أسامة مهدي: حفزت تهديدات السيستاني لحكام العراق اليوم وتأكيده بأن عراق ماقبل الاحتجاجات لن يكون كما قبله حشودا من العراقيين الى التدفق على ساحات الاحتجاج في بغداد ومحافظات الجنوب في "مليونية الصمود" هاتفة برحيل النظام حيث قتل في بغداد 4 متظاهرين واصيب العشرات في وقت كشف مصدرر في الحراك الشعبي لـ "ايلاف" عن اسماء عناصر "خلية قتل العراقيين".

فقد انطلق الالاف من العراقيين بعد صلاة الجمعة اليوم الى الشوارع والساحات العامة وانضموا الى تظاهرات الاحتجاج بحشود غير مسبوقة منذ بدء الحراك الشعبي في الاول من الشهر الماضي.

وتشهد ساحة التحرير وساحات التظاهر الأخرى حاليا تحشدا جماهيريا في محافظات البصرة وميسان وذي قار والمثنى والديوانية وكربلاء والنجف وبابل والمثنى تلبية لنداء المتظاهرين لتنظيم مليونيات الصمود حمل خلالها المحتجون يافطات تطالب بالاصلاح الحقيقي الشامل وهاتفة بسقوط النظام ورحيله.

ومنذ صباح اليوم شهدت ساحة الخلاني القريبة من ساحة التحرير مركز التظاهرات عمليا كر وفر مع القوات الامنية اثر ازاحة المتظاهرين للعوارض الكونكريتية التي وضعتها لمنع الوصول اليها.

ساحة التحرير بوسط بغداد تزدحم بالمحتجين

وقد جرت مصادمات بين الطرفين قتل اثرها 4 متظاهرين واصيب العشرات بجروح واختناقات بعد ان اطلقت القوات الامنية القنابل المسيلة للدموع باتجاههم.

وفي وقت سابق اليوم وجه المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني اخطر اتهامات للطبقة الحاكمة في العراق متهما احزابها بنهب ثروات البلاد داعيا الى تغيير القوى التي حكمت البلد خلال السنوات الماضية وحذرها من انها لن تستطيع التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة مشددا.. بالقول "لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها.

واكد السيستاني في بيان القي خلال خطبة الجمعة في النجف دعمه للاحتجاجات وطالب بالإسراع في إقرار قانون منصف للانتخابات لا يتحيز للأحزاب والتيارات السياسية ويمنح فرصة حقيقية لتغيير القوى التي حكمت البلد خلال السنوات الماضية.

وشكك السيستاني في مدى قدرة أو جدية القوى السياسية الحاكمة في تنفيذ مطالب المتظاهرين حتى في حدودها الدنيا وهو ليس في صالح بناء الثقة بتحقق شيء من الاصلاح الحقيقي على أيديهم.. مشيرا الى انه إلا انه لم يتحقق الى اليوم ما يستحق الاهتمام به ولا سيما في مجال ملاحقة كبار الفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة منهم والغاء الامتيازات المجحفة الممنوحة لفئات معينة على حساب سائر الشعب والابتعاد عن المحاصصة والمحسوبيات في تولي الدرجات الخاصة.

الكشف عن أسماء خلية قتل العراقيين

ومن جهته كشف قيادي في الحراك الشعبي في اتصال هاتفي من بغداد مع "إيلاف" اليوم عن اسماء ما قال انها "خلية قتل المتظاهرين وعناصر القوات الامنية".

عناصر المليشيات يندسون بين المتظاهرين لاختطاف الناشطين

ووجه القيادي نداء قال انه الى "كل الشرفاء العراقيين في الداخل والخارج" اوضح فيه انه قد "تأكد جليًا بان العصابة التي تستهدف القوات المسلحة والمتظاهرين هي مجموعه مكونه من المليشيات المنضوية تحت قوى واحزاب مرتبطة بأيران يتقدمها هادي العامري مسؤول العمليات في الحشد الشعبي قائد منظمة بدر ونوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وقيس الخزعلي زعيم مليشيا عصائب اهل الحق يقودهم العميد في الحرس الثوري سفير ايران في العراق سيرج مسجدي الحاكم الخفي لخامنىًي في العراق".&

وحذر من أن العراق يعيش حاليا مؤامرة ايرانية ادوات تنفيذها من العراقيين المرتبطين بالحرس الثوري الذي دربهم ويمولهم.. داعيا القوات الأمنية بجميع تشكيلاتها الى الوقوف ضد خلية القتل هذه.. متسائلا بالقول: كيف يسمح القاىًد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ووزير الدفاع نجاح الشمري لهذه المجموعة المسلحة بقتل الشباب المطالبين بحقوقهم.

