علّقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على التوتر الحاصل في منطقة الخليج.

ويرى كُتّاب أن إيران "غير خائفة وأصبحت قوة إقليمية تستطيع الردّ بالمثل على القوى الكبرى". ويرى آخرون أن طهران "تلعب بالنار" وأنها أخطأت "قانونيا" باحتجاز الناقلة البريطانية.

فريق ثالث يقول إن استقبال المملكة العربية السعودية لقوات أمريكية هي رسالة بأن أي تصرفات "عبثية" من جانب إيران ستواجَه بالقوة العسكرية.

"مصير العراق"

يقول عبد الباري عطوان، رئيس تحرير "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية، إن "أكبر خطأ ترتكبه الدول الغربية التي تُشهر سيف العداء في وجه إيران هذه الأيام، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، أنها تسيء تقدير قوة الخصم الإيراني وحلفائه، وردود فعلهم المحتملة تجاه استفزازاتها السياسية والعسكرية".

ويضيف أن الحرس الثوري الإيراني "نفذ حرفيا" تحذير المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قبل أسبوع من استمرار بريطانيا في احتجاز ناقلة النفط الإيرانية.

ويشير الكاتب إلى أن القيادة الإيرانيّة "تريد إيصال رسالة واضحة إلى الدول الغربية، أنها ستذهب حتى نهاية الشوط دون أي خوف، حتى لو تطورت الأمور إلى حرب شاملة، المهم أنها لن تكرر خطأ العراق، وتخضع لحصار اقتصادي لشعبها يمتد لسنوات، وتكلل بإسقاط النظام وتدمير البلاد".

الناقلة الإيرانية غريس 1 المحتجزة في مضيق جبل طارق تنفيذا لعقوبات دولية على سوريا التي تخشى لندن أن تكون الناقلة متجهة إليها.
Reuters
الناقلة الإيرانية غريس 1 المحتجزة في مضيق جبل طارق تنفيذا لعقوبات دولية على سوريا التي تخشى لندن أن تكون الناقلة متجهة إليها.

ويقول علي إبراهيم مطر في جريدة "الوفاق" الإيرانية الناطقة بالعربية: "عند أعتاب 'جريس 1' ينتهي الصبر الاستراتيجي لإيران فعليا. ومع احتجاز ناقلة 'ستينا إمبيرو' البريطانية، تبدأ المعادلة الجديدة: الناقلة بالناقلة، الضربة بالضربة، لا بل قد نكون السباقين في حال تم خرق سيادتنا".

ويسرد الكاتب "الرسائل" التي ترسلها طهران من وراء احتجاز الناقلة البريطانية، وأهمها "تثبيت معادلة التعامل بالمثل، والندية في سياسة المواجهة مع واشنطن وحلفائها، وبالتالي الدفع نحو إفهام الأمريكي بأن الطرف الإيراني هو طرف قوي لا يمكن اللعب معه على حافة الهاوية، ولديه القدرة على جعل المنطقة ناقلة كبيرة لجثث الأمريكيين في حال فكروا بالاعتداء على طهران".

التايمز: احتجاز ناقلة نفط بريطانية يزيد احتدام الصراع في الخليج

في ديلي تليغراف: حان الوقت لإنهاء عضوية تركيا في حلف الناتو

ويرى إياد أبو شقرا في "الشرق الأوسط" اللندنية أن "إيران غير خائفة، بل على العكس تتحرك باتجاه تصعيد لا يريده مهددوها".

ويؤكد الكاتب أن "أي تصعيد إيراني يمر من دون رد غربي يعزز مواقع النظام داخليا، ويرجح كفة العزة القومية على المعاناة الاقتصادية من العقوبات".

ويشير كذلك إلى أن "التصعيد يقوّي مكانة إيران كلاعب إقليمي و'رقم صعب' تستطيع قوى مثل روسيا والصين المراهنة عليه في أي ترتيب مستقبلي لمنطقة الشرق الأوسط".

إيران "تلعب بالنار"

على الجانب الآخر، تقول نورا المطيري في "البيان" الإماراتية إن "حرب ناقلات النفط ليست جديدة، فبسبب جار الخليج الشرير، عرفت ثمانينيات القرن الماضي هذه الحرب الإرهابية".

وتضيف: "تعود حرب ناقلات النفط إلى واجهة الصراع بين الخير والشر، بين الاستقرار والفوضى".

وتصف إيران بأنها "تلعب بالنار، بل وتختبر الصبر الأمريكي، والأخير يمسك بخيوط اللعبة كلها، ويراهن كلاهما على الانتخابات الأمريكية القادمة".

قوارب حربية إيرانية
AFP
قوارب حربية إيرانية

وترى الكاتبة أن "نجاح أمريكا في تشكيل تحالف بحري دولي لتحصين الملاحة في مضيق 'أعالي البحار'، هرمز سابقا، وإيجاد آلية للتواجد الدائم وعمليات الرصد والإشراف والرقابة لحركة السفن البحرية في الخليج، سوف يردع بلا شك الحرس الثوري الإيراني من القيام بأية ألعاب بهلوانية".

ويقول فاروق يوسف في موقع "ميدل إيست أونلاين": "كان على إيران أن تبحث عن حل آخر لأزمتها مع بريطانيا غير أن تستعرض عضلاتها في المكان الخطأ".

ويضيف: "ومع ذلك فقد كان التصرف البريطاني قانونيا. فالناقلة الإيرانية المحتجزة في جبل طارق كانت ذاهبة إلى سوريا وهو ما لا يسمح به قانون المقاطعة الذي أقرته دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لا تزال واحدة منها".

ويرى الكاتب أن بريطانيا "تملك ما يسند موقفها قانونيا، في حين أن إيران لم تتصرف إلا باعتبارها دولة قراصنة".

ويقول إن إيران "ترغب في حل أزماتها من خلال منطق الحرب. وهو ما يستدعي من موقع الحرج أن يقوم المجتمع الدولي برعاية مصالحه في الخليج وذلك عن طريق إجبار إيران بالقوة على الخضوع للقانون الدولي".

ويتوقع أن يكون هذا الحل "مكلفا وخطرا، غير أنه الحل الوحيد الذي يمكن أن تفهم إيران من خلاله أن لا مكان للقوة في الخليج".

ويقول جميل الذيابي في "عكاظ" السعودية إن موافقة السعودية على استقبال قوات أمريكية تهدف "لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها... بهدف إبقاء الضغوط على إيران، ومنعها من زيادة التصعيد والاستفزاز في المنطقة".

ويرى أن "وجود القوات الأمريكية يرسل رسالة عملية شديدة جدا إلى النظام الإيراني بأن أي محاولات عبثية أو عربدة أو تصرفات إجرامية لاستغلال التوترات بالمنطقة ستواجه بالقوة العسكرية اللازمة التي تردعها وميليشياتها ووكلاءها، لأن إيران لا تفهم إلا لغة القوة، ولا تكترث بسياسة التحاور والتشاور".