أكد معارضون سوريون وجود صفقة أميركية روسية إسرائيلية ستتبلور في اجتماع ثلاثي يضم رؤساء مجلس الأمن القومي الأميركي جون بولتون ونظيريه الروسي نيكولاي باتروشيف والإسرائيلي مئير بن شباط في الشهر الجاري، وهو الاجتماع الأول من نوعه بين ممثلي الدول الثلاث المنخرطة في الملف السوري، بهدف بحث ترتيبات إخراج إيران. &

إيلاف: قال الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب، في تصريح لـ "إيلاف"، إن "خروج إيران من سوريا هو ما يعمل له الإسرائيليون بكل جهدهم، وليس لديهم أي إشكال في بقاء الأسد إذا خرج الإيرانيون".

أضاف: "يريدون دولة يتحكمون بها، وليس هدفهم تغيير أي نظام ديكتاتوري". لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "خروج إيران عملية معقدة، فقد اخترقوا الدولة والمجتمع معًا". وبالنسبة إلى السوريين وما يريدونه حقًا، قال لا أعتقد أن "استمرار النظام سيكون مرضيًا لهم".

علاقة تاريخية&
وقال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض يحيى مكتبي، في تصريح مماثل، "يمكن أن تكون هناك صفقة ثلاثية بين واشنطن وموسكو وتل أبيب". لكنه وصف المعادلة المطروحة حاليًا بـ"المعادلة المستحيلة".

أوضح في هذا الصدد أن "العلاقة بين إيران ونظام الأسد متجذرة وتاريخية، والأسد الابن يفعل ما قام به الأسد الأب، والعلاقة ليست وليدة هذه السنوات، بل كان هذا التحالف عبر كل المحطات، وحتى في حرب الخليج الأولى، حيث وقف الأسد الأب داعمًا للنظام الإيراني في مواجهة الدول العربية".

وأكد مكتبي أنه إذا كانت هناك إرادة حقيقية في إخراج إيران وميليشياتها فلا بد من إنهاء حكم الأسد، وبغير ذلك "سيبقى بشار الأسد مندوب خامنئي في دمشق، كما حسن نصر الله في بيروت"، على حد تعبيره.&

وشدد على أن "المعادلة خاطئة، ولا تحقق النتائج المرجوة إلا بانهاء الوضع الحالي بمجمله". وتمنى "أن تصل التفاهمات للتخلص من إيران والأسد، وليقرر الشعب السوري ما يريده بعد هذه المقتلة السورية المأساوية".&

لا جديد&
الصفقة الأميركية الروسية الإسرائيلية التي تحدثت عنها جريدة "الشرق الأوسط"، ثم تلقفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، والتي نفاها المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، يرى كثيرون أن "لا جديد فيها"، فمقايضة خروج إيران مع الموافقة على الإبقاء على بشار الأسد ومنحه الشرعية ورفع العقوبات كانت مطلبًا لمعظم الأطراف التي سعت إليه&عبر طرق عدة، وكان مصيره&الفشل، فقط الجديد هنا أنه&لم يكن&أولوية في السياسة الخارجية الأميركية مثل اليوم.&

لكن الولايات المتحدة أعلنت أنها لا تسعى إلى تغيير النظام في سوريا، معتبرة أن مصير الرئيس، بشار الأسد، يجب أن يقرره الشعب السوري، ونفت تقارير حول صفقة الاعتراف بشرعيته.

ردود الفعل&
في ردود الفعل حول هذه الصفقة وجديتها، قال المبعوث الأميركي الخاص المعني بشؤون سوريا، جيمس جيفري، في تصريحات أدلى بها الثلاثاء الماضي في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، ردًا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تسعى إلى تغيير النظام في سوريا: "لا أعتبر، كما لا يعتبر أحد آخر في السلطة الأميركية، أن الأسد عامل إيجابي في ما يخص أي جوانب متعلقة بالإدارة في سوريا، أو مسألة مكافحة داعش على وجه الخصوص".

أضاف "لكن مسألة دور الأسد في مستقبل سوريا يجب أن يقررها الشعب السوري. ونحن نؤيد الجهود الدستورية، التي تهدف إلى تغيير أسلوب تعامل الدولة مع الشعب في إطار القانون".

ونفى صحة التقارير، التي تحدثت عن نية الولايات المتحدة وإسرائيل طرح مقترح على روسيا، يشمل اعترافهما بشرعية الأسد مقابل دعم الأخيرة لسحب القوات الإيرانية من سوريا.

وأشار جيفري في هذا السياق إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد الموضوعات التي ستناقش خلال الاجتماع المرتقب. وأوضح أنه "سيكون هناك اجتماع حول الشرق الأوسط، لكننا لا نزال نعمل على التفاصيل. وبالطبع ليس هناك أي اتفاق مماثل. ويجب عدم تصديق هذه التقارير".

فيما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، تعليقًا على هذا الموضوع، إن الكرملين يدعو إلى الحذر في ما يتعلق بتقارير إعلامية مماثلة، بينما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كما أوردت وكالات إعلامية "التعليق على هذه الأنباء".
&