عبّرت حكومتا بغداد وأربيل الكردية عن غضبهما من التوغل التركي في سوريا، واعتبرتا أنه يشكل خطرًا على الأمن الإقليمي والدولي، وسط مخاوف من نزوح ملايين من أكراد سوريا إلى إقليم كردستان العراق الشمالي.

إيلاف: قال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم، وتابعتها "إيلاف"، إن "التوغل التركي العسكري في سوريا تصعيد خطير سيؤدي إلى فاجعة إنسانية، ويُعزز قدرة الإرهابيين لإعادة تنظيم فلولهم، ويشكل خطرًا على الأمن الإقليمي والدولي".&

أضاف "يجب أن يتوحد المجتمع الدولي لتدارك الكارثة ودعم حل سياسي لمعاناة السوريين والكرد منهم للتمتع بحقوقهم في السلام والأمن والكرامة".

من جهتها عبّرت وزارة الخارجية العراقية عن قلق العراق إزاء العملية التركية في شمال شرق سوريا. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد الصحاف في تصريح صحافي إن "العراق يدعو إلى حفظ سيادة الدول وتبني الحلول السياسية".&

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أمس الأربعاء عن إطلاق الجيش التركي والجيش السوري الحر عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم &داعش في شمال شرق سوريا.. مؤكدًا أن هدف العملية القضاء على الممر الإرهابي في شمال شرق سوريا. &

بارزاني: دماء الأكراد أغلى من المال والسلاح
من جهته، شدد الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني على أن "دماء الكرد أغلى بكثير من المال والسلاح". وقال بارزاني في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" مخاطبًا الرئيس الأميركي دونالد ترمب قائلًا "عزيزي الرئيس ترمب. أرجو أن تعلموا بأن شعب كردستان ناضل دائمًا في سبيل حقوقه المشروعة. كما إن البيشمركة هزموا داعش، وهم جزء فعال من التحالف الدولي المناهض للإرهاب. إن دماء الكرد أغلى بكثير من المال والسلاح".

من جانبه، حذر رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور البارزاني من أن "تصعيد الأوضاع في شمال شرق سوريا له عواقب سلبية لا تقف عند حدود سوريا فحسب، بل ستدفع بآلاف السكان إلى النزوح".

قال خلال اجتماع لحكومته أمس إن "تصعيد الأوضاع في شمال شرق سوريا له عواقب سلبية لا تقف عند حدود سوريا فحسب، بل ستدفع بآلاف السكان إلى النزوح، فيما سيلوذ كثيرون بإقليم كردستان. ودعا إلى معالجة الأزمة عبر السبل السلمية والحوار قائلًا "إن "اللجوء إلى التدابير العسكرية الأحادية لا يصب في مصلحة مواطني المنطقة".

نزوح كردي سوري أمام تقدم القوات التركية - الصورة من وكالة رووداو الكردية العراقية

وخلال الاجتماع قدم وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد تقريرًا مفصلًا حيال الاستعدادات الاحترازية تحسبًا لأي نزوح محتمل للسوريين الذين يلجأون إلى إقليم كردستان.

طالبت حكومة الإقليم المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهما وتقديم المساعدة في حال لجوء موجة أخرى من السوريين إلى إقليم كردستان. أما برلمان الإقليم فقد طالب بالوقف الفوري للهجوم الذي "تشنه تركيا وميليشيات المعارضة السورية الموالية لها على غرب كردستان".&

وأكدت رئاسة البرلمان في بيان اليوم أنه يراقب بقلق شديد الاجتياح العسكري التركي للعديد من المناطق في غرب كردستان، ويدعو إلى الوقف الفوري للعملية وحل المشاكل عبر الحوار والطرق السلمية.

وحذرت من أن المنطقة "تمر الآن بوضع حساس وغير مستقر، والحرب على الإرهاب لم تنته بعد، وشعوب المنطقة تعيش حالة من القلق وعدم الاستقرار، ولا نعتقد أن هذه الهجوم سيولد حلولًا للمشاكل القائمة، وإنما سيصعبها أكثر ويبعد فرص السلام".

دعت رئاسة البرلمان المجتمع الدولي، خاصة أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا، إلى "وضع كل إمكاناتها لإنهاء هذا الهجوم البغيض والحيلولة دون إنجرار المنطقة إلى المزيد من عدم الاستقرار وتهيئة الأرضية للحوار".

وكانت القوات الأميركية المنتشرة في مناطق أكراد سوريا قد بدأت الاثنين الماضي بالانسحاب من مواقع قريبة من الحدود التركية، ما فتح الطريق أمام العملية العسكرية التركية ضد القوات الكردية حليفة الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم داعش. &
&
&