بيروت: واصل المتظاهرون اللبنانيون صباح الإثنين في الأسبوع الثالث على التوالي تحركهم ضد الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد، ويحمّلونها مسؤولية التدهور الاقتصادي في البلاد، وعمد البعض إلى إغلاق طرق رئيسة للضغط أكثر على السلطات.

منذ ساعات الصباح الأولى، توجه عشرات الشبان والشابات إلى وسط بيروت، وعمدوا إلى إغلاق جسر الرينغ الرئيس بجلوسهم في منتصف الطريق، وآخرون أغلقوا الطريق الدولي بين بيروت وصيدا (جنوب) بالحجارة والرمل.&

تكرر الأمر في مناطق عدة في شمال وجنوب لبنان. كما مددت مدارس عدة إغلاق أبوابها، بعد أسبوعين من انقطاع الطلاب عن المدارس نتيجة حالة "العصيان" في الشارع ضد السلطات.

قال عدي (30 عامًا) الذي شارك في قطع الطريق الدولي بيروت - صيدا، "ننتظر الجو العام للمتظاهرين لنحدد ما إذا كان يجب قطع الطريق أو لا، هم أصحاب القرار".

أضاف "هناك أشخاص بدأت تتململ من قطع الطريق، لذلك نقطعها فقط حين نشعر أن الجو في الشارع يتجه صوب الضغط من جديد كون الجماعة (في السلطة) غير جادين، فلم يبدأوا استشارات حتى، وكأننا نمزح ونلعب، هناك طريقة خطأ بالتعاطي" مع المتظاهرين.

يأتي ذلك غداة تظاهرات حاشدة في يوم أطلق عليه المتظاهرون "أحد الضغط" في مناطق لبنانية عدة من بيروت إلى طرابلس شمالًا وصيدا وصور جنوبًا.&

وفي طرابلس شمالًا علق المتظاهرون لافتة كتب عليها "مستمرون لإسقاط رئيس الجمهورية ومجلس النواب". وعلت هتافاتهم متوجهين بتحية إلى مناطق أخرى من بينها "صور صور صور، من أجلك نريد أن نثور" و"يا ضاحية نحن معك للموت"، في إشارة إلى مدينة صور جنوبًا التي تعد معقلًا لحركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري وضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيس لحزب الله في بيروت.

أتت تظاهرات الأحد بعد ساعات على تظاهرة دعا إليها "التيار الوطني الحر"، الذي يتزعمه عون، أمام القصر الرئاسي في بعبدا في شرق بيروت، ولاقت انتقادات واسعة من المتظاهرين ضد السلطات.

وتحت ضغط الشارع، أعلن رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 من أكتوبر استقالة حكومته التي دخلت في مرحلة تصريف الأعمال ريثما تُشكل حكومة جديدة. &

لكن منذ الاستقالة، لم يبدأ رئيس الجمهورية ميشال عون الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة، التي يطالب المتظاهرون بأن تكون حكومة اختصاصيين من خارج الطبقة السياسية الراهنة، ثم إجراء انتخابات نيابية مبكرة وإقرار قوانين لاستعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد.

قال المتظاهر يوسف فاضل في بيروت "أؤكد أننا نطالب بحكومة تكنوقراط.. نحن بحاجة إلى دم جديد". وقال المتظاهر ستيفن (34 عامًا) الذي كان يشارك بقطع أحد الطرق في بيروت والعاطل عن العمل منذ عامين، "نقطع الطرق كورقة ضغط في يدنا للتسريع في تشكيل الحكومة".

انتقد ستيفن بطء القوى السياسية في التحرك، قائلًا "كأننا نعيش نحن على غيمة وهم على أخرى، لم يبدأوا استشارات نيابية حتى الآن، وكأن لا أحد يسمعنا"، مضيفًا "لا نثق بهم، ولو كنا نثق بهم لما كنا في الشارع".

ويشدد المتظاهرون في لبنان على أن "ثورتهم" لا تهدف فقط إلى إسقاط الحكومة، وأنهم مستمرون فيها، حتى تحقيق كل مطالبهم بتغيير الطبقة السياسية وإنقاذ الوضع الاقتصادي.

ويشهد لبنان تدهورًا في الوضع الاقتصادي، تجلى في نسبة نمو شبه معدومة في العام الماضي، وتراكم الديون إلى 86 مليار دولار، أي ما يعادل 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وهو من أعلى المعدلات في العالم.

للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين، تراجعت قيمة الليرة اللبنانية خلال الصيف أمام الدولار، وإن كان سعر الصرف الرسمي لا يزال ثابتًا على 1507، إلا أنه تخطى اليوم في السوق الموازية 1700 ليرة للدولار.
&

&