نصر المجالي: سخرت سفارة السعودية في العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، من معلومات تحدثت عن ضغوط مزعومة مارستها المملكة على باكستان لثنيها عن المشاركة في القمة المصغرة التي ختمت أعمالها العاصمة الماليزية كوالالمبور اليوم السبت.

وقالت السفارة السعودية، في بيان لها، نشرته عبر حسابها الرسمي على "تويتر" إن "هذه الأنباء المغلوطة تنفيها طبيعة العلاقات الأخوية الصلبة بين البلدين الشقيقين، وتوافقهما حول أهمية وحدة الصف الإسلامي والحفاظ على دور منظمة التعاون الإسلامي، والاحترام المتبادل لسيادتهما واستقلال قرارهما، والذي يعتبر سمة رئيسة في العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع بينهما".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال إن "باكستان تعرضت لضغوط سعودية من أجل ثنيها عن المشاركة في القمة الإسلامية بالعاصمة الماليزية كوالالمبور"، مؤكدا أن "السعوديين هددوا بسحب الودائع السعودية من البنك المركزي الباكستاني، وبترحيل 4 ملايين باكستاني يعملون في السعودية، واستبدالهم بالعمالة البنغالية، لمنع باكستان من المشاركة في قمة كوالالمبور الأخيرة".

موقف باكستان

من جهتها، قالت باكستان إنّها لم تشارك في قمة كوالالمبور، لأن الوقت والجهد ضروريان لمعالجة مخاوف الدول الإسلامية الكبرى، فيما يتعلق بالانقسام المحتمل في الأمة.

جاء ذلك في تعليق لوزارة الخارجية الباكستانية على عدم مشاركة إسلام آباد في القمة الإسلامية المصغرة التي انعقدت في ماليزيا، عقب اعتذار رئيس الوزراء عمران خان عن عدم الحضور.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة، عائشة فاروقي، في بيانها الذي نشرته صحيفة "باكستان اليوم"، مساء أمس، الجمعة، إن "باكستان ستواصل العمل من أجل وحدة الأمة وتضامنها، وهو أمر لا غنى عنه لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي اليوم".

موقف السعودية

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية غابت عن القمة التي عقدت سوم 18 ديسمبر في كوالالمبور بدعوة ن رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، وقالت إن سبب قرارها عدم الحضور هو أن القمة ليست الساحة المناسبة لطرح القضايا التي تهم مسلمي العالم البالغ عددهم 1.75 مليار نسمة.&
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن اتصالا هاتفيا جرى بين مهاتير والعاهل السعودي الملك سلمان الثلاثاء الماضي، أكد الملك خلاله أن تلك القضايا يجب أن تناقش عبر منظمة التعاون الإسلامي.

وقال مصدر سعودي إن المملكة تلقت دعوة للحضور لكنها لن تحضر إلا إذا عقدت القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث لوسائل الإعلام: "يشعرون بقلق شديد حيال الأمر".

وكانت منظمة التعاون الإسلامي قالت من جانبها، إنه ليس من مصلحة المجتمع الإسلامي عقد اجتماعات خارج إطار المنظمة التي تتخذ من السعودية مقرا لها والتي كانت على مدى عقود الصوت الجماعي للعالم الإسلام.

اراء&

وكان رئيس حكومة ماليزيا مهاتير محمد وجه الدعوة لعقد القمة وكان أبرز المدعوين رئيس تركيا رجب طيب اردوغان ورئيس ايران حسن روحاني وامير قطر تميم بن حمد ورئيس حماس إسماعيل هنية.&

وأدلى مهاتير محمد وأردوغان بآرائهما خلال القمة، كما أصدر مكتب مهاتير بيانا دفاعا عن القمة وقال إنه ليس هناك نية لتشكيل "تكتل جديد كما لمح إليه بعض المنتقدين".

وأضاف البيان: "علاوة على ذلك، القمة ليست منصة لمناقشة الدين والشؤون الدينية لكنها لمناقشة أحوال الأمة الإسلامية". وعبر مهاتير عن إحباطه من عدم قدرة منظمة التعاون الإسلامي على تشكيل جبهة موحدة والتحرك بحسم.