طرابلس: قتل 30 من طلاب الكليّة العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس وأصيب 33 آخرون بجروح في غارة جوية استهدفت الكليّة في وقت متأخر السبت، بحسب حصيلة جديدة أوردتها وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني الأحد.

وقال أمين الهاشمي، المتحدّث باسم وزارة الصحة لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "ارتفع عدد ضحايا قصف الكلية العسكرية بطرابلس إلى 30 قتيلاً و33 جريحاً حالتهم بين الخطيرة والمتوسطة".

وكانت حصيلة سابقة أوردها المصدر نفسه أفادت بسقوط 28 قتيلاً وعشرات الجرحى.

واوضح الهاشمي أنّ "الطلاب كانوا يقومون بعملية الجمع المسائي في الباحة الرئيسية للكلية، استعداداً للدخول إلى عنابرهم الخاصة، قبل تعرّض الباحة إلى قصف جوي تسبّب في سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا".

وأكّد المتحدث توجيه نداء عاجل لسكان طرابلس بالتوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم، نظرا للإصابات الحرجة التي سجلت بين طلاب الكلية.

من جهتها، حملت عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، القواتِ الموالية للمشير خليفة حفتر مسؤولية القصف الجوي.

وكتبت على صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك "الطيران الداعم لمجرم الحرب حفتر قصف الكلية العسكرية وأوقع العشرات من القتلى والجرحى".

كما نشرت صورا تظهر عددا من المصابين والجثث العائدة لطلبة الكلية، وآثار دمار طالت الباحة الرئيسية للكلية حيث موقع القصف الجوي.

من جهتها دانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا "بأشدّ العبارات" قصف الكلية العسكرية.

وقالت البعثة في بيان على حسابها في موقع تويتر إنّها "تدين بأشدّ العبارات" القصف و"تشدّد على أنّ التصعيد المتنامي في الأعمال العسكرية على هذا النحو الخطير يزيد من تعقيد الأوضاع في ليبيا ويهدّد فرص العودة للعملية السياسية".

وحذّر البيان من أنّ "التمادي المستمرّ في القصف العشوائي الذي يطال المدنيين والمرافق المدنية الخدمية كالمستشفيات والمدارس وغيرها، قد يرقى إلى مصاف جرائم الحرب، ولن يفلت الجناة من العقاب طال الزمن أو قصر".

وتشهد ليبيا، الغارقة في الفوضى منذ اطاحة نظام معمر القذافي عام 2011، مواجهات عنيفة منذ الرابع من أبريل عندما شنت قوات حفتر الرجل القوي بشرق البلاد، هجوما للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.

وتسببت المعارك بمقتل اكثر من ألفي مقاتل ونحو ثلاثمئة مدني، فيما نزح 146 ألف شخص، بحسب غسان سلامة المبعوث الدولي إلى ليبيا.