اسلام اباد: وجّه رئيس وزراء باكستان عمران خان الأحد انتقادا لاذعا للمجتمع الدولي على خلفية قضية إلغاء نيودلهي الحكم الذاتي لكشمير، متساءلا عمّا إذا كان العالم سيكتفي بالتفرّج إزاء توسّع القومية الهندوسية في الإقليم ذي الغالبية المسلمة، مشبّها الأمر باسترضاء هتلر.

وجاء الموقف الذي أعلنه رئيس الوزراء الباكستاني على تويتر في خضم توترات متصاعدة بين الهند وباكستان حول منطقة كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا، بعد أن ألغت نيودلهي الأسبوع الماضي الحكم الذاتي الذي كان يتمتّع به الشطر الهندي من الإقليم وأخضعته لسلطة الحكومة المركزية.

والأحد أطلق خان تغريدة جاء فيها أن "أيديولوجية تفوّق الهندوس مشابهة لأيديولوجية تفوّق العرق الآري النازية، وهي لن تتوقف".

ووصف خان الخطوة بأنها "نسخة معتنقي عقيدة تفوق الهندوس من +المجال الحيوي+ لهتلر" معتبرا أنها ستؤدي إلى "قمع المسلمين في الهند وستفضي في ما بعد إلى استهداف باكستان".

و"المجال الحيوي" مصطلح نازي يُقصد به المناطق المحيطة بألمانيا النازية والتي كانت تشكل السيطرة عليها ضرورة حيوية لتأمين بقاء ألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي.

وتابع رئيس الوزراء الباكستاني أن خطوة نيودلهي "محاولة لتغيير الديموغرافيا في كشمير عبر تطهير إتني"، مضيفا "السؤال المطروح هو: هل سيتفرّج العالم ويسترضي كما فعل مع هتلر في ميونيخ"، وذلك في إشارة إلى معاهدة ميونيخ التي اعتُبرت بمثابة تسوية بين ألمانيا النازية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، أتاحت لهتلر ضم منطقة السوديت ذات الغالبية الناطقة بالألمانية والتابعة لتشيكوسلوفاكيا (حينها)، لمحاولة احتواء ألمانيا النازية وتجنب اندلاع الحرب.

ويشهد الشطر الهندي من كشمير إجراءات أمنية مشددة فُرضت قبيل إلغاء الحكم الذاتي كما فُرض حظر تجوّل وقُطعت شبكات الهاتف والانترنت في خطوة اتُّخذت على ما يبدو لتفادي اندلاع أعمال عنف.

وتسيّر القوات الهندية دوريات في الطرق الرئيسية للإقليم، وقد استخدمت قوات الأمن الجمعة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة شارك فيها نحو ثمانية آلاف شخص للاحتجاج على خطوة الحكومة.