ونوه القائد في الحراك بتصريحات الشمري وزير الدفاع العراقي في باريس الاربعاء الماضي والتي قال فيها ان قنابل الدخان المستخدمة ضد المتظاهرين لم تستورد عن طريق الحكومة في اشارة الى الفصائل المسلحة التي ادخلتها من ايران الى العراق على مايبدو.

وقال الشمري في حديث متلفز ان "البندقية التي تستخدم للغازات المسيلة للدموع مداها من 75-100 متر والغاز الموجود والعتاد هو نفسه الذي يستخدم في جميع دول العالم في مثل هذه الظروف".. مستدركا بالقول "لكن حدثت إصابات بقتل اشخاص يبعدون عن القوات الأمنية 300 متر وبعد ذهابهم الى الطب العدلي وإخراج هذا المقذوف من أجسادهم ورؤوسهم وجدنا انه لم يستورد من أي جهة عراقية وانما أداة الاطلاق والعتاد دخل الى العراق ليس عن طريق الحكومة العراقية فكان استخدامه سيئا".

واكد الشمري ان" وزن المقذوف المستخدم حالياً ضد المتظاهرين يساوي 3 اضعاف وزن المقذوف الذي كانت تستخدمه القوات الأمنية ضد المتظاهرين".

عبد المهدي يرفض الكشف عن مصدر الغاز القاتل للمحتجين

ومن جهتها اكدت لجنة حقوق الانسان النيابية في مجلس النواب العراقي اليوم الجمعة ان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لم يجب على خطاب رسمي وجهته له بشأن الغازات المستخدمة في تفريق المتظاهرين في المناطق التي تشهد احتجاجات في البلاد.

وقال رئيس اللجنة ارشد الصالحي في مؤتمر صحافي في بغداد "نقول للحكومة والقوات الامنية اوقفوا قتل الشعب".

واوضح انه "سبق ان طالبت اللجنة من رئيس الوزراء بضرورة التحقيق في نوع الغاز المستخدم في تفريق المحتجين وذلك في كتاب رسمي صادر من لجنة حقوق الانسان يوم الثالث من الشهر الحالي.. موضحا بالقول انه "الآن لم نتلق جوابا من رئيس الوزراء".

واليوم ايضا كشف مصدر في الداخلية العراقية عن الجهة التي أقدمت على اختطاف عميد المعهد العالي للتطوير الأمني والإداري في الوزارة اللواء ياسر عبد الجبار قبل عدة أيام وسط بغداد.

ونقلت قناة "الحرة" الممولة اميركيا عن المصدر قوله إن "التحقيقات أكدت أن ميليشيا عصائب أهل الحق الموالية لطهران بقيادة قيس الخزعلي هي المسؤولة عن عملية الاختطاف التي جرت في منطقة الجادرية".&

وأضاف أن "عملية اختطاف اللواء ياسر عبد الجبار تمت نتيجة رفضه منح 150 مقعدا حاول حزب صادقون التابع لعصائب أهل الحق فرضهم عليه وادراجهم ضمن طلبة معهد التطوير الأمني".

واكد أن "حزب صادقون تحجج أن لديه 15 نائبا في البرلمان وبالتالي فيجب منح كل نائب 10 مقاعد في معهد التطوير الأمني الامر الذي رفضه اللواء ياسر عبد الجبار باعتبار أن هذا يخالف التعليمات والقوانين كما أن المرشحين الذين قدموا له كانوا غير مؤهلين".

وفيما دخلت الاحتجاجات العراقية أسبوعها الرابع اليوم الجمعة فقد تجاوز أعداد القتلى في صفوف المتظاهرين بحسب آخر إحصائية أعدتها مفوضية حقوق الإنسان العراقية 320 قتيلا واكثر من16 ألف جريح غالبيتهم سقطوا بالقنابل المسيلة للدموع.