موسكو: أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشارك في المؤتمر الرامي إلى إحلال السلام في ليبيا الذي تستضيفه ألمانيا الأحد، في وقت تعزز قوى العالم جهودها لإقناع طرفي النزاع بالتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

قبيل المؤتمر، أفاد الكرملين أن المشير خليفة حفتر الذي تتّهم موسكو بدعمه في النزاع الليبي، شكر بوتين على جهوده لإنهاء الحرب في بلاده. جاء في بيان للكرملين أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور برلين في 19 يناير للمشاركة في المؤتمر الدولي بشأن ليبيا".

ستركّز محادثات السلام في برلين على وقف القتال وإطلاق "حوار سياسي واسع" برعاية الأمم المتحدة، بحسب الكرملين. وفي بيان آخر، أفادت الرئاسة الروسية أن حفتر شكر بوتين على جهوده الرامية الى إنهاء الحرب الليبية.

جاء في الرسالة التي وجّهها حفتر لبوتين ونشرها الكرملين: "فلاديمير بوتين، صديقي العزيز! أعرب عن امتناني الشخصي وتقديري لجهود روسيا الاتحادية لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا".

هذا وصارت مشاريع النصوص النهائية لمؤتمر برلين الدولي الذي سينعقد الأحد شبه جاهزة، وفق وزارة الخارجية الروسية التي تأسفت لرفض أطراف النزاع مقابلة بعضهم.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي إن "الوثائق النهائية صارت، في رأيي، شبه معتمدة (...) وهي تحترم بشكل كامل قرارات مجلس الأمن الدولي حول ليبيا".

ولم يحدد لافروف محتوى النصوص، كما حذر من الإفراط في التفاؤل، رغم الالتزام بوقف إطلاق النار منذ 12 يناير الذي نظّمه الرئيسان الروسي والتركي، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.

وأشار الوزير إلى أن العلاقات لا تزال "متوترة جدا" بين المتحاربين الرئيسيين، رئيس حكومة طرابلس فايز السراج ورجل شرق ليبيا القوي المشير خليفة حفتر، اللذين تتواجه القوات الموالية لكل منهما منذ أشهر على أطراف العاصمة.

وقال لافروف "إنهم يرفضون حتى التواجد في المكان نفسه". أضاف وزير الخارجية الروسي، الذي سيكون حاضرا في برلين الأحد "الأهم الآن قبل مؤتمر برلين (...) ألا تكرر الأطراف الليبية أخطاء الماضي عبر طرح شروط جديدة وتبادل الاتهامات".

الهدف الرئيس للمؤتمر الدولي هو تثبيت الهدنة ومنع التدخلات الخارجية في ليبيا خاصة عبر الدعم العسكري. وفي إشارة إلى وجود صعوبات، غادر المشير حفتر موسكو الأحد الماضي دون توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه فائز السراج. وجرت المفاوضات التي استمرت سبع ساعات عبر وسطاء روس وأتراك، حيث رفض الرجلان التواصل مباشرة.

وتعيش ليبيا، التي تحوي أهم احتياطات نفطية في أفريقيا، عنفا ونزاعات حول السلطة منذ مقتل معمر القذافي وسقوط نظامه عام 2011 عقب ثورة شعبية وتدخل عسكري قادته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وتساند أنقرة السراج، وقد دعمته عبر نشر عسكريين في ليبيا، في حين يشتبه في دعم روسيا للمشير حفتر بالأسلحة والمال والمرتزقة، رغم نفيها الرسمي.