قال نزار زكا إن الافراج عنه تم بصفقة أميركية – إيرانية، ولا علاقة للبنان ولحزب الله في الموضوع، داعيًا إلى موقف أميركي – أوروبي موحد من النظام الإيراني.

نفى نزار زكا اللبناني، المفرج عنه من سجون إيران في يونيو الماضي، تدخل حزب الله في الإفراج عنه قائلًا إن إيران عمدت إلى تسليمه لحزب الله والرئيس اللبناني ميشال عون لحفظ ماء الوجه، كي لا يبدو أن النظام الإيراني خضع لمطالب الأميركيين في الإفراج عنه.

مجرد واجهة

في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أكد زكا أن الإفراج عنه تم بصفقة أميركية، وأن لبنان وحزب الله كانا مجرد واجهة وتمثيلية، ملمحًا أن الجانب الأميركي مع حلول روبرت أوبراين في منصب مستشار الأمن القومي الأميركي يقترب من إبرام صفقة جديدة للإفراج عن معتقل أميركي آخر في السجون الإيرانية، رجح أن يكون زيو وينغ، العالم الأميركي في جامعة برينستون الذي كان يدرس الفارسية في إيران وتم اعتقاله في أغسطس 2016 واتهامه بالتجسس والحكم عليه بالسجن عشر سنوات.

رجح زكا هذا الإفراج القريب خصوصًا بعد أن أخلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سبيل نيغار غودسكاني، الإيرانية الموقوفة في أستراليا التي عادت إلى إيران.

وكانت غودسكاني قد اعترفت بالتآمر لتصدير تقنيات محظورة بطرائق غير شرعية من شركات في مينسوتا وماساشوستس إلى إيران. تم توجيه الاتهام إليها في عام 2015 واعتقلت في أستراليا في عام 2017 وحكم عليها الثلاثاء الماضي بالسجن 27 شهرًا.

ورفض مايك بومبيو يوم، وزير الخارجية الأميركي، الخميس مناقشة ملف تبادل المعتقلين بعد الأخبار عن ترحيل غودسكاني إلى إيران، واحتمالات أن تفرج طهران عن معتقل أميركي آخر.

تعذيب جسدي ونفسي

بحسب الصحيفة، شارك زكا في مؤتمر "متحدون ضد إيران" وفي اجتماع استمر ساعة ونصف مساء الأربعاء مع أوبراين، وبراين هوك، المبعوث الأميركي لشؤون إيران، وعدد من المسؤولين، للبحث في كيفية المضي قدمًا في ملف تبادل السجناء وفرض المزيد من الضغوط على إيران.

قال زكا إنه سافر إلى إيران بعد دعوة من نائبة الرئيس الإيراني للمشاركة كمتحدث في مؤتمر في إيران عن تقنية المعلومات، لكن اعتقل وهو في طريقه إلى المطار عقب انتهاء المؤتمر: "كانوا يريدون من القبض علي توصيل رسالة للأميركيين أن هناك فارقًا بين توقيع الاتفاق النووي وانفتاح إيران على العالم"، متهمًا الحرس الثوري الإيراني بممارسة التعذيب الجسدي والنفسي عليه عامًا ونصف، مشيرًا إلى أنه قابل مهدي هاشمي، نجل الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني المعتقل في أفين، ونائب الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، وعددًا من المعتقلين العراقيين، والعالم الأميركي الصيني في جامعة يرنستون زيو وينغ، في زنزانة صغيرة تابعة للحرس الثوري، تضم نحو 24 شخصًا.

كانت تمثيلية

كان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد لمح إلى إطلاق سراح زكا بموجب صفقة مع الإدارة الأميركية، خلافًا لرواية تتبناها إيران وحزب الله.

علق زكا على ذلك: "كانت تمثيلية من الجانب الإيراني لحفظ ماء الوجه، فالمفاوضات تمت من قبل الأميركان وكان إطلاق سراحي بجهود أميركية حيث كان هناك خمسة معتقلين أميركيين في السجون الإيرانية. وأطلقت إيران سراحي تحت الضغط الأميركي وقامت بإخراج قصة وتمثيلية أن الإفراج تم بوساطة وجهود حسن نصر الله لأني لبناني حتى لا تظهر للرأي العام أنها خضعت للضغط الأميركي".

وقال زكا إنه أوصى باتخاذ الولايات المتحدة والدول الأوروبية مجتمعة موقفًا موحدًا للضغط على إيران واتخاذ إجراءات عقابية للإفراج عن المعتقلين، مشيرًا إلى تلاعب إيراني بمصير المعتقلين من جنسيات مزدوجة. أضاف: "تريد التفاوض مع كل دولة على حدة، خصوصًا أن إيران تمارس لعبة في إطلاق سراح معتقلين ثم القبض على أجانب آخرين".

وفي السجون الإيرانية اليوم بين 12 و14 معتقلًا أجنبًيا من النمسا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

ليس معقدًا

قال زكا إن الإدارة الحالية ترفض الإفراج عن معتقلين إيرانيين مقابل إعطاء أموال لإيران على غرار إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، مضيفًا أن ملف الرهائن ليس معقدًا كباقي الملفات المتعلقة بالبرنامج النووي وغيرها، ويمكن الإدارة الأميركية تحقيق انتصار سهل وسريع فيه خاصة، بحسب ما قال.

أضاف زكا: "ما تقوم به الإدارة الأميركية من تشديد العقوبات هو أفضل السبل للضغط على إيران لأن النظام الإيراني ماهر في التهرب والالتفاف على العقوبات، والإدارة الأميركية تصرفت بحكمة في الرد على الهجمات على أرامكو، وتعاونت مع السعودية والدول الأوروبية للظهور بموقف موحد من إدانة إيران".

عن استراتيجية أقصى الضغط التي تتابعها الإدارة الأميركية للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، قال زكا للشرق الأوسط: "إيران في وضع لا تحسد عليه، ولبنان أيضًا في وضع اقتصادي صعب، وحزب الله يعاني شح الموارد المالية. الوضع داخل إيران سيء للغاية والشعب الإيراني يعاني الجوع والضائقة ليس بسبب العقوبات الأميركية وإنما بسبب أن الحرس الثوري يستحوذ على موارد الدولة ويحولها إلى فيلق القدس وحزب الله بدلا من ضخها في الاقتصاد لصالح الشعب الإيراني".