لقيت شابة مصرية مصرعها تحت وطأة التعذيب بالضرب والكيّ بالنار، بحجة إخراج الجن من جسدها، في جريمة ليست الأولى، بل تتكرر كثيرًا.

إيلاف من القاهرة: في واحدة من الجرائم البشعة التي تعجز السلطات المصرية عن إيقافها، بسبب الجهل، تعرّضت زوجة شابة تُدعى فاطمة، وتبلغ من العمر 21 عامًا، للموت بطريقة شديدة البشاعة، وبإرادتها الكاملة.

كانت فاطمة تعاني من ضغوط نفسية شديدة، وتشكو من اضطرابات وهلوسات، بعدما تأخر العلاج لدى الأطباء، فأقنعها بعض أقاربها والمحيطون بها بأنها تعاني من "مسّ شيطاني"، وأنها "ملبوسة" باللغة العامية المصرية.

وبعدما تمكنت منها الظنون والضغوط النفسية، أقنعوها بضرورة الخضوع لجلسة لإخراج الجنّ من جسدها، لاسيما أن هذه الجلسات تحظى بشهرة واسعة في مصر، وخاصة في الصعيد في جنوب البلاد.

وافقت فاطمة على الخضوع لجلسة إخراج الجن، وسلمت نفسها إلى أربعة أشخاص، قالوا إنهم متخصصون في جلسات إخراج الجن من الإنسان، وهم 3 سيدات ورجل، وجميعهم حاصل على تعليم متوسط.

تم تحديد موعد جلسة إخراج الجن. أمس الجمعة، حضر الأربعة، وبدأوا في عملية إخراج الجن، بعد أن تستسلم الضحية تمامًا، بعد تلاوة تعاويذ خاصة وغير مفهومة عليها.

تعرّضت فاطمة إلى ما يشبه التخدير، وانهالت عليها "السيدات الثلاث والرجل بالضرب، والصفعات، وزادوا في محاولاتهم إجبار الجن على الخروج من جسدها، عبر كيّ الضحية بملعقة ساخنة في أنحاء جسدها. لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تناوبوا على القفز على جسدها، حتى لقيت مصرعها، تحت التعذيب.

وفقًا لمحضر الشرطة، فإن اللواء زكريا صالح مدير أمن بني سويف، تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة الواسطى، يفيد بتلقيه بلاغًا من "حسن. أ. ج" 33 عامًا، نجّار، مقيم في قرية جزيرة المساعدة في مركز الواسطى، بوفاة زوجته «فاطمة. ق. أ» 22 عامًا، ربة منزل.

وتبيّن من التحريات الأولية والانتقال والفحص ومناظرة الجثة، أن المتوفية بكامل ملابسها داخل غرفة نوم في الطبقة الأولى، وفيها إصابات ظاهرية عبارة عن كدمات باليد اليمنى والصدر وجروح وسحجات متفرقة في الجسم.

أفادت التحريات أنه أثناء عودة زوج المتوفية من عمله، فوجئ بزوجته ملقاة على الأرض داخل المنزل ومتوفاة، ومشيرًا إلى أنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية، وكانت تعالج لدى أحد الأطباء، وتوقفت عن العلاج منذ حوالى 3 سنوات.

بتوقيع الكشف الطبي، بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بوجود كدمات وسحجات متفرقة في الجسم، وأنه لا يستطيع الجزم في سبب الوفاة، وتم إخطار النيابة العامة للانتقال إلى مكان البلاغ والمعاينة.

ووجّه مدير أمن بني سويف إدارة البحث الجنائي بتشكيل فريق بحث للوقوف على حقيقة الواقعة وظروفها وملابساتها، وتحرر المحضر رقم 7843 إداري مركز شرطة.

تبيّن من استكمال التحريات والبحث تحت إشراف العميد محمد عبدالوهاب مدير مباحث مدير مباحث المديرية وقيادة العميد طارق عيسى رئيس مباحث المديرية، أن وراء ارتكاب تلك الواقعة كلًا من: "سكينة. م. ع" 48 عامًا، حاصلة على دبلوم تجارة، مقيمة في 6 أكتوبر في الجيزة، ولديها محل إقامة آخر في قرية جزيرة المساعدة في مركز الواسطى، وتربطها صلة قرابة بزوج المتوفية، وشقيقتها "فاتن. م. ع" 50 عامًا، حاصلة على دبلوم تجارة، ومقيمة في قرية جزيرة المساعدة في مركز الواسطى، و"محمد. أ. ج" 36 عامًا، موظف في شركة خاصة، مقيم في قرية جزيرة المساعدة، شقيق زوج المتوفية، وزوجته "هبة. ع. ع" 31 عامًا، ربة منزل، مقيمة في قرية جزيرة المساعدة في مركز الواسطى.

كشفت التحريات الأمنية أن الزوجة الشابة لقيت مصرعها، أثناء جلسة لإخراج الجن من جسدها، لاعتقادهم بإصابة المجني عليها بمسّ شيطاني، وقيام الأولى بمعالجتها روحانيًا بعقد جلسة بالاشتراك مع باقي المتهمين، وقيامهم بالقفز على جسدها واستخدام ملعقة مسخنة ووضعها على أماكن متفرقة من جسدها لتسهيل خروج الجن من تلك الأماكن، فحدثت إصاباتها التي أودت بحياتها.

وألقت قوات الشرطة في مديرية أمن بني سويف، أمس الجمعة، القبض على السيدات الثلاث، والموظف، لاشتراكهم في جلسة روحانية لاستخراج جن من ربة منزل، ما تسبب في وفاتها عقب الاعتداء عليها بالضرب في أماكن مختلفة من الجسم، والكيّ بالنار، وأمرت النيابة العامة بحبسهم على ذمة التحقيقات.

لم تكن فاطمة الضحية الأولى لهذا النوع من الجرائم، بل سبقتها أخريات، ففي شهر أغسطس الماضي، لقيت زوجة شابة في عمر 23 عامًا مصرعها بالطريقة نفسها، ولكن في محافظة البحيرة في شمال غرب مصر.

ووفقًا لمحضر الشرطة، فإن مركز شرطة بدر تلقى إخطارًا من المستشفى العام بوصول "ن .ج" 23 عامًا، ربة منزل ومقيمة في قرية بغداد، دائرة المركز جثة هامدة، وبتوقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة مفتش الصحة أفاد أنه لا يمكن الجزم في سبب الوفاة وأن الجثة فيها إصابات عبارة عن سحجات وكدمات بالوجه واليدين وأسفل الذقن والعين اليسرى واليمنى، وتوجد شبهة جنائية حول الوفاة.

بسؤال زوجها "ع .م" 30 عامًا، عامل ومقيم في العنوان نفسه، أفاد بأن زوجته كانت تعاني من حالة نفسية، وأنه ذهب بها إلى أحد الدجالين لمعالجتها، فتعدى عليها بالضرب، بزعم إخراج جن منها.

وتوصلت تحريات ضباط وحدة مباحث المركز إلى أن زوج المتوفاة ذهب بها إلى "م .ع " 54 عامًا - موظف في الصحة، ومقيم في النجيلة، كوم حمادة "دجال"، حيث قام بتوثيقها بالحبال، وضربها بعصي، بقصد إخراج جان من جسدها.

تم ضبط المذكور، وبمواجهته أقر بأن المتوفاة حضرت بصحبة زوجها وأنه قام بتوثيقها وضربها بقصد إخراج جان منها، وأنها كانت في حالة صحية جيدة بعد جلسة العلاج.

&