هونغ كونغ: تعهد النشطاء المدافعون عن الديموقراطية في هونغ كونغ الجمعة تنظيم احتجاجات حاشدة جديدة في عطلة نهاية الاسبوع، محذرين حاكمة المدينة من أن الانخفاض الأخير في منسوب العنف لا يعني تراجع الغضب العام.

تشهد المدينة التي تعد مركزا ماليا عالميا اضطرابات عنيفة متزايدة منذ ستة اشهر للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي، في أكبر تحدٍ من المستعمرة البريطانية السابق لبكين منذ عودتها في العام 1997.

شارك الملايين في احتجاجات في الشوارع أشعلها الخوف المتنامي منذ سنين أن الصين تحاول قمع الحريات في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.

وشهد الاسبوعان الماضيان تراجعا في معارك الشوارع بين الشرطة والمحتجين بعدما اكتسح المرشحون المدافعون عن الديموقراطية انتخابات المجالس المحلية، محطمين ادعاء الحكومة بأنّ "غالبية صامتة" تعارض حركة الاحتجاج.

لكنّ النشطاء يقولون إنّ الغضب يتزايد مجدّدا بعدما استبعدت حاكمة المدينة كاري لام وبكين تقديم تنازلات إضافية رغم هزيمة القوى المؤيدة للصين.

قال جيمي شام العضو في الجبهة المدنية لحقوق الإنسان للصحافيين "نأمل أن تقدّر الحكومة هدوء الاسابيع القليلة الماضية ولا تخطئ الاعتقاد بان الناس تخلوا عن مطالبهم". وتابع أنّ "هذه الفرصة الاخيرة من الناس لكاري لام".

لا توجد قيادة توجه احتجاجات هونغ كونغ على نطاق واسع ويتم تنظيمها وحشدها من على الانترنت. لكنّ الجبهة المدنية لحقوق الإنسان، التي تدعم النهج الاحتجاجي غير العنيف، هي المظلة التي وقفت خلف مسيرات الصيف الفائت التي شهدت مشاركة حشود كبيرة باستمرار رغم الحر الشديد.

تظاهرة مرخصة&
وفي خطوة غير معتادة، سمحت الشرطة للجبهة المدنية لحقوق الإنسان بتنظيم مسيرة الأحد، وهي أول تظاهرة مرخصة للجبهة منذ منتصف اغسطس الفائت.

دأبت السلطات على حظر المسيرات الكبيرة باستمرار خلال الأشهر الاخيرة متذرعة بمخاطر وقوع أحداث عنف من قبل المحتجين المتشددين.

لكنّ حشودا كبيرة ببساطة تجاهلت هذا الحظر ما أثار معارك شبه اسبوعية شهدت إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين يلقون قنابل المولوتوف ما هزّ سمعة المدينة. ستتبع مسيرة الأحد طريقا قديما من "فيكتوريا بارك" إلى قلب الحي التجاري.

تأتي جولة الاحتجاج الجديدة عشية احتفال المدينة بذكرى مرور ستة أشهر على انطلاق حركة الاحتجاج التي ترفع خمسة مطالب من بينها إجراء تحقيق مستقل في تعامل الشرطة مع التظاهرات والعفو عن نحو 6 آلاف شخص موقوف وإجراء انتخابات حرة.
وقال شام إن الجبهة تدعو المحتجين والشرطة إلى الامتناع عن العنف.

بدورها، دعت الشرطة المتظاهرين المعتدلين إلى التخلي عن زملائهم الأكثر تشددا. دعا كبير مفتشي الشرطة كوك كا-تشوين الجمعة المحتجين إلى "قطع العلاقات مع مثيري الشغب والمجرمين ومساعدتنا على إعادة هونغ كونغ إلى المسار الصحيح".

وتعهدت المنتديات الإلكترونية المستخدمة لتنظيم أنشطة الجناح الأكثر تطرفا في حركة الاحتجاج باستهداف حركة توجه الموظفين لأعمالهم صباح الاثنين إذا لم يكن هناك رد من لام. لكن هناك إشارة بسيطة إلى استعدادها للتزحزح من موقفها.&

وقال المشرع المؤيد للديموقراطية تاني شان "لقد مر نصف عام ولا تزال الحكومة ترفض معالجة الأسباب الحقيقية وراء الأزمة".
لا تزال لام مصممة على معارضتها تقديم مزيد من التنازلات وهي تحظى بدعم بكين حتى وهي تعاني من معدلات تأييد منخفضة قياسية.&

كما تراجع التأييد لقوات الشرطة أيضا في شكل درامي. وأظهر استطلاع جديد للرأي نشره الجمعة برنامج الرأي العام في هونغ كونغ، والذي يراقب المشاعر العامة للمواطنين منذ سنوات، استنكارا قياسيا جديدا لقوات الشرطة، حيث أعطى 40 بالمئة من المشاركين الشرطة درجة صفر.