أثار الرئيس الباكستاني عارف علوي جدلاً كبيراً في بلاده امتد إلى خارجها وصولاً للصحافة والإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي على المستوى العالمي، فقد استعان بحديث نبوي رواه البخاري ومسلم لكي يبرر عدم قيام حكومة باكستان بالإجلاء الفوري لرعاياها من المناطق المتضررة من فيروس كورونا في الصين، وهو ما فعلته غالبية حكومات العالم التي سارعت بإعادة رعاياها.

لا تفروا من بلاد الأوبئة

الحديث الذي رواه البخاري ومسلم تقول روايته، عن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فراراً منه".

جدل الطبي والإنساني

ويحمل الحديث بعداً يراه البعض طبياً في حال كان حديثاً صحيحاً، في إشارة إلى أن عودة المصاب بالفيروس إلى بلاده قد يكون سبباً في إنتشاره، إلا أن هناك جانبا إنسانيا آخر يتعلق بضرورة أن ترعى الدول مواطنيها حينما يتعرضون لأي مشكلات أثناء وجودهم في الخارج، ولا يوجد ما هو أكثر أهمية من الرعاية الصحية في حالات إنتشار الفيروسات والأوبئة.

مطار في العاصمة الباكستانية اسلام اباد

المتعصبون يدعمون الرئيس

المفاجأة الحقيقية أتت في تعليقات البعض وتفاعلهم مع تغريدة الرئيس الباكستاني عارف علوي الحاصل على درجة الدكتوراه في طب الأسنان، فقد أكد البعض أنه يتعين على باكستان الإبقاء على رعاياها في الصين، حيث يوجد عدد كبير من الشباب الذين يدرسون في الجامعات، وفي غيرها من القطاعات، وحملت وجهة نظر هؤلاء بعداً يقول إن الرعاية الصحية في الصين لمن يتعرضون للفيروس سوف تكون أفضل من نظيرتها في باكستان، إلا أن ذلك تسبب في اشتباكات لفظية بين المتفاعلين مع الرئيس، حيث أكد البعض أنهم يقولون ذلك لأسباب تتعلق بالتعصب الديني وحتمية تطبيق الحديث النبوي الذي رواه البخاري ومسلم.

الرئيس يتراجع

وفي تغريدة لاحقة كتب الرئيس الباكستاني إنه يفعل كل شيء من أجل إعادة طلاب باكستان الذين يدرسون في الصين، وهو الأمر الذي تم تفسيره على أنه يحمل تراجعاً، وربما تصحيح للموقف بعد أن نشر حديث يوحي بأنه لا يرغب في إعادتهم للبلاد، وأضاف الرئيس الباكستاني قائلاً :"سوف نساعد على إعادتهم لