نصر المجالي: تحدث تقرير صحفي بريطاني، اليوم الإثنين عن الترتيبات في سلطنة عمان لخلافة السلطان قابوس بن سعيد الذي قال إنه يعاني من تدهور أوضاعه الصحية.

ويقول تقرير صحيفة (الغارديان) الذي كتبه محرر الشؤون الديبلوماسية باتريك وينتور إن السلطان قابوس حكم البلاد لنحو 50 عاما " لكن مرضه العضال أدى إلى تأخر حالته الصحية مؤخرا بشكل حاد، وهو ما أدى إلى النقاشات الواضحة لتحديد خليفة له".

يذكر أن السلطان قابوس تسلم مقاليد حكم سلطنة عُمان في 23 يوليو 1970، إثر انقلاب أبيض على والده السلطان سعيد بن تيمور الذي كان تقدم به العمر، ويكان يعاند أية مطالب نحو التغيير والتحديث.

مظاريف مغلقة

ويشير تقرير (الغارديان) إلى أن إجراءات اختيار خليفة قابوس تتضمن فتح مظاريف مغلقة في المحكمة العليا في مسقط لتحديد هوية اختيار السلطان لمن يخلفه في حال لم يتفق أعضاء المحكمة على شخص محدد في ما بينهم.

وعاد السلطان قابوس منذ أسبوع من بلجيكا حيث كان يتلقى العلاج من إصابته المتكررة بسرطان القولون الذي كان يعاني منه لسنوات رغم أنه كان من المقرر سابقا أن يبقى في المستشفى حتى نهاية الشهر المقبل.

وينوه كاتب التقرير إلى أنه "ليس للسلطان أي أبناء لذلك ليس هناك وريث واضح كما أنه لم يختر وليا للعرش طوال سنوات حكمة لكنه سجل رغبته في تحديد خليفته في خطاب سري مغلق موجه لمجلس عائلة آل سعيد الحاكمة، والتي يتداول أبناؤها حكم البلاد منذ منتصف القرن الثامن عشر".

السلطان قابوس بن سعيد

خمسة مرشحين

من المعروف أن نظام الحكم سلطاني وراثي في الذكور، من ذرية السيد تركي بن سعيد بن سلطان، ويشترط في من يختار لولاية الحكم من بينهم أن يكون مسلمًا رشيدًا عاقلًا، وابنًا شرعيًا لأبوين عمانيين مسلمين.

وهنا يذكر أن تقريرا كانت نشرته (إيلاف) يوم 2 مارس 2015، كتبه الزميلان محمود العوضي ويوسف البلوشي، مبشرين لخلافة السلطان، قال التقرير إن خمسة مرشحين تتردد أسماؤهم في الشارع العماني لخلافة السلطان قابوس، وهم:

المرشح الأول: أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد، الذي ولد في يونيو 1954، لإحدى زوجات والده الثلاث، المعروفة بأم طلال بنت ناصر آل سعيد. وهو أول أبناء عمومة قابوس، وشقيق نوال بنت طارق، التي تزوجها السلطان ثم طلقها.

التحق أسعد بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وهو الممثل الخاص للسلطان، وكُلِّف بالعديد من المهام الاحتفالية، منها السفر لتسليم رسائل بالنيابة عن السلطان. وخدم في الجيش، كرئيس لسلاح المدرعات، وحصل على رتبة عميد.

كما أن لديه مصالح تجارية متعددة، وهي السمة المشتركة بين الجيل الأصغر من الحكام في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، مثل القيادة الإماراتية وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ويعتقد أنه كفوء، ومحبوبٌ بشكل عام.

المرشح الثاني: هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد الذي ولد أيضًا في عام 1954. يشغل منصب وزير التراث والثقافة منذ أوائل الألفية الثانية، وعمل في بعض الأحيان كمبعوث خاص (على سبيل المثال، حضر الزفاف الملكي البريطاني في 2011 بالنيابة عن السلطان). وعمل سابقًا امينا عاما لوزارة الخارجية.

المرشح الثالث: شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد وهو أخ شقيق لـ هيثم، ولد عام 1956. يعمل مستشارًا لقابوس، ورئيسًا لمجلس البحث العلمي العماني. وكان قائدًا للبحرية السلطانية العمانية ما بين عامي 1994 و2004.

المنافس القوي

المرشح الرابع: تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد الذي كثيرًا ما يُشار إليه كمنافس قوي، رغم التوترات التي يرجح أن تنشأ إذا دُفِع للأمام، بينما والده وعمَّاه لا يزالون في سنٍ مناسبة للحكم. ولد في الثمانينات، وتزوج في عام 2004.

يحمل تيمور لقب الأمين العام المساعد للعلاقات الدولية في مجلس البحث العلمي العماني، الذي يرأسه عمه شهاب. وهو معروف لدى العمانيين، حيث ترأس العديد من المناسبات الرسمية من الدرجة الثانية.

المرشح الخامس: فهد بن محمود آل سعيد، وهو نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء الذي يشار إليه أحيانًا باعتباره خليفة محتملًا، لكن حظوظه متواضعة جدًا؛ لأنه ينحدر من فرع آخر من آل سعيد، ومتزوج من إمرأة فرنسية؛ ما يعني أن أولاده سيحرمون من الخلافة. ولد في عام 1944، وهو ابن محمود بن محمد بن تركي آل سعيد؛ ما يجعله ابن عمٍ بعيد نوعًا ما من قابوس. بيدَ أن لديه خبرة في الحكم أكبر من المرشحين الرئيسين. وشغل مناصب وزير الخارجية ووزير الاعلام والثقافة انذاك. وهو خريج السوربون تخصص قانون.

ويقوم فهد بن محمود بتمثيل السلطان قابوس، في اجتماعات مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي لا يحضرها السلطان في أحيان كثيرة، كما يمثله في كثير من الزيارات الخارجية. وفهد بن محمود متحدث جيد ودبلوماسي ماهر وهادئ الطباع، كما انه دائما ما يستقبل المسؤولين الدوليين نيابة عن السلطان قابوس.
تركة ثقيلة

يشار إلى أن السلطان قابوس بن سعيد الموشح بـ35 وساما من الدرجات العليا من دول مختلفة في العالم من بينها ستة اوسمة رفيعة من المملكة المتحدة، حمل تركة مثقلة بالتخلف والجمود والانعزالية التي كانت فيها عمان، ابان فترة حكم والده، وفوق ذلك كانت عمان تعاني تمردا في جبال ظفار مدعوما من قوى أجنبية.

وشرع السلطان قابوس منذ توليه مقاليد الحكم في تنفيذ مشاريع تنموية عديدة لرفع مستوى معيشة المواطن العماني، ففتح المدارس التي كانت ثلاث مدارس فقط في بداية عام 1970، وبنى المستشفيات التي كانت لا تزيد عن مستشفيين فقط في مسقط وصلالة، ومهد الطرق ومد الخدمات الضرورية وأخذ يوسع من قاعدة الاقتصاد القومي، بهدف ألا تعتمد البلاد على عائدات النفط وحدها من دون توفير مصادر أخرى.

كما عمل على تقوية وتحديث القوات المسلحة وقاتل المتمردين وتمكن في 11 ديسمبر 1975 من تحقيق النصر وتطهير جبال ظفار ومكنه ذلك من دفع عجلة التنمية قدما في سائر أنحاء عمان.

جوائز ورتب

وإلى ذلك، يحمل السلطان قابوس ثلاث جوائز عالمية هي:

- جائزة السلام الدولية من قبل 33 جامعة و مركز أبحاث ومنظمة أميركية عام 1998.
- جائزة السلام من قبل - الجمعية الدولية الروسية - &روسيا عام 2007.
- جائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي من قبل - جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي - &الهند عام 2007.
كما أن السلطان يحمل الرتب العسكرية التالية:

مشير: الجيش السلطاني العُماني
القائد الأعلى: شرطة عُمان السلطانية
القائد الأعلى: الحرس السلطاني العُماني
القائد الأعلى: سلاح الجو السلطاني العُماني
القائد الأعلى: البحرية السلطانية العمانية
جنرال لواء: القوات المسلحة البريطانية