كُشف الستار في جامعة الموصل في العراق عن تمثالي لاماسو الآشوريين المجنحين، وهما جزء من مشروع لاستعادة التراث الثقافي في الموصل، التي تضررت بشدة بسبب احتلال داعش للمدينة.
إيلاف من دبي: &في 25 أكتوبر الجاري، كشف فريق إسباني متخصص في ترميم الآثار عن نسختين لتمثالي ثورين مجنحين للإله الآشوري لاماسو، عثر عليهما في موقع نمرود الأثري، وذلك في حرم جامعة الموصل.&
تبرعت بهذين التمثالين منظمة بريطانية غير حكومية والمتحف البريطاني. وقد صمّم المتخصصون الإسبان من مؤسسة “فاكتوم” الإسبانية هاتين النسختين باستخدام قوالب أنتجوها من عمليات مسح ضوئية ثلاثية الأبعاد للتماثيل الأصلية المحفوظة في المتحف البريطاني. وكان التمثالان الأصليان للثورين المجنحين يزيّنان غرفة العرش للملك الآشوري آشور ناصربال الثاني، الذي حكم آشور بين عامي 883 و859 قبل الميلاد.
وقد اشتهرت الحضارة الآشورية بالثيران المجنحة، ولا سيما مملكة آشور وقصور ملوكها في نينوى وآشور في شمال بلاد ما بين النهرين، وغدت رمزًا من رموز هذه الحضارة التي كانت تعتمد القوة مبدأ في سياستها.
مسجد النوري ومنارته
هذه ليست المبادرة الوحيدة لإعادة الحياة إلى آثار العراق، وخصوصًا الموصل التي جعلها تنظيم الدولة الإسلامية عاصمته حين تمدد في الأراضي العراقية، حتى اندحاره في عام 2017.
فمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بدأت في ديسبمر 2018 إعادة بناء جامع النوري ومنارته في الموصل. فقد دمّر المسجد ومنارته الحدباء، المعلم الشهير في الموصل الذي يعود إلى القرن الثاني عشر، في يونيو 2017، واتهم الجيش العراقي "داعش" بتفجيره، وهو المسجد الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في عام 2014.&
يحمل مسجد النوري اسم نور الدين الزنكي، موحد سوريا الذي حكم الموصل وأمر ببنائها في عام 1172، ودمر وأعيد إعماره في عام 1942. أما المنارة الحدباء للمسجد التي حافظت على هيكلها تسعة قرون فهي المعلم الوحيد الباقي من المبنى الاصلي للمسجد، وهي مزينة بأشكال هندسية من الطوب، وطبعت صورتها على ورقة نقدية من فئة عشرة آلاف دينار عراقي، ورفع داعش رايته السوداء على قمتها التي يبلغ ارتفاعها 45 مترًا.
الإمارات مساهمة
كذلك، أبرمت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، ونورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات، اتفاقًا يقضي بإعادة إعمار كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك وكنيسة الساعة للاتين في الموصل، في إضافة جديدة إلى مبادرة إحياء روح الموصل التابعة لليونسكو، ويجسّد تقدمًا في الجهود الرامية إلى ترميم معالم التنوع الثقافي والديني في المدينة العراقية، وخطوة كبيرة بالنسبة إلى مسيحيي الشرق الذين يمثلون جزءًا لا يتجزّأ من تاريخ مدينة الموصل ومستقبلها.
لا تقتصر مبادرة "إحياء روح الموصل"على ترميم المعالم الثقافية، بل تشمل أيضًا إقامة برنامج تدريب أثناء العمل للمهنيين الشباب، وتعزيز مهارات أصحاب الحرف اليدوية من عمّال بناء ونجارين وعمال حجر وحدادين، وإيجاد فرص عمل، وتقديم التدريب التقني والمهني.
سيجري إشراك طلاب أقسام الآثار والهندسة المعمارية والهندسة في جامعة الموصل في عملية ترميم المباني التاريخية، الأمر الذي سيسهم في تطوير قدراتهم.
التعليقات