طهران: ردت السلطات الإيرانية الخميس على ما وصفته ب"شائعات" تحدثت عن تعرّض الطائرة الأوكرانية التي تحطمت الأربعاء قرب طهران لصاروخ، مؤكدة أن مثل هذه المعلومات "لا معنى" لها.

وقال بيان نشر على موقع وزارة النقل الإيرانية إنّ "عدة رحلات داخلية وخارجية كانت محلقة في الوقت نفسه في الأجواء الإيرانية وبنفس الارتفاع، 8 آلاف قدم، وإنّ رواية تعرض الطائرة لضربة صاروخية لا يمكنها أن تكون صحيحة على الإطلاق".

وأضاف البيان نقلً عن علي عبد زادة رئيس هيئة الطيران المدني الإيراني ونائب وزير النقل، أنّ "هكذا شائعات لا معنى لها".

وكان عبد زادة يعلّق على شائعات راجت على مواقع التواصل الاجتماعي، تشير إلى أنّ طائرة البوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية أصابها صاروخ أطلقه الحرس الثوري الإيراني.

وجاء تصريحه قبل نشر مجلة نيوزويك ومحطتي سي بي إس وسي إن إن نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم قولهم إنهم يزدادون ثقة بأن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أسقطت الطائرة بطريق الخطأ، بناءً على بيانات الأقمار الاصطناعية والرادار والبيانات الإلكترونية.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحافيين الخميس أن لديه "شكوكاً" بشأن تحطم الطائرة، وأضاف "لدي شعور بأن شيئا رهيبا حدث".

وقال المسؤول الإيراني عن الصندوقين الأسودين اللذين عثر عليهما الأربعاء، إنّ "لدى إيران وأوكرانيا القدرة على تحميل المعلومات" التي يحملها الصندوقان.

ولكنه استدرك بالقول "لو كانت ثمة ضرورة إلى اتخاذ تدابير أكثر تخصصا لاستخراج معلومات وتحليلها، فبإمكاننا القيام بها في فرنسا أو دولة أخرى".

وكانت وكالة مهر القريبة من المحافظين في إيران، نقلت الأربعاء عن عبد زادة أنّ إيران "لن تسلم الصندوقين الأسودين (...) إلى الأميركيين".

ومن دون نفي ذلك صراحة، رفض البيان الخميس "الشائعات حول ممانعة إيران تسليم الصندوقين الأسودين (...) للولايات المتحدة".

ولا شيء يجبر إيران رسمياً على تحليل المعطيات في الولايات المتحدة، غير أنّه بإمكان كل دولة تفتقر للقدرات التقنية في المجال، طلب ذلك من عدد قليل من الدول القادرة على إتمام المهمة (الولايات المتحدة، ألمانيا وفرنسا، بشكل خاص).

وبحسب العناصر الأولية للتحقيق الذي تجريه هيئة الطيران المدني الإيرانية، فإنّ الطائرة الأوكرانية التي تحطّمت بعد وقت قليل من إقلاعها من طهران، كانت في طريق العودة الى المطار بعد مواجهتها "مشكلة" واندلاع حريق على متنها.

وأسفرت المأساة عن مقتل 176 شخصا، ووقعت في ظل تصاعد التوتر بشكل خطير بين طهران وواشنطن، وبعد ساعات قليلة من إطلاق إيران صواريخ باتجاه قواعد تستخدمها القوات الأميركية في العراق.

برغم ذلك، فإنّ لا شيء يشير حتى الآن إلى أنّ الحدثين مترابطان، فيما كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر الأربعاء من "التكهنات".

وأشارت كييف الخميس إلى أنّها تنظر في سبع فرضيات، بينها تعرض الطائرة لصاروخ، لاعتداء أو لخلل تقني.