أسامة مهدي: فيما اتخذت القوات الامنية اليوم اجراءات أمنية مشددة في بغداد ومحافظات جنوبية وقطعت خدمة الانترنت تحسبا لانطلاق مليونيات تطالب باسقاط النظام فقد حمل السيستاني القوات الامنية مسؤولية استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين الذين طالب بمحاكمة قتلتهم محذرًا الحكومة من الاستمرار في المماطلة بالاستجابة لمطالب الاصلاح والتغيير.

ومع دخول حركة الاحتجاج الشعبية في العراق أسبوعها الثالث اليوم فقد القى الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة من مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) وتابعتها "إيلاف" بيانا لمكتب المرجع اشار فيه الى ان استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالاصلاح في مدن العراق قد اثبت التحلي بالعديد من الصور المشرقة التي تؤكد شجاعة العراقيين وصبرهم وثباتهم وتراحمهم.&

محاكمة قتلة المحتجين

واستذكر من اسماهم بالكوكبة الاولى من الشهداء من المتظاهرين الذين ضُرّجوا بدمائهم الزكية في بدء هذه الحركة الاصلاحية قبل 40 يوما مترحما عليهم ومطالبا بمحاكمة قتلتهم.

واكد السيستاني ان امام القوى السياسية الممسكة بزمام السلطة فرصة فريدة للاستجابة لمطالب المواطنين وفق خارطة طريق ضمن فترة محددة تضع حدا للفساد والمحاصصة المقيتة.. رافضا المزيد من المماطلة والتسويف في هذا المجال لما فيه من مخاطر كبيرة تحيط بالبلاد.

الشيخ عبد المهدي الكربلائي يلقي خطبة جمعة كربلاء

سلمية الاحتجاجات

وأضاف أن المحافظة على سلمية الاحتجاجات بمختلف أشكالها تحظى بأهمية كبيرة والمسؤولية الكبرى في ذلك تقع على عاتق القوات الأمنية بأن يتجنبوا استخدام العنف ولا سيما العنف المفرط في التعامل مع المحتجين السلميين فانه مما لا مسوغ له ويؤدي الى عواقب وخيمة، وقد لوحظ أن معظم المشاركين في الاحتجاجات يراعون سلميتها ويتجنّبون عن التعرض للقوات الأمنية والمنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة، فينبغي توجيه القلّة التي لا تزال تتعرض لها بالكفّ عن ذلك، ليبقى مشهد الاحتجاجات نقياً من كل ما يشينه.

المطالبة بالحقوق مشروعة

وشدد المرجع الاعلى على إن التظاهر السلمي حق لكل عراقي بالغ كامل، به يعبّر عن رأيه ويطالب بحقه، فمن شاء شارك فيه ومن لم يشأ لم يشارك، وليس لأحد أن يلزم غيره بما يرتئيه، ولا يليق أن تكون المشاركة أو عدم المشاركة مثاراً لتبادل الاتهامات بين المواطنين عند الاختلاف في الرأي، بل ينبغي أن يحترم كلٌ رأي الآخر ويعذره فيما يختاره.

تحذير من استغلال أطراف داخلية وخارجية

وأشار الى أن هناك اطرافاً وجهات داخلية وخارجية كان لها في العقود الماضية دور بارز فيما اصاب العراق من أذىً بالغ وتعرض له العراقيون من قمع وتنكيل، وهي قد تسعى اليوم لاستغلال الحركة الاحتجاجية الجارية لتحقيق بعض اهدافها، فينبغي للمشاركين في الاحتجاجات وغيرهم أن يكونوا على حذر كبير من استغلال هذه الاطراف والجهات لأيّ ثغرة يمكن من خلالها اختراق جمعهم وتغيير مسار الحركة الاصلاحية.

وقال إنّ "اعزتنا في القوات المسلحة ومن التحق بهم في محاربة الارهاب الداعشي والدفاع عن العراق شعباً وأرضاً ومقدسات لهم فضل كبير على الجميع ولا سيما من هم مرابطون الى اليوم على الحدود وما يتبعها من المواقع الحساسة، فلا ينبغي أن ننسى فضلهم ولا يجوز أن يبلغ مسامعهم أي كلمة تنتقص من قدر تضحياتهم الجسيمة بل اذا كان يتيسر اليوم اقامة المظاهرات والاعتصامات السلمية بعيداً عن أذى الارهابيين فإنما هو بفضل اولئك الرجال الأبطال فلهم كل الاحترام والتقدير".

وتشهد بغداد ومحافظات جنوبية شيعية منذ الاول من الشهر الماضي تظاهرات شعبية ضد الطبقة الحاكمة وفسادها وهيمننها على المناصب العليا لكنها زادت بشكل كبير في الأيام الأخيرة وجذبت حشودا هائلة من مختلف الأطياف العرقية تواجهها القوات الامنية بالقنابل المسيلة للدموع التي تخترق الجمجمة والرصاص المطاطي على الحشود مباشرة مما أسفر عن إصابة بعضهم في الرأس والصدر ما ادى الى مصرع اكثر من 300 شخصا منهم وإصابة 12 الفا آخرين.