تسبب الطقس السييء في وقوع العديد من حالات الوفاة في مصر، صعقًا بالكهرباء، وانهيار الطريق الإقليمي، وتكدس مروري في العاصمة القاهرة، وتعطيل الدراسة، بينما مازالت مصر تنتظر الأسوأ، بعد اقتراب إعصار يسمى "ميديكن"، من المتوقع أن يضرب مصر وفلسطين وإسرائيل والأردن.

لقي العديد من المواطنين المصريين، غالبيتهم أطفال مصرعهم، صعقًا بالكهرباء، بسبب هطول الأمطار، وتعريه أسلاك أعمدة الكهرباء بالشوارع. ففي اليوم الأول من موجة الطقس السييء الخمس الماضي، لقي أربعة أشخاص مصرعهم صعقا بالكهرباء، في محافظة كفر الشيخ.

وتعرض طفل للصعق أمس الجمعة، ومات من فوره، بعد هطول الأمطار بمركز ديرب نجم محافظة الشرقية.

ووفقًا لمحضر الشرطة، فإن اللواء عاطف مهران مدير أمن الشرقية تلقى إخطارا يفيد تلقي مركز شرطة ديرب نجم بلاغا باستقبال مستشفى ديرب نجم المركزي الطفل "أحمد عادل عابدين" 10 سنوات تلميذ بالصف الخامس الابتدائي، جثة هامدة إثر إصابته بصعق كهربائي من أحد أعمدة الإنارة. وتبين في أثناء هطول الأمطار حدوث ماس كهربائي بعامود إنارة، وتصادف مرور الطفل، الذي أصيب بصعق كهربائي أدى لوفاته.

الطفلة وفاء أحد ضحايا الطقس السييء بمصر

وفي محافظة كفر الشيخ، توفي طالب بالصف الثاني الإعدادي، صعقًا بالكهرباء بسبب مياه الأمطار الغزيرة التي سقطت على المحافظة، ووفقًا لرواية وكيل وزارة التربية والتعليم بثينة كشك، فإن الطفل كان ذاهبًا للزراعة وهو يقود حمارًا وتعرض لصاعق كهرباء من أحد الأعمدة وتوفي في الحال.

وتوفي مواطن مصري وطفلته بمركز الحسنة وسط سيناء، بسبب هطول الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى تحطم السدود الرملية الحاجزة للمياه بتلك المناطق، وتجريف بعض البيوت، وموت رجل وابنته.

ومات مواطن آخر، صعقا بالكهرباء، بسبب الأمطار في حي المعادي بالقاهرة.

وفي محافظة الغربية، لقي طفل عمره 3 سنوات، يدعى محمد هيثم من قرية سملا، مصرعه، إثر ملامسته عامود كهرباء. وتسببت أعمدة الكهرباء في كفر الزيات بمحافظة الغربية، في نفوق عدد من الحيوانات بعد ملامسته، مما أثار حالة من الذعر بين المواطنين.

وفي مدينة العاشر من رمضان، التابعة لمحافظة الشرقية، تعرضت طفلة لكسر في الجمجمة وغيبوبة عميقة، على إثر سقوط حجارة على رأسها، أثناء سيرها بالشارع، وذلك بسبب الرياح الشديدة والأمطار.

وتلقى اللواء عاطف مهران مدير أمن الشرقية إخطارا يفيد تلقى قسم شرطة ثان العاشر من رمضان بلاغا من صبحي سالم مقيم بالعاشر من رمضان يفيد بإصابة ابنته وفاء 10 سنوات تلميذة بالصف الخامس الابتدائي بمعهد اعتدال مبروك الأزهري، بغيبوبة إثر سقوط جدار من الطابق الرابع بأحد المنازل بالمجاورة 48 عليها، أثناء سيرها بالشارع خلال عودتها من المعهد.

وفي المدينة نفسها، انتشل لودر ضخم، جثة الطفلة مروة صادق، 9 سنوات، من وسط مياه الأمطار في العاشر من رمضان، بعدما توفيت صعقا بالكهرباء. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو محزن، للحظة انتشال جثة الطفلة من المياه.

