وسط الحديث عن احتمال تأجيل إعلان خطة الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط التي يطلق عليها اسم "صفقة القرن" إلى ما بعد انتخابات الكنيست، نفت واشنطن ممارسة أية ضغوط على الأردن في شأن دوره في رعاية المقدسات الإسلامية في القدس.&

إيلاف: قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات في تغريدة له على "تويتر" إن "الولايات المتحدة لم ولن تضغط على الأردن للتخلي عن دوره الخاص في ما يتعلق بالمقدسات الاسلامية كما هو منصوص عليه في معاهدة السلام الأردنية مع إسرائيل". وأضاف "أي تكهنات بعكس ذلك خاطئة تمامًا".

مؤتمر البحرين
يذكر أن الأردن يدرس حاليًا حسب ما صرح وزير خارجيته أيمن الصفدي يوم الثلاثاء دعوة تلقاها لحضور ورشة المنامة، المرتقبة في أواخر الشهر الجاري، لبحث الجوانب الاقتصادية لخطة السلام الأميركية المرتقبة، والمعروفة إعلاميًا بـ (صفقة القرن).

جانب من لقاء سابق للملك عبدالله الثاني مع كوشنر وغرينبلات

قال الصفدي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، عقب ترؤسهما مجلس الشراكة الأردنية الأوروبية في بروكسل، إن بلاده ستقول لا إذا حضرت ورشة المنامة الاقتصادية وطُرح شيء لا تقبله.

أضاف الصفدي: "إن حضرنا نحضر لنعبّر عن هذا الموقف الثابت والراسخ في إطار سياسة الاشتباك الإيجابي التي اعتمدتها المملكة سبيلًا دائمًا للتعبير عن مواقفها".

تابع: "إذا طُرح شيء لا نقبله سنقول: لا بكل بساطة. قلنا لا في الماضي، &وسنقول لا لأي شيء لا ينسجم مع ثوابتنا التي يعرفها الجميع، وإذا طرح شيء إيجابي سنتعامل معه".

تأكيد الملك&
يذكر أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كان قد عبّر عن قلقه من ممارسة ضغوط عليه شخصيًا في شأن رعايته للمقدسات في مدينة القدس.

ظل الملك على الدوام يؤكد أن القدس بالنسبة إليله "خط أحمر"، مشددًا على أن الشعب الأردني بالكامل يقف معه في هذه المسألة.
وأكد في حديث له في مارس الماضي خلال لقاء وجهاء وممثلي أبناء وبنات محافظة الزرقاء الأردنية: "عمري ما رح أغيّر موقفي بالنسبة إلى القدس، فموقف الهاشميين من القدس واضح. ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية علينا واجب تاريخي تجاه القدس والمقدسات"، مضيفًا: "بالنسبة إليّ، القدس خط أحمر، وشعبي كله معي".

وخلال ذلك اللقاء أقر العاهل الأردني بوجود ضغوط عليه شخصيًا بشأن موقف بلاده من القدس المحتلة، لكنه شدد على أن "لا أحد يستطيع أن يضغط على الأردن في هذا الموضوع، والجواب سيكون (كلا)، لأن كل الأردنيين في موضوع القدس يقفون معي صفًا واحدًا، وفي النهاية العرب والمسلمون سيقفون معنا".

وفي ما يتعلق بالحديث عن الوطن البديل، قال العاهل الأردني: "أي حدا بيحكي عن وطن بديل، الجواب سيكون (كلا)".

كلام بليكمان
يشار إلى أن المستشار السياسي في الحزب الجمهوري برادلي بليكمان كان صرح في وقت سابق بالقول إن أميركا تضغط على الأردن وفلسطين والعرب لتحقيق مصلحة إسرائيل، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تنازل عن دور الوسيط بين فلسطين وإسرائيل لمصلحة علاقة التحالف بين واشنطن وتل أبيب.

وقال بليكمان - في تصريحات له ضمن حلقة من البرنامج التلفزيوني "ما وراء الخبر" الذي بثته قناة (الجزيرة) باللغة الانكليزية في مارس الماضي - إن القدس الغربية هي عاصمة إسرائيل، بغضّ النظر عن موقف العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين الرافض لذلك. ودعا إلى التركيز على بحث قضايا أكثر أهمية مثل عقد مفاوضات للسلام بين إسرائيل وفلسطين في ما يخص القدس الشرقية.

وأضاف أن إسرائيل تملك وصاية قانونية تتيح لها السيادة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث إن تل أبيب تعد الحكومة القانونية في الأراضي الفلسطينية، حسب قوله.
&