نصر المجالي: بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسفير الأميركي الجديد لدى روسيا جون سوليفان في موسكو في أول لقاء بينهما، العلاقات الروسية الأميركية، وآفاق تطويرها.

كما بحث لافروف وسوليفان في لقائهما الأول منذ تولي الأخير مهام منصبه في روسيا، عددا من القضايا الدولية.

وقال بيان للخارجية الروسية إن لافروف عبر للسفير الأميركي عن أمله بأن يساعد عمله على تطبيع العلاقات الروسية الأميركية وتعزيز التفاعل بين البلدين في مختلف المجالات.

من جانبها، أصدرت السفارة الأميركية بيانا جاء فيه: "لقاء اليوم الذي حمل طابعا بناء، هو استمرار للحوار بين الدبلوماسيين حول القضايا الثنائية والمتعددة، بما فيها مكافحة الإرهاب والوضع في الشرق الأوسط ومراقبة انتشار الأسلحة".

تواصل الحوار

وأشارت السفارة إلى أن الاجتماع عقد في إطار سلسلة لقاءات يجريها سوليفان مع مسؤولين روس مؤكدة تطلعه لمواصلة الحوار "من خلال العمل المشترك على تعزيز العلاقات الأمريكية الروسية".

ووصل سوليفان إلى موسكو في 16 يناير الجاري ليتولى رئاسة البعثة الديبلوماسية الأمريكية في روسيا خلفا لجون هارتسمان الذي قدم استقالته مطلع أغسطس الماضي.
وقبل تعيينه سفيرا لواشنطن لدى موسكو شغل ساليفان منصب النائب الأول لوزير الخارجية الأميركي.

السجين ويلان

وفي أولى مهماته، كان السفير الأميركي الجديد حث موسكو على إطلاق سراح بول ويلان واتهم السلطات الروسية "بالمعاملة المخزية" لضابط مشاة البحرية السابق.

وأدلى السفير جون سوليفان بهذا التصريح خارج مركز الاحتجاز في ليفورتوفو في موسكو في 30 يناير بعد زيارة ويلان، المحتجز رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة في قضية زادت بالفعل من توتر العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.

ويواجه ويلان السجن ما بين 10 الى 20 سنة بتهمة التجسس.
وقال السفير سوليفان إن جميع طلبات ويلان للاتصال بعائلته "إما تم رفضها أو تجاهلها"، وأضاف أن مثل هذه المعاملة "تنتهك المعايير الدولية ومعايير اللياقة".

وكانت السلطات الروسية تجاهلت الجهود السابقة لتأمين الإفراج عن ويلان كما رفضت الاتهامات بسوء سوء المعاملة.

وكانت السلطات الروسية اعتقلت بول ويلان (49 عاما) الحامل لجنسية ثلاث دول وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وجمهورية أيرلندا. بتهمة التجسس، وتقول أسرته إنه كان في موسكو لحضور حفل زفاف صديق له.

مشاة البحرية

وكان ويلان ولد في كندا لأبوين بريطانيين انتقلا إلى الولايات المتحدة في طفولته. ويظهر سجله العسكري أنه انضم إلى مشاة البحرية عام 1994 بعد ست سنوات من بدء عمله كضابط شرطة في ميتشغان.

وعمل ويلان مديرا لتكنولوجيا المعلومات بشركة "كيلي سيرفيسز" في أوائل الألفية وقد تم نشره ضمن قوات مشاة البحرية لاحقا في العراق في عامي 2004 ثم 2006.

وخلال عمله في مشاة البحرية قام بأول رحلة إلى روسيا وهي الرحلة التي نشر تفاصيلها بموقعه الذي أغلق لاحق، وكان قد كتب أنه قضى وقتا ممتعا وهو يستكشف موسكو وسان بطرسبرغ.

سوء سلوك

وقد سرح من مشاة البحرية عام 2008 لسوء السلوك. وتقول وثائق البنتاغون إن التسريح ارتبط باتهام بالسرقة، حيث اتهم باستخدام أرقام بطاقة الضمان الاجتماعي لشخص آخر في كتابة شيكات بدون رصيد.

واستمر ويلان في عمله بشركة كيلي سيرفيسز حيث رقي إلى منصب رفيع عام 2010. وتضمنت مهامه في الشركة مسؤولية الأمن وإجراء التحقيقات وإبرام بعض الصفقات.

وترك الشركة عام 2016 ليصبح مديرا للأمن بشركة بورغوارنر لقطع غيار السيارات، والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها. وتضمن دوره الإشراف على الأمن بمنشآت الشركة في ميتشغان وحول العالم. وقالت الشركة إنه لا يوجد لها منشآت في روسيا.

زيارات متعددة

ومنذ زيارته الأولى لروسيا عام 2006 قام ويلان بعدة زيارات لاحقة، كما يتردد أن له حساب على موقع التواصل الاجتماعي الروسي VKontakte المماثل لفيسبوك.

وطلب منه حضور حفل زفاف زميل سابق بمشاة البحرية وأقيم في موسكو في 28 ديسمبر 2019 بسبب معرفته الجيدة بروسيا،، وذلك بحسب ما كان ذكره شقيقه ديفيد لبي بي سي.

وقال:"بول رجل كريم جدا وصديق مخلص ومن هذا المنطلق طلب منه صديق الذهاب إلى روسيا لمساعدته في حفل زفافه، ونظرا لخبرته ومعرفته بروسيا شعر أن بوسعه مساعدة مجموعة من الأمريكيين الذين لا يعرفون موسكو."

ومن ناحية أخرى، تقول وكالة اف اس بي الأمنية الروسية إنه ضبط متلبسا بالتجسس في موسكو ووجه له الاتهام بذلك. وهناك أنباء غير مؤكدة بشأن ضبطه وهو يتلقى ذاكرة رقمية تحوي قائمة بأسماء مسؤولين استخباراتيين روس.