وفي محافظة البحيرة، لقي طالب مصرعه، صعقا بالكهرباء، أثناء تركيبه لمبة بمنزله بقرية الإسراء والمعراج بمركز وادي النطرون، وإصابة ٣ أشخاص بجروح وكسور بأماكن متفرقة بالجسم، حيث سقطوا من أعلى منازلهم أثناء قيامهم بنزح مياه الأمطار.

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة ٤ بلاغات الأول من مركز شرطة وادي النطرون يفيد بوصول محمد صبري سليم عبد الله، ١٤ سنة، طالب بالمرحلة الإعدادية، جثة هامدة ادعاء صعق كهرباء، وذلك أثناء قيامه تركيب لمبة كهرباء بإحدى حجرات منزله الكائن بقرية الإسراء والمعراج بدائرة المركز.

وأصاب هطول الأمطار والرياح العاصمة القاهرة بالزحام الشديد، ووقوع العديد من حوادث السير، كما حدث انهيار بالطريق الإقليمي بالقرب من الكيلو 30 للقادم من طريق الواحات لمحافظة الفيوم، وتجمع كمية كبيرة من المياه بالمكان. وحدث هبوط بالطريق بطول حوالي 150 مترا، وبعرض حوالي 30 مترا، وعمق 30 مترًا.

وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية، أن 9 مدن تشهد أمطار غزيرة اليوم السبت، وهي: الإسكندرية، رشيد، بلطيم، دمياط، العريش، رفح، الإسماعيلية، السويس، وبورسعيد، تصل لحد السيول على مناطق من شمال ووسط سيناء تكون متوسطة الشدة على محافظات جنوب الدلتا ومناطق من القاهرة تمتد إلى شمال الصعيد، يصاحب ذلك نشاطا للرياح على معظم الأنحاء، مما يؤدي إلى اضطراب الملاحة البحرية على البحر المتوسط.

وناشدت هيئة الأرصاد الجوية المواطنين عدم الخروج لهذه الأماكن إلا للضرورة القصوى، وأوصت بإلغاء الرحلات المدرسية للمحافظات الساحلية وسيناء وإلغاء السفاري، مشيرة إلى أنه اعتبارا من غد، الأحد، سيكون هناك تحسن في الأحوال الجوية، حيث تنحصر فرص الأمطار وتعود درجات الحرارة حول معدلاتها الطبيعية.

ووجه النائب محمد السلاب وكيل لجنة الصناعة بمجلس النواب، انتقادات حادة لحكومة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء لعدم قدرتها على مواجهة الآثار السلبية للأمطار التي تعرضت القاهرة الكبرى وغرقت في " شبر ميه "، على حد تعبيره.

&وطالب " السلاب " في تصريح أرسله لـ"إيلاف"، من الحكومة إعادة النظر في البرامج والسياسات والأساليب التي وضعتها الحكومة لمواجهة الآثار السلبية للأمطار والسيول خاصة أن سكان القاهرة الكبرى عانوا أشد المعاناة بسبب الأمطار، التي أحدثت شلالات داخل جميع ميادين وشوارع القاهرة الكبرى.

&كما طالب النائب الحكومة الإسراع في مواجهة الآثار السلبية للأمطار التي تتعرض لها حاليا محافظة الإسكندرية، مؤكدا ضرورة التفكير في أساليب غير تقليدية في مواجهة السيول والإمطار خلال موسم الشتاء خاصة بعد أن تعرضت القاهرة الكبرى للغرق وفشلت الجهود الحكومة في إنقاذها.

وأضاف السلاب: "نتفهم المعلومات التي وردت في بيان الحكومة حول عدم جدوى إنشاء شبكة تصريف مياه الأمطار بشكل منفصل عن شبكة الصرف الصحي لارتفاع تكلفتها المالية كما أن المناخ في مصر يعتبر مناخ جاف طوال أيام السنة، ولكن نحن هنا أمام فشل في إدارة الأزمات، خاصة أن هذه الأمطار تحدث في مواعيد معلنة مسبقاً ومحددة وتتكرر في نفس التوقيتات سنوياً، وكان يجب على جميع المسؤولين المعنيين الاستعداد التام للتعامل مع هذه الأمطار بشكل أكثر فاعلية.