في ظروف غامضة، ومن دون أي تفاصيل، ألقت السلطات المصرية القبض على رجل الأعمال ياسر سليم، المعروف بـ"إمبراطور الإعلام".

إيلاف من القاهرة: ألقت السلطات المصرية القبض على رجل الأعمال ياسر سليم، المعروف بـ"إمبراطور الإعلام"، وتداولت وسائل الإعلام خبرًا مقتضبًا عن الواقعة منقوًلا عن مصادر أمنية، وجاء فيه أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المنتج ياسر سليم، أمس الجمعة.

وأرجعت المصادر سبب القبض على سليم، إلى اتهامه بإصدار شيكات بدون رصيد بنكي، وبناء على بلاغات قضائية من خصومه الدائنين، أصدرت النيابة العامة أمرًا بالقبض عليه.

وانتشرت صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، تظهر سليم جالسًا في سيارة تبدو كأنها سيارة للشرطة، ويرتدي جاكت أسودا، بينما يهم شخص آخر للخروج منها، ويقف على باب السيارة الخلفي شخص ثان.

صورة يفترض أنها لياسر سليم بعد القبض عليه

ولم يصدر عن المكتب الإعلامي لرجل الأعمال أي ردود فعل، كما أن الجهات الرسمية في مصر سواء الأمنية أو القضائية تلتزم الصمت حيال الخبر المتداول.

ورغم أن سليم يحمل لقب "إمبراطور الإعلام" في مصر، إلا أن المعلومات المتوافرة عنه شحيحة، ما سمح للشائعات أن تنسج من حوله، ومنها أنه "رجل الأجهزة السيادية في مصر، المكلف بإدارة ملف الإعلام".

ويشغل ياسر سليم منصب نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إعلام المصريين، التي تمتلك شبكة قنوات "أون ON" وقنوات الحياة وإدارة راديو النيل وموقع وجريدة "اليوم السابع".

كما أن المجموعة تمتلك شركات أخرى تعمل في مجالات الإنتاج والإعلان والعلاقات العامة والتسويق الرياضي وخدمات الإعلام الرقمي.

وكان سليم يقدم نفسه في بداية ظهوره، على أنه ضابط سابق بجهاز المخابرات العامة، إلا أنه تحول إلى رجل أعمال، لديه استثمارات واسعة في مجال الإعلام وصناعة الدراما والسينما والرياضة.

ياسر سليم مع مجموعة من الفنانين

ووفقًا لتقرير سابق نشره موقع "مصراوي"، تحت عنوان "ياسر سليم.. القبطان"، بتاريخ 23 مايو 2018: "بدأ سليم رحلته في عالم «الميديا» منتجًا، وامتلك شركة دعاية وإعلان تحمل اسم «Black and White»، بيراميدز ميديا. كما امتلك موقع «دوت مصر»، الإخباري، بعد فترة من وفاة رئيس تحريره الصحفي عبد الله كمال حتى يوليو 2016.

توسّع سليم في المجال، وأنتج برنامج «أنا مصر» على التليفزيون المصري في ديسمبر 2015 وبرامج أخرى، بعد فترة طويلة من إيقاف «البيت بيتك»، وشارك إعلاميون كثر في البرنامج منهم شريف عامر، محمد نشأت، أماني الخياط وإيمان الحصري، ريهام السهلي، معتز عبد الفتاح، رضوى الشربينى، داليا البحيرى.

واصل ياسر توسّعه في يونيو 2014، إذ امتلك جانبًا من أسهم جريدة «اليوم السابع» بعد فوز شركته بالحقوق التسويقية بالشراكة مع «Promomedia» المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، وأصبح مسؤولًا عن الحقوق الحصرية لإعلانات الجريدة المطبوعة والموقع الإلكتروني.

في 9 مايو 2016، أُعلنت شراكة بين « Black and White» و« Synergy» في الإنتاج الدرامي، لصاحبها المنتج تامر مرسي، وأنتجت الشركتان أعمالًا عدة منها «الطبال، أزمة نسب، و7 أرواح، بلبل وحرمه، إعصار سونالي»، كما أنتجت «مأمون وشركاه، لزعيم عادل إمام، وأبو البنات، والقيصر، وشهادة ميلاد، وكفر دلهاب، وعفاريت عدلي علام»، ومن الألبومات الموسيقية التي أنتجتها الشركة «ألبوم للفنانين، محمد عباس، مي حافظ، هاني حسن الأسمر، دينا عادل، أيمن الجندي، نور سليم ، مروة ناجي ، عبدة سليم».

ياسر سليم ومحمد رمضان وريهام سعيد

«من حقنا يدخل بيوتنا إعلام نضيف، ينتقد بموضوعية ويوضح الإنجازات، من حقنا ما نشوفش كذب ولا تحريض ولا إسفاف».. انشغال سليم بمسار الإعلام، واضح في أغلب تعليقاته ومشروعاته، يرفعه الشعار السابق دائما، تجده يهاجم بضراوة مواقف بعض الإعلاميين، ويشيد بآخرين، ويدعو إلى الإصلاح. سليم لا يجد حرجًا في إعلان مواقفه من شخصيات إعلامية أو سياسية، ففي كل حدث يشغل المصريين يطلق رأيا لاذعا أو صادمًا.

يعلن دومًا رفضه لما يسمى بـ«الربيع العربي»، ويجده محاولة لإسقاط الدول العربية، ويرى جماعة الإخوان الإرهابية جزءا من هذه المؤامرة، ويدعو للإسراع في محاسبة قياداتها، ورفض أي دعوة للمصالحة معهم.

رغم أن سليم من العناصر الأساسية في صناعة الإعلام منذ أكثر من سنوات، غير أن تصريحاته قليلة في الصحافة وظهوره أقل في التلفزيون، فبعد أن تولى منصبه الأخير أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيرات سريعة ومتطورة، موضحًا أنه يستعد لوضع خريطة مختلفة ومتميزة لشهر رمضان تستطيع من خلالها الحياة العودة لمجدها بل وأن تتخطاه.‎

يرى سليم في الدراما المصرية أنها بمثابة القوى الناعمة لمصر والتي أهملت خلال الفترة الأخيرة، داعيا الجميع للتعاون معه لإنقاذها لأن بنهضتها ننهض ثقافيًا وفنيًا واقتصاديًا أيضًا.

وكان وعد سليم العاملين بـ"الحياة" منذ أول يوم أنه ملتزم بصرف رواتب شهر أبريل خلال ٤٨ ساعة، وبالفعل قبل الموعد كان قد صدق في وعده الأول لهم، وتفاجأ الجميع بتواجده داخل المحطة، وأشرف بنفسه علي تسليم المرتبات حتى فجر اليوم التالي مما أكسبه ثقة وحب العاملين، فأطلقوا عليه (قبطان سفينة الحياة) الذي جاء لإنقاذ المحطة قبل غرقها.

في تصريحات سابقة تناول أجور كبار الإعلاميين، ودعا إلى مقارنتها بما يقدمونه للناس، ويرى أن الأجور العالية بلا خدمة حقيقية تؤثر في نفوس الناس، وتزيد من سخطهم. ويحسم سليم أي جدل يثار بشأنه أو بشأن المؤسسات التي يمتلكها إذ يخرج نافيًا في بيانات رسمية الشائعات.

صور فنانين، آيات قرآنية، أغنيات وطنية، لقاءات بإعلاميين وصور سفريات إلى دول عربية وأوروبية، «كوكتيل» متغير على صفحة رجل الأعمال، يستمتع بنشر كلمات من الأغنيات الوطنية، يدعو الإعلاميين خاصة إلى الحفاظ على ما ينقل للناس.

يقول: «الكلمة الطيبة هي أجمل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين»، كما دعا رجال الأعمال إلى تخفيف آثار موجة الغلاء الأخيرة، بزيادة رواتب الموظفين مناديًا: «طبقة كاملة من المجتمع نزلت تحت خط الفقر في يوم وليلة.. إنك تبذل أقصى جهدك عشان تحفظ الستر في بيوت الناس والأسر المتعففة ده عمل لا يعلم أجره إلا الله».