إسماعيل دبارة من تونس: فنّد المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان رواية نشطاء الحراك بخصوص فضّ الاعتصام، وقال إنه استهدف مارقين احتموا بالمعتصمين في الخرطوم.

وقال المجلس العسكري في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه إنّ "قوة مشتركة من القوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الامن والمخابرات وقوات الشرطة، قامت بتنفيذ عملية مشتركة لنظافة بعض المواقع المتاخمة لشارع النيل (كولمبيا) والقبض علي المتفلتين ومعتادي الإجرام وأثناء تنفيذ الحملة إحتمت مجموعات كبيرة منهم بميدان الإعتصام مما دفع القادة الميدانيين وحسب تقدير الموقف بملاحقتهم مما أدي الي وقوع خسائر وإصابات".

وأبدى المجلس "أسفه" لسقوط قتلى وجرحى وقال: "والمجلس العسكري الإنتقالي إذ يعبر عن أسفه تجاه تطور الأوضاع بهذه الصورة يؤكد حرصه التام علي أمن الوطن وسلامة المواطنيين وإتخاذ التدابير اللازمة للوصول الي هذه الغاية".

وجدّد المجلس العسكري دعوته "الي التفاوض في أقرب وقت بغية التوصل الي التحول المنشود لبلادنا"، على حدّ تعبير البيان.

كما ذكّر بالفلتان الأمني الذي أعقب اسقاط حكم الرئيس عمر البشير، وتحدّث البيان عن "ظهور مناطق خارجة عن القانون تمارس فيها كل الأفعال المخالفة للقانون مما دعي شركاء التغيير الي التوافق علي إستنكار ورفض ما يحدث في تلك المنطقة لحسم هذا المشهد".

وصباح الاثنين، فضت القوات السودانية الاعتصام في الخرطوم الذي يطالب بتسليم السلطة الى المدنيين في البلاد، ما أوقع 13 قتيلا ومئات الجرحى، بحسب قادة حركة الاحتجاج الذي أكدوا استمرار تحركهم حتى إسقاط المجلس العسكري الحاكم، عبر الإضراب والعصيان المدني اعتبارا من اليوم.

وقال تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" في بيانات متتالية منذ الصباح إن المجلس العسكري "غدر فجر اليوم بالآلاف من المعتصمات والمعتصمين من أبناء وبنات شعبنا الثوار بمحيط القيادة العامة للجيش، مطلقاً الرصاص بسخاء حقود".

ووصف ما "تعرض له الثوار المعتصمون" ب"مجزرة دموية".

وفي بيان آخر، قال التحالف "إننا، حسب الإحصاءات الأولية، فقدنا 13 شهيدا برصاص المجلس الانقلابي الغادر، ومئات الجرحى والمصابين".

وأضاف أن "قوات الدعم السريع والجيش قامت بفض الاعتصام السلمي، ونؤكد أن منطقة القيادة الآن لا توجد بها إلا الأجساد الطاهرة لشهدائنا الذين لم نستطع حتى الآن إجلاءهم من أرض الاعتصام".

وحمل البيان المجلس العسكري "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة".