في حديث خاص لـ"إيلاف" يؤكد وزير الإعلام اللبناني جمال الجرّاح أن وضع الإعلام يبقى صعبًا في لبنان، رغم ذلك لا يمكن القول إن الحريات فيه بخطر.

إيلاف من بيروت: وزير الإعلام جمال الجرّاح حائز إجازة في إدارة الأعمال من الجامعة اللبنانية - الأميركية. وهو بدأ العمل في إحدى شركات الأدوات الكهربائية في الأردن، ولاحقًا أصبح موظفًا في بنك البحر المتوسط، وتدرّج إلى أن أصبح مديرًا لفرع جب جنين، ثم مديرًا إقليميًا لمنطقة البقاع.&

انتُخب نائبًا عن دائرة البقاع الغربي في دورتي العامين 2005 و2009. وعُيّن وزيرًا للاتصالات عام 2016 في حكومة سعد الحريري الأولى في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون.

في حديثه لـ"إيلاف" يؤكد الجرّاح على ضرورة الإصلاحات التي يجب اتباعها من أجل تجنيب لبنان الكارثة المالية، كما يؤكد على دور الإمارات الإيجابي في إنعاش اقتصاد لبنان، بعد رفع الحظر عن الإماراتيين للمجيء إلى لبنان، ويفنّد وضع الإعلام عمومًا في لبنان.

في ما يلي نص الحوار معه:

*يبقى الهمّ المالي طاغيًا في لبنان، مع الحديث عن ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء وإضراب محطات الوقود، فضلًا عن الأفران، فكيف يمكن تدارك الأمر؟

- هناك إجراءات إصلاحية عديدة تدرس في مجلس الوزراء، وهناك إجراءات لضبط سوق الصيرفة في لبنان، وتزويد السوق بالدولار نقديًا، كي نتجاوز هذه الأزمة التي يمر بها لبنان.

*هناك من يتحدث عن محاولة يفرضها الوضع المالي لتذكير اللبنانيين بأيام الحرب الأهلية، ما مدى خطورة الموضوع؟

- هناك كلام يصدر من بعض المواقع، يؤثر سلبًا على الوضع النقدي في لبنان، وبغالبيته شائعات يتم تداولها في السوق، ولها تأثيراتها على تصرف اللبنانيين، من خلال شرائهم الدولار أكثر.

الإمارات ولبنان
*مع الحديث عن رفع الحظر على الإماراتيين للمجيء إلى لبنان، هل نشهد تحسنًا في السياحة اللبنانية، وكيف ينعكس ذلك على الوضع المالي في لبنان؟

- بالتأكيد هناك أعداد كبيرة من الإماراتيين ستأتي إلى لبنان مجددًا، مع الحديث عن أن نهاية الأسبوع هذا شهد كثافة في طيران الإمارات باتجاه لبنان، وهذا مؤشر إيجابي إلى الوضع الإقتصادي والسياحي والمالي في لبنان.

*ما مدى انعكاس مؤتمر الإستثمار بين لبنان والإمارات على اقتصاد لبنان، وكيف سيتلقف لبنان إيجابياته؟

- لبنان لا يمكن أن ينمو من دون استثمارات، ونحن منذ فترة طويلة نشهد انكماشًا في الإستثمار في لبنان، ربما كان شبه معدومًا، واليوم اتجاه الإمارات إلى الإستثمار في لبنان يبقى مؤشرًا كبيرًا وإيجابيًا، وله نتائج فورية على تحسن الإقتصاد اللبناني.

*ما الذي يحتاجه لبنان اليوم لدعم علاقاته أكثر بالدول الخليجية؟

- يجب أن نلتزم بقرار الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس عن مشاكل المنطقة، والابتعاد عن التهديد كما في السابق، واليوم خطوة الإمارات باتجاه لبنان تبقى مهمة، على أمل أن تحذو الدول الأخرى حذوها، لأن الدول الخليجية تبقى حريصة كل الحرص على انتعاش الوضع الأمني والإقتصادي والسياسي في لبنان.

الإعلام في لبنان
*بالعودة إلى ملف الإعلام في لبنان، هناك مؤسسات إعلامية تقفل أبوابها، منها تلفزيون المستقبل، أي مستقبل للإعلام في لبنان في ظل كل التهديد الذي يواجه المؤسسات الإعلامية فيه؟

- طبعًا وضع الإعلام صعب، نتيجة التطور في الوسائل الإعلامية، ولبنان هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يملك إعلامًا حرًا، وهناك دول أخرى أيضًا لديها مؤسساتها الإعلامية، وتستثمر في الإعلام، ونتيجة الإنكماش الإقتصادي خفّت سوق الإعلانات في لبنان، وهذا أثّر كثيرًا على الوضع الإعلامي في البلاد.

*هل سيزداد وضع الإعلام سوءًا في لبنان؟

- أعتقد أن الإعلام اللبناني لديه قدرة على الصمود، وإعادة إنتاج نفسه وتحسين وضعه، ولكن هناك مرحلة صعبة نمر بها نأمل ألا تكون مرحلة طويلة، وعلى أمل أن يستعيد الإعلام اللبناني دوره ومكانته ومناعته وقدرته على الإستمرار.

*اليوم، إضافة إلى تلفزيون المستقبل، تم استدعاء صحيفة نداء الوطن، هل الحريات الإعلامية بخطر في لبنان؟

- لا الحريات ليست بخطر، والجميع حريص على حرية الإعلام، والتعبير والرأي، ولكن في بعض الأحيان يخرج الإعلام عن مساره المألوف، وبالتالي نرى رد الفعل، ونأمل تجاوب جميع الأطراف، حتى لا يخرج الإعلام عن مساره الطبيعي، وأن يكون صدرنا رحبًا كسياسيين.

*هل أنت متفائل أم متشائم من الوضع المستقبلي للإعلام في لبنان؟

- أنا متفائل بالنسبة إلى وضع الإعلام في لبنان مع وجود مناعة وقدرة على الإستمرار في المستقبل.

*كيف يمكن النهوض بالقطاع الإعلامي في لبنان؟

- هناك مسؤولية معيّنة تقع على الدولة اللبنانية، ولكن اليوم الوضع الإقتصادي والمالي للدولة هو في وضع عاجز عن المساعدة، ونأمل أن نتجاوز الوضع الحالي، كي تستطيع الدولة مساعدتنا في المستقبل.
&