الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس البولندي أندريه دودا
Reuters
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير (يسار) والرئيس البولندي أندريه دودا (يمين)

طلب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من بولندا العفو عن "الطغيان" النازي، بعد مرور 80 عاماً على بدء الحرب العالمية الثانية.

وأقيمت مراسم لإحياء ذكرى اندلاع النزاع في مدينة ويلون البولندية حيث سقطت القنابل الألمانية الأولى، وكان ذلك بحضور الرئيس الألماني وعدد من قادة العالم، وافتتح الحفل بدقيقة صمت احتراماً لأرواح الضحايا.

وأدان شتاينماير ما سمّاه "الرغبة في الإبادة" التي أدت إلى الهجوم، وقال متحدثاً باللغتين الألمانية والبولندية: "أحنى رأسي أمام الضحايا البولنديين لطغيان ألمانيا وأطلب العفو".

كما شجب الرئيس البولندي، أندريه دودا، هجوم ألمانيا النازية على بولندا ووصفه بأنه "عمل وحشي" وبأن ويلون هي شاهد على الحرب التي كانت شاملة ومدمرة حسب تعبيره.

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس البولندي أندريه دودا
EPA

وسيجتمع قادة العالم الآخرون في وقت لاحق اليوم بما في ذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لحضور حفل موازٍ في العاصمة البولندية وارسو.

وعانت بولندا من أسوأ خسائر الحرب العالمية الثانية حيث قُتل نحو ستة ملايين من مواطنيها. ولا تزال بولندا، بعد مرور ثمانين عامًا، تطالب ألمانيا بالتعويض عن الخسائر البشرية والدمار الذي لحق بها.

وأدت الدعوات الأخيرة للتعويض من قبل رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، والذي اتُهم حزب القانون والعدالة الحاكم الذي ينتمي إليه بتأجيج المشاعر القومية، إلى تصعيد التوتر مع ألمانيا.

ولا تزال لجنة برلمانية بولندية تقيّم مبلغ التعويض، لكن ألمانيا تقول إن الأمر قد تمت تسويته.

كيف بدأت الحرب العالمية الثانية؟

في فجر يوم 1 سبتمبر/أيلول 1939 ، قصفت القوات الجوية الألمانية مدينة ويلون، وهي بلدة بلا أهمية عسكرية. يُقدر أن آلاف الأشخاص قد لقوا حتفهم في التفجيرات التي كانت تهدف إلى بث الرعب بين السكان المدنيين.

وبعد الهجوم، الذي أمر به الزعيم النازي أدولف هتلر، أعطت بريطانيا ألمانيا مهلة لوقف العمليات العسكرية.

لكن عندما تجاهلت ألمانيا الإنذار النهائي، أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب عليها في 3 سبتمبر/ أيلول، مما أدى إلى اندلاع صراع دام ست سنوات أودى بحياة عشرات الملايين من الناس.

الحفل السنوي لإحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية في مدينة ويلون البولندية
EPA
ويلون هي أول مدينة بولندية قصفها الألمان في الحرب العالمية الثانية

كيف يتم الاحتفال بالذكرى السنوية؟

إلى جانب الحفل الذي أقيم في ويلون، تقام أحداث تذكارية أيضاً في وارسو والموقع العسكري السابق في فيستربلات، حيث هاجمت البوارج الألمانية النازية قاعدة عسكرية بولندية في 1 سبتمبر/ أيلول 1939 .

وحضر مراسم فجر إحياء الذكرى رئيس الوزراء البولندي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز.

وفي وقت لاحق اليوم، سيلقي كل من شتاينماير و دودا وبنس كلمة في الحفل الذي يقام في ميدان بيلسودسكي بوارسو في موقع صرح الجندي المجهول.

مشاركة المواطنين بتكريم أرواح الضحايا في ويلون البولندية بذكرى الحرب العالمية الثانية
EPA
مشاركة المواطنين بتكريم أرواح الضحايا في ويلون

من هم الحضور؟

يشارك حوالي 40 وفداً أجنبياً في الاحتفالات، بحسب الرئاسة البولندية.

لكن قادة العالم بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لن يحضروا.

وكان من المقرر حضور ترامب لكنه ألغى الزيارة فجأة وأرسل نائبه مايك بنس بدلاً منه، إذ يستعد الساحل الشرقي لبلاده لوصول إعصار دوريان.

ولم تتم دعوة بوتين، على عكس ما كان عليه الحال قبل 10 سنوات، عندما حضر الاحتفالات مذكراً ببمقتل نحو 600 ألف جندي سوفييتي ساهموا في طرد النازيين. لكن العلاقة بين البلدين تراجعت مع تصاعد التوتر بسبب تركة الهيمنة السوفيتية بعد الحرب، وانهارت بشكل نهائي بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.