بأن هذه الضربات ستستمر، طالما استمر وجود القوات الإيرانية في سوريا.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن إدارة ترمب أوضحت للكرملين أن الولايات المتحدة تؤيّد بالكامل الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا، في الوقت الذي لا تزال القوات الإيرانية وحزب الله والميليشيات الموالية لإيران تعمل في البلاد.

مطلب أميركي
مصدر "أكسيوس" أشار إلى أن "مسؤولي وزارة الخارجية والبيت الأبيض قاموا بنقل الرسالة إلى الروس مرات عدة خلال الأشهر القليلة الماضية". وأضاف أن "الرسالة الأوسع للروس تفيد بأن انسحاب القوات الإيرانية ليس مجرد مطلب إسرائيلي، لكنه مطلب أميركي أيضًا".

اجتماع غير مسبوق
تأتي هذه الأخبار على بعد أسابيع قليلة من اجتماع غير مسبوق سيضم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شابات، ونظيره الأميركي جون بولتون، والروسي نيكولاي باتروشيف.

لطرد إيران
وقال مسؤولون إسرائيليون إن القمة ستركز على سوريا وإيران، ويريدون استضافة هذا الحوار، بعدما عملوا عليه لفترة طويلة، لأنهم يريدون رؤية الولايات المتحدة وروسيا تعملان معًا على حل سياسي في سوريا، يدفع القوات الإيرانية إلى خارج البلاد.

في سياق يتصل بالوضع السوري، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كلًا من دمشق وموسكو، وبدرجة أقلّ طهران، بوقف "القصف الجهنّمي" على إدلب، معربًا عن أسفه لأنّ الكثير من المدنيين يذهبون ضحيّة "هذه المذبحة".

وقال ترمب في تغريدة قبيل مغادرته واشنطن إلى لندن: "نسمع أنّ&روسيا وسوريا، وبدرجة أقلّ إيران، تشنّ&قصفًا جهنّميًا على محافظة إدلب في سوريا، وتقتل بدون تمييز العديد من المدنيين الأبرياء. العالم يراقب هذه المذبحة. ما هو الهدف منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا!".