فيما يُعتقد انه تحول في منهجه الداعي للاصلاح ومكافحة الفساد من النزول الى الشارع الى اللجوء لشبكات التواصل يستعد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر تشكيل جيش الكتروني وإعادة هيكلة تياره الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.&

فبعد ان اعلن الصدر عن تشكيل جيش للمدونين باشرافه فقد قال مقرب منه يوصف بأنه وزيره انه وبعض ثقاته "سارعوا للمثول بين يديه للاستنارة بإرشاداته وتوجيهاته ونصائحه وأوامره" .. موضحا انه قد اطلعهم على مجريات الامور واسباب عدم ظهوره الاعلامي منذ اشهر حيث كان آخر ذلك توزيع صور له في طهران مع المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني خلال احياء مناسبة عاشوراء هناك في العاشر من الشهر الحالي. &

الصدر يلقي كلمته عبر شاشة كبيرة للمحتجين بساحة التحرير وسط بغداد

واشار "صالح محمد العراقي" الذي يوصف احيانا ايضا بالمقرب من الصدر ولسانه على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الجمعة وتابعته "إيلاف" ان الصدر قد اطلعه ورفاقه على مجريات الامور الحالية وملاحظاته على اوضاع البلاد الراهنة والتي هي: اولا: تفشي الاحباط بين الجميع.&

ثانيا: تفشي الخلافات والصراعات.&
ثالثا: تفشي عدم الثقة وتفكك الروابط العقائدية.&
رابعا: ظهور نفس التعالي.&
خامسا: الابتعاد عن الدين والحوزة.&
سادسا: رفض كل شيء والمسارعة لكيل الاشكالات والتهم.&
سابعا: الفقير يتهم الغني بالفساد والغني يتهم الفقير بالجهل.&
ثامنا: تفكك الصف وبالتالي الضعف المعنوي.&
تاسعا: تحول الاصلاح من مسألة عقائدية الى تسقيط وتشهير وكيل تهم وصراعات شخصية.&
عاشرا: ازدياد الازدواجية في التعامل في اغلب الامور.. كالذي ينتقد الحكومة ويريد التعيين او ينتقد الغني وهو يطلب المال وهكذا.&
حادي عشر: التراخي عن نهج الشهيدين الصدرين (والده محمد محمد الصدر الذي اغتيل في النجف منتصف السبعينات وىية الله محمد باقر الصدر الذي اعدمه النظام السابق عام 1980 ).
ثاني عشر: عدم القناعة بالاداريين في (التيار) حتى بعد ان ابعد قائدنا جل الفاسدين ومن ضمنهم بعض المقربين. \

ثالث عشر: عدم القناعة بالامور الادارية.. فيطالبون برواتب وحوافز ويريدون غلق استحصال المال حتى بالطرق الشرعية والقانونية.. ويطالبون باصدار قرارات ومواقف ثم ينتقدونها ولا يثقون بالقائمين عليها.

رابع عشر: الكثير يعلم سبب ابتعاد قائدهم عنهم الا انه لا يكترث ولا يحرك ساكنا.&
واشار العراقي الى ان الصدر اكتفي بذلك مبدئيا وبعد ان تم نقل له ملاحظاتهم فقد ذكر المزيد من ذلك.&

واضاف العراقي انه بعد الالحاح على الصدر لاكمال ملاحظاته تلك فقد وعدهم بانه سيكتب لهم هيكلية مختصرة يعملون من خلالها بالامور الادراية وغيرها.. وقال "اذا اثبتّم نجاحكم وتفاعل معكم من ينتمي لنا ومن لا ينتمي فهذا نجاح جزئي (الفرصة الاخيرة).

واوضح العراقي ان الصدر ابلغهم انه "سيبقى متفرجا آملا نجاحكم وتكاملكم وتطوركم عسى ان اكون بينكم في وقت لاحق".. وقال ان المكتب الخاص للصدر سيعلن عن هذه الهيكلية قريبا". &&

جيش إلكتروني للاصلاح

وجاء هذا الاعلان عن اسباب عدم ظهور الصدر اعلاميا مؤخرا بعد ان وجه بتشكيل جيش الكتروني تحت مسمى "مجمع مدونين وطني" للمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعين الصدر قائدا لهذا الجيش هو صالح محمد العراقي "وزيره والمقرب منه" والناطقة صفحته على "فيسبوك" بأسم مقتدى الصدر. &

ووضع الصدر في بيان شروطا للمنتمين الى هذا الجيش تقضي بالتزام المدون على الصفحة التي سيشرف عليها مساعدو الصدر بميثاق "المدون الصادق" ليكون ضمن مجمع المدونين الوطني وان يلتزم "الصدق والمصداقية" باعتبارهما خطا احمر لا يمكن الحياد عنه .. وان يكون "الإصلاح من أهم أولويات المدون ولا إصلاح مع كيل التهم جزافا".&

واشترط الصدر ايضا ان يكون المشارك "من اصحاب القلم الرفيع والفكر النير وممن يعرف الذوق العام للقرارات العامة". ووجه باستشارة المشرفين قبل النشر ليكون المقال او المنشور مقرا ورسميا و الالتزام بالسياسات العامة والضوابط المقرة من القيادة.. منوها الى ان ذلك لايعني عدم السماح بمنشورات خارجة عن هذا النطاق الا أنها تمثل صاحبها.

واوصى الصدر بإدراج الأدلة والمصادر فيما تتم كتابته "كامر لا محيص عنه" وان تدرج في &اي مقالة اصلاحية الحجج والادلة وان تصل الى يد الصدر مباشرة . &وقرر تقديم هدية منه لافضل عشر مقالات شهريا وان تكون اسوأ عشر مقالات ستكون سبباً لأنهاء تواجدهم في هذا المشروع مع تكرر الخطأ.

وتأتي هذه التطورات بعد ايام من لقاء الصدر القائد السابق لجيش المهدي في العاشر من الشهر الحالي في ذكرى عاشوراء بطهران مع المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي والجنرال قاسم سليماني المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري والمسؤول عن الملف العراقي في القيادة الايرانية وكذلك اجتماعه مع رئيس السلطة القضائية الايرانية إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين في ما تعد لقاءات نادرة على خلفية معارضة الصدر للعديد من السياسات الايرانية فيما يخص العراق.

&وأثار نشر هذه اللقطات التي تظهر الصدر مع خامنئي وسليماني في إيران جدلاً في بلاده وقال البعض في وسائل الإعلام المحلية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي إن إيران "استدعت" الزعيم الشيعي الذي سافر إلى السعودية الخصم الإقليمي لطهران قبل عامين ورفض الانضمام إلى المعسكر الموالي لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات التشريعية في أيار مايو 2018 .. فيما رأى آخرون في المقابل أن هذه الزيارة وهذه اللقاءات التي جرت على أعلى مستوى هي دليل على أن طهران اختارت دعم الصدر .&