في الوقت الذي قال فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا ستبذل أقصى جهودها لتساعد لبنان على الخروج من أزمته العميقة، يبقى القول إن الموقف الأميركي لم ولن يتغيّر.

بيروت: في الوقت الذي قال فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا ستبذل أقصى جهودها لتساعد لبنان على الخروج من أزمته العميقة، أشارت مصادر فرنسية متابعة للوضع اللبناني إلى أن الموقف الفرنسي من الحكومة اللبنانية هو أنّ عليها تقديم صيغة إصلاحات تكون بمستوى مشاكل ومتطلبات الشعب اللبناني وبناءً على ذلك بإمكان فرنسا عندئذ أن تقدّم إلى لبنان دعمًا أكبر وأن تدفع باقي الدول الداعمة الى أن تحذو حذوها.

أما الموقف الأميركي فهو هو لم ولن يتغيّر، وهو ما عبّر عنه وزير خارجيتها مايك بومبيو الذي كرر "لقد كنا واضحين جدًا بشأن متطلبات الولايات المتحدة اللازمة للتدخل".

وقال "لبنان يواجه أزمة مالية رهيبة مطروحة أمامه في الأسابيع المقبلة. نحن مستعدون للتدخل، وتقديم دعم، لكن حصرًا لحكومة ملتزمة بالإصلاح. الاحتجاجات في لبنان اليوم تقول لـ"حزب الله" "كفى". نحن نريد حكومة غير فاسدة تعكس إرادة شعب لبنان.

إذا استجابت هذه الحكومة لذلك، وإذا كانت هناك مجموعة جديدة من القادة المستعدين للالتزام بذلك، ولتنفيذ هذا الالتزام، فهذا هو النوع من الحكومات الذي سندعمه حول العالم وهو النوع من الحكومات الذي سنساعده في لبنان".

في هذا الصدد يؤكد الكاتب والمحلل السياسي خليل خوري في حديثه ل"إيلاف" أنه علينا الإشارة الى حالة الإرباك التي تسود البيت الأبيض والسياسات التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهي سياسة يمينية متطرفة، تركت توجهات ترمب الكثير من الإشكاليات على مختلف الأصعدة، الإقتصادية والإجتماعية والعلاقات ما بين الولايات المتحدة الأميركية ومختلف دول العالم.

ويلفت خوري إلى وجود رسائل متعارضة تأتي للبنان من واشنطن لكنها لا تحمل الإستقرار ولا تنبىء هذه العلاقة بوعي أميركي كامل تجاه المنطقة.

ويشير خوري إلى أنه يمكن القول إن حالة التخبط الأميركي في عهد ترمب لها مفاعيل سلبية إذا ما تواصلت هذه السياسة الأميركية تجاه لبنان والشرق الأوسط.

علمًا أن هناك نوع من حركة تصحيحية من واشنطن تجاه لبنان والمنطقة.

موقف عادل

ويبقى القول بحسب خوري، إن هناك الكثير من المواقف لترمب عاد عنها في وقت لاحق، وإذا ما استطاعت الولايات الأميركية أن تأخذ موقفًا أكثر عدالة حيال النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإذا استمرت سياستها تجاه هذا الموضوع في التخبط مع الأسف لا يمكن توقع تغييرًا منهجيًا في ما يتعلق بثوابت للعلاقات الأميركية مع دول العالم، خصوصًا مع تركيز ترمب على الاتفاق النووي الإيراني.

ويلفت خوري إلى أنه حاليًا يبدو ترمب قد استمهل نفسه ودول المنطقة لمزيد من التطورات على ما يبدو، وتبدو المرحلة انتقالية ومرحل عبور.

وداخليًا هناك تخبط أميركي تجاه ملفات المنطقة والرضوخ الأميركي للسياسات الإسرائيلية، وعلينا، الانتظار بعض الوقت لكي نلحظ بعض التغييرات.

حزب الله وأميركا

عن موقف أميركا تجاه حزب الله وهل لا تزال تعتبره مشكلة إقليمية؟ يجيب خوري أنه ليس هناك متغيرات فعلية وحسية من جانب أميركا تجاه حزب الله، وهذا التخبط وعدم الوضوح للرؤيا الأميركية تجاه المنطقة، علينا إعطاء بعض الوقت لكي نلحظ إذا كان هناك توجهًا واضحًا أو مراعاة أميركية لمصالحها في المنطقة، من هنا علينا ألا نركز فقط على سياسة واشنطن بل نذهب الى ما هو رد الفعل العملي الآتي من طهران حول مصير الاتفاق النووي.