ما مدى أهمية مؤتمر البحرين وما مدى انعكاسه على الأوضاع في لبنان؟، وهل صحيح أن ما يسمى بوعد ترمب مقابل وعد بلفور السابق إنما هو إنهاء للقضية الفلسطينية؟.

إيلاف من بيروت: ما مدى أهمية مؤتمر البحرين وما مدى انعكاسه على الأوضاع في لبنان؟.

يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أن لقاء البحرين ليس كأي لقاء يتعلق بمصير القضية الفلسطينية. خطورة الإجتماع تكمن في أنه الأول الجامع لعدد كبير من الدول التي تمكنت إسرائيل من إقناعها بالمشاركة في اللقاء، من خلال حل القضية الفلسطينية من الباب المالي والإقتصادي، باعتبار أن صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ركز في كلمة الإفتتاح على أن الحل يبدأ من زاوية اقتصادية ومالية، والإستعداد لمنح صفقة كبيرة مما يسمى أدبيًا وصحافيًا "صفقة القرن"، وتبقى للإجتماع أهمية كبيرة، وليس بالضرورة من أجل القضية الفلسطينية، وليس بالضرورة لحل النزاع العربي الإسرائيلي.

غياب الفلسطينيين
ما يلاحظ، يضيف مالك، أمور عدة، منها غياب أهل القضية، الذين يجب أن يكونوا ممثلين في اجتماع من هذا النوع، لتقرير مصير فلسطين، أي الفلسطينيين، لكن لوحظ أن الفلسطينيين قاطعوا هذا اللقاء، إضافة إلى لبنان أيضًا الذي ليس هناك حضور له. والسؤال يبقى ما مدى انعكاس هذا المؤتمر على لبنان؟.&

يجيب مالك "كل الأمور المتصلة بالقضية الفلسطينية تهم لبنان، سواء على الصعيد في المخيمات المتعددة القائمة في لبنان، أو حول مستقبل الفلسطينيين"، ويلفت مالك إلى أنه "بصريح العبارة لقاءات البحرين تهدف إلى "شراء" حل للقضية الفلسطينية، بمعنى إبعاد الدول العربية، من تحمل مسؤولية أعباء القضية الفلسطينية".

تعاون
وفي لبنان هناك تعاون قائم من الناحية الأمنية وغيرها بين السلطات الأمنية وبعض المسؤولين في الفصائل الفلسطينية، ومقاطعة لبنان للقاء البحرين، قد تجنبه&بعض الإرتدادات السيئة لهذا اللقاء، إلا إذا تطورت الأمور بشكل آخر، وعاد الإضطراب إلى تعاطي الفصائل الفلسطينية بعضها مع بعض، بإيماءات وإشارات محددة توحي بتحركات من أجل صفقة ما، قد يكون لبنان والمنطقة مقبلين عليها.

التوطين
ولدى سؤاله كيف يمكن للبنان أن يواجه ما تسمى صفقة القرن من خلال ما يحكى عن توطين محتمل للفلسطينيين في لبنان؟.

يجيب مالك في الواقع يجب الأخذ في&الإعتبار القضية بأنه لا يمكن أن نوقف الأزمة المالية التي تمر بها المنطقة في الوقت الحاضر، وما يفعله الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يستطيع طرح موقف وازن له تأثير على مصير القضية المحورية أو الأساسية، فالآن يمكن الاستنتاج أن وعد بلفور الشهير الذي كان عاملًا مؤثرًا لقيام إسرائيل، نرى اليوم ما يسمى بـ"وعد ترمب" الوازن لإنهاء المساعي الآيلة لقيام دولة فلسطين، بمعنى هناك بلفور الذي أقام دولة إسرائيل، والآن "وعد ترمب" قام بإلغاء القضية الفلسطينية وتجميع كل الآراء لتكريس القدس عاصمة لإسرائيل، وليست للفلسطينيين أية حقوق، وهو إسقاط لما للفلسطينيين النازحين من معنى العودة.

العودة، يضيف مالك، إلى منازلهم وقراهم مع منحهم الدعم المالي، والبعض يفسر ذلك بحسب مالك على أن الفلسطيني يملك الرغبة في العودة، ومن حق الفلسطيني أن يحصل على حق العودة، إضافة إلى تعويض مالي يمكن أن يمنح للفلسطينيين.

ويشير مالك في النهاية إلى أن أسوأ ما في لقاء البحرين هو أن تطرح قضية فلسطين في صلب المزادات من دون صدور موقف عربي موحد.
&