الرباط: هاجم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، الأنباء التي تحدثت عن وجود "بلوكاج" جديد في الحكومة يعرقل إخراج التعديل الحكومي المرتقب، واعتبر أن ما يروج يوجد في عقول من كتبه فقط.
واستغل العثماني فرصة عقد الجمع العام التأسيسي لمؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب للدراسات، الرئيس المؤسس للحزب، مساء اليوم من أجل الرد على ما سماه "تخرصات المتخرصين".

وقال العثماني أمام حليفيه في الحكومة نبيل بنعبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية ومحند العنصر أمين عام حزب الحركة الشعبية، بالإضافة إلى نزار بركة أمين عام حزب الاستقلال المعارض: "ليس هناك أي بلوكاج ولا توقف. الأمور تسير وفق المنهجية الضرورية وستخرج في آجالها الموعودة بالطريقة السليمة إن شاء الله".

وأضاف العثماني أن "البلوكاج" الذي تحدثت عنه بعض المنابر الإعلامية موجود في "عقول من كتبها فقط، وهي تخرصات المتخرصين وأوهام الذين يريدون هذا"، مؤكدا أن حزبه سيواصل "عمله النضالي بكل ما يستطيع رغم الحملات الإعلامية الظالمة التي يتعرض لها باستمرار".&

ومضى رئيس الحكومة مبينا، أن حزبه يعرف الجهات التي تقف وراء استهدافه وتشوش عليه، وقال: "نحن نعرف من يقف وراء هذه الحملات، ولن تزيدنا إلا صلابة"، مطالبا أعضاء حزبه بالصمود والسير على طريق عبد الكريم الخطيب، الذي قدم دروسا في الوطنية والنضال والصبر والصمود طيلة مساره.

في غضون ذلك، وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، رسالة إلى المشاركين في أشغال الجمع العام التأسيسي لإحداث "مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات"، تلاها رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية.

وقال الملك محمد السادس إن إحداث مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات "مبادرة محمودة، أبينا إلا أن نزكيها، وأن نشملها برعايتنا السامية، تقديرا منا لهذا الوطني المجاهد، والمقاوم الفذ الذي تحمل اسمه".

واعتبر الملك محمد السادس أن الخطيب "أحد القادة التاريخيين للمقاومة وجيش التحرير، المشهود لهم بخصال الوطنية الصادقة، والنضال المستميت من أجل استقلال المغرب وحريته، والدفاع عن مقدسات الأمة وثوابتها".

وأضافت الرسالة الملكية أن عمله النضالي "لم يقتصر على وطنه المغرب فحسب، وإنما تجاوزه ليشمل بلدانا شقيقة، حيث ذاع صيته خارج الوطن، بما كان يوفره، رحمه الله، من دعم ومساندة لفائدة المقاومين في الدول المغاربية وفي إفريقيا، من أجل مواجهة الاستعمار والتمييز والاستغلال، وسعيا لاسترجاع الحرية والكرامة.

وسجلت الرسالة الملكية بأن الرصيد النضالي التاريخي المتميز "جعل الدكتور الخطيب أحد القادة السياسيين المتميزين ؛ إذ أبان، رحمه الله، عن كفاءة مهنية مشهود له بها، وحنكة سياسية عالية، والتزام وطني راسخ، في سعيه الدؤوب والصادق لخدمة بلده وملكه، بكل تفان ونكران ذات، في مختلف المناصب السامية، التي تقلدها طيلة حياته الحافلة بالعطاء".

وزاد منوها بالقول "ونحن نستحضر مسار ومناقب هذا المقاوم الوطني الكبير، لنشيد بهذه المبادرة البناءة، التي تندرج في صلب اهتماماتنا ودعوتنا إلى ضرورة توفر الأحزاب السياسية على مؤسسات علمية وفكرية موازية، تساهم في "الرفع من مستوى الأداء الحزبي، ومن جودة التشريعات والسياسات العمومية"، كما سبق وأكدنا ذلك في خطابنا السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية للبرلمان في 12 أكتوبر 2018".

وعبرت الرسالة الملكية عن تطلع العاهل المغربي لأن تشكل "مؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات"، على غرار "المؤسسات الفكرية التابعة للأحزاب الوطنية الجادة، فضاء لحفظ الذاكرة الوطنية، ولإشاعة القيم المغربية الأصيلة، دون تعصب أو مغالاة، وصلة وصل بين الأجيال المتعاقبة، ومنارة للفكر الرصين، والنقاش الجاد والمسؤول، في مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطنين".

كما حث العاهل المغربي على جعل "مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات" مركزا ل"تلاقح الأفكار البناءة، ولتأهيل الكفاءات والنخب السياسية، وإشاعة قيم الوطنية الحقة، التي ظل يجسدها المرحوم عبد الكريم الخطيب، والمتمثلة بالخصوص في الصدق والإخلاص والوفاء لثوابت الأمة ومقدساتها، والالتزام بخدمة المصالح العليا للبلاد، ووضعها فوق كل اعتبار".