إيلاف من لندن: قال عبد المهدي لدى وصوله الى مدينة خيفي الصينية مبتدئاً&زيارة رسمية للبلاد تستغرق اسبوعًا إن مباحثاته فيها تهدف الى تشكيل علاقات اطارية للشراكة الاستراتيجية وبناء الاقتصاد والبنى التحتية للعراق والسعي لربط الشرق الادنى بالشرق الاقصى بطريق الحرير، منوها الى انه في طريقه اليها بحث في نيودلهي مع المسؤولين الهنود تفعيل اعمال اللجنة المشتركة بين البلدين.

ووصل رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي صباح الخميس الى مدينة خيفي الصينية & على رأس وفد رسمي كبير يضم 31 مسؤولا بينهم وزراء ومحافظون ومستشارون ورجال اعمال لاجراء مباحثات مهمة مع القادة الصينيين والمشاركة بأعمال المؤتمر العالمي للتصنيع، الذي يعقد غدا بمشاركة مسؤولين من مختلف دول العالم ورؤساء كبريات الشركات الصينية.

وفي رسالة الى العراقيين حول اهداف زيارته الحالية الى الصين والتي اطلعت على نصها "ايلاف"، قال ان زيارته هذه رفقة وفد من كبار المسؤولين التنفيذيين لان العراق يعمل منذ فترة على تطوير علاقات استراتيجية اطارية مع الصين المعروفة بقدراتها الاقتصادية والتقنية ومساهماتها الطويلة في اعمار وبناء بلدها المترامي الاطراف والاول عالمياً من حيث عدد السكان اضافة الى مساهماتها الاقتصادية والتقنية العالمية والتي جعلتها اليوم الاقتصاد الثاني في العالم، والذي قد يتصدر القائمة خلال العقود القليلة المقبلة.&

واشار الى انه يسعى خلال الزيارة الى تكوين علاقات اطارية للشراكة الاستراتيجية من أجل أن ينهض العراق ويعيد بناء بنيته التحتية واقتصاده ومجتمعه ويحقق تقدماً ملموساً في التخلص من عوامل البطالة والفقر والامية والتخلف.&

بعد تطوير العلاقات مع الغرب الاتجاه لتعميقها مع الشرق

وقال عبد المهدي إن العراق الذي تطورت علاقاته بالغرب خلال القرنين الاخيرين ومازال يرغب في الحفاظ عليها وتطويرها، يسعى اليوم لتعميق علاقاته بالشرق وبالبلدان الاسيوية بحكم العلاقات التاريخية الممتدة لآلاف السنين والتجارب المتشابهة التي تسمح له بالاستفادة من خبراتها وتجاربها الغنية في هذا المجال. لذلك كان العراق من اوائل الدول التي انضمت الى مبادرة "الحزام والطريق"، حيث نسعى لربط الشرق الادنى بالشرق الاقصى، بما عُرف تاريخياً بطريق الحرير، والذي كان ايضاً طريق التوابل.&

واوضح قائلا "لأن طريقنا يمر عبر الهند لذلك توقفنا لوقت قصير في نيودلهي وبحثنا مع مسؤولين في الحكومة الهندية تفعيل اللجنة المشتركة بين العراق والهند والتي لم تجتمع منذ عام 2013 واتفقنا على اهمية تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين، فالنفط العراقي يحتل المكانة الاولى في استيرادات النفط بالنسبة للهند، وللعراق علاقات تجارية وسياسية وثقافية بالهند تمتد للعصور القديمة.&

الوقت لا يسمح بالانتظار لاقامة علاقات منفعة متبادلة مع الدول

واشار رئيس الوزراء العراقي الى ان الوقت لا يسمح بالانتظار طويلاً وتضييع الفرص، فنحن بحاجة الى قرارات مدروسة وسريعة ومباشرة تتخذ على اعلى المستويات مع مسؤولي الدول الاخرى التي نطمح في اقامة علاقات منفعة متبادلة وشراكة مستدامة معها تساعدنا في تحقيق برامجنا الطموحة، خصوصاً في مجالات الزراعة والصناعة والتسلح والتعليم والصحة والطاقة والاتصالات والمواصلات والمياه وكل ما له علاقة بإنشاء وإعادة إعمار البنى التحتية الأساسية للعراق، والتي تمثل عتلة النمو، وأساس التقدم الكبير الذي يليق بالعراق وشعبه.&

الصين لاعادة تعمير البنى التحتية في العراق

وعن الانتقادات التي وجهت الى رئاسة الحكومة حول ضخامة الوفد المرافق له في زيارته للصين، اوضح عبد المهدي انه "من اجل تحقيق هذه الأهداف حضرنا بهذا الوفد التنفيذي الكبير للتباحث وتطوير العلاقات ورسم الخطط ولنوقع عدداً كبيراً من الاتفاقات من شأنها احداث تغيرات كبيرة في اقتصادياتنا وبنانا التحتية ونشاطاتنا المختلفة".

وقال "لدينا عشرات المشاريع المشتركة مع الصين في قضايا التسليح والنفط وغيرها، ومحور زيارتنا الى الصين هو ان تكون الصين شريكا للعراق في مسألة البنى التحتية لانها مسألة اساسية لانه لايمكن تقديم الخدمات للمواطن من دون بنى تحتية فعندما يأتي مستثمر ولايجد بنى تحتية تخدمه فسيكون الامر محبطا له وستتوقف مشاريع الحكومة ايضا.

واضاف ان بين العراق والصين صندوقا غطاؤه النفط "لاننا نصدر الى الصين النفط &وبالتالي فهنالك ضمانات جيدة بيننا، ومن مصلحة الصين ان تتعامل مع العراق.
واكد عبد المهدي قائلا "سنعود من الصين بنتائج ايجابية وندخل في عملية اصلاح سريعة في البنى التحتية".

يشار الى ان هذه الزيارة تستهدف التوقيع على اتفاقيات للتعاون في قطاعات الامن والصناعة والزراعة وبناء المدارس والمستشفيات والإسكان والطرق والقطارات والجسور.&

ويؤكد مسؤولون عراقيون ان الزيارة ستؤسس ايضا لمشاريع كبرى معها تكون انطلاقة لثورة اقتصادية مرتقبة في العراق من خلال تنفيذ شركاتها لمشاريع طرق وسكك حديد وإنشاء طرق دولية جديدة تربط العراق بدول الجوار فضلاً عن انشاء مدن صناعية وسكنية كبرى في محافظات عراقية عدة.

واليوم بدأ رئيس الوزراء العراقي زيارة رسمية للصين تستغرق اسبوعا على رأس وفد رسمي يضم 31 مسؤولا بينهم 9 وزراء منهم للدفاع والداخلية والنفط، و16 محافظًا إضافة إلى مستشارين لرئاسة الحكومة لتوقيع اتفاقيات للتعاون في قطاعات الأمن والصناعة والزراعة وبناء المدارس والمستشفيات والإسكان والطرق والقطارات والجسور ستشكل بحسب مسؤولين عراقيين انطلاقة لثورة اقتصادية مرتقبة في العراق.
& &
&