تقدم أوركسترا الشباب القوقازية صورة مميزة لتكسير الحواجز وتذويب الاختلافات بين شعوب الدول المتنازعة، وخلق فضاء للحوار من خلال الموسيقى والتواصل الفكري.

"إيلاف" من بيروت: الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي تجمع شعوب العالم وتوحدهم. وبما أنها لغة التواصل العالمية الأولى التي توحد جميع سكان الكرة الأرضية، تُجسد أوركسترا الشباب القوقازية (pcyo)، هذا الانسجام مع وجود عدد من العازفين ضمنها من دول تفرق بينها النزاعات والحروب.

تضم الفرقة ديانا سرجسيان من أرمينيا، ورشيد علييف من أذربيجان. دخل بلداهما في نزاع حول إقليم ناغورنو كاراباخ منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي. ومن بين زملائهم الموسيقيين جولين أتاكلي من تركيا حليفة أذربيجان، والمتورطة في الإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915.

في عرض لسمفونية شوستاكوفيتش التاسعة، قادت أوتار الأوركسترا عازفة الكمان الأوكرانية غالينا كورينتس، التي غزت روسيا بلادها في عام 2014 جنبًا إلى جنب مع عازفة التشيلو الروسية فيرا نيبيلوفا.

مهرجانات وتجارب

شاركت الفرقة المكونة من 80 عازفًا وعازفة في مهرجان تسيناندالي. علق جورج راميشفيلي، مؤسس المهرجان ورئيس مجموعة طريق الحرير، على مشاركة الفرقة بالقول: "هناك الكثير من الحروب والصراعات في هذه المنطقة وأردنا تحدي هذا الأمر".

كما نقلت الفرقة صوت المعارضين المقموعين في العالم. فبعد أن نجا فاضل ساي، عازف البيانو التركي، بصعوبة من عقوبة السجن بعد انتقاده الحكومة التركية على تويتر، قام في المهرجان بأداء قطعتين عن الاحتجاجات في اسطنبول في عام 2013.

في عام 2011، تم تشكيل أوركسترا "أي كالتشر" في بولندا، بهدف توحيد الموسيقيين من دول الاتحاد السوفياتي السابقة. كما لا بد أن نستذكر أوركسترا "الديوان الغربي-الشرقي"، التي أنشأها دانييل بارنبويم، وهو عازف بيانو أرجنتيني - إسرائيلي، والأكاديمي العربي الراحل إدوارد سعيد، قبل 20 عامًا، وضمت عازفين عربًا ويهودًا من أجل "فهم الآخر".

الديوان الغربي-الشرقي

كانت الفكرة وراء إنشاء أوركسترا "الديوان الغربي-الشرقي" خلق منتدى للناس في هذه المنطقة ليتمكنوا من تعلم فهم رواية الآخر، وقد نالت استحسانًا كبيرًا، ويُقال إن العلاقات بين أعضائها كانت متقلبة.

تقول جولين أتاكلي عن هذه التجربة المميزة: "لقد رأينا أنفسنا كموسيقيين وعالميين. الموسيقى هي لغة عالمية".&

في فندقهم، لعب عازفو أوركسترا الشباب القوقازية الشطرنج وتجاذبوا أطراف الحديث في مجموعات مختلطة. وتناسوا كل النزاعات السياسية في الخارج.

يبتسم رشيد علييف عندما يتذكر ردة فعل ديانا سرجسيان الظريفة، عندما وصفها ممازحًا بأنها عدوته؛ ويستطرد قائلًا: "لقد فكرت مليًا بما سيفكر به أصدقائي في وطني إذا رأوا أنني على صداقة بشخص أرمني؟ لكن هذه ليست مشكلتي، إنها مشكلتهم".

أعدت إيلاف هذا التقرير عن "إكونوميست". الأصل منشور على الرابط:
https://www.economist.com/books-and-arts/2019/10/10/a-new-orchestra-seeks-harmony-in-the-caucasus