نيقوسيا: أعلنت قبرص الأربعاء أنها قبلت طلبا أميركيا لنشر وحدة رد سريع في الجزيرة في حال استدعى الامر إجلاء مدنيين أو عاملين في البعثات الدبلوماسية الأميركية من المنطقة وسط تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وقال كيرياكوس كوشوس المتحدث باسم الحكومة إن قبرص "وافقت على نشر وحدة رد سريع موقتا في الجزيرة مهمتها إجلاء البعثات الدبلوماسية الأميركية في المنطقة والرعايا الأميركيين إذا دعت الحاجة".

وشدد على أنه تم قبول الطلب "لعمليات إنسانية حصريا". وتؤمن جمهورية قبرص عادة تسهيلات لعمليات إنسانية وفق طلب بلد محدد.

وأضاف المتحدث "سنواصل القيام بذلك من أجل استقرار وأمن المنطقة ... مستفيدين من موقعنا الجغرافي وعلاقاتنا الممتازة مع كافة الدول في شرق المتوسط والشرق الأوسط".

وجاء الطلب بعدما أطلقت إيران الأربعاء صواريخ على قاعدة عسكرية في العراق ينتشر فيها جنود أميركيون وقوات التحالف في أول رد للجمهورية الإسلامية على اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الأسبوع الماضي.

وتطورت العلاقات بين واشنطن وجمهورية قبرص مؤخرا، والشهر الماضي رفعت واشنطن حظرا على الأسلحة للجزيرة يعود إلى العام 1987.

وكان يتوقع أن يزور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبرص الثلاثاء لكنه أرجأ جولته الآسيوية بسبب التوتر مع إيران. وفي قبرص قاعدتان عسكريتان بريطانيتان.

والجزيرة مقسمة منذ 1974 جراء غزو الجيش التركي لشطرها الشمالي ردا على انقلاب نفّذه قبارصة يونانيون قوميون طالبوا بضم الجزيرة إلى اليونان.

ولا يزال 35 ألف جندي تركي ينتشرون في شمال الجزيرة.

وكانت الولايات المتحدة فرضت حظر أسلحة على الجزيرة بأكملها عام 1987 بهدف منع حصول سباق تسلّح فيها وتشجيع الغالبية اليونانية والأقلية التركية على التوصل الى تسوية سلمية.

ويقول مراقبون إن الخطوة الأميركية لم تكن مجدية إذ إنّها دفعت قبرص إلى البحث عن شركاء آخرين، بينما تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، لديها جنود متمركزون في شمال قبرص منذ غزا الجيش التركي هذه المنطقة في 1974.

ويخشى مسؤولون أميركيون أن يؤدي الحظر إلى التقريب بين قبرص العضو في الاتحاد الاوروبي وروسيا التي بات بإمكانها استخدام موانىء الجزيرة بموجب اتفاق معها تم توقيعه عام 2015.

وبموجب القانون الجديد، ستستمر الولايات المتحدة في وضع قيود على بعض التقنيات الحسّاسة في قبرص إلى أن تمنع الجزيرة السفن الحربية الروسية من الوصول إلى موانئها للتزوّد بالوقود والخدمات.

وفي 2006 كانت قبرص قاعدة لإجلاء 60 ألف مدني من لبنان في أكبر عملية من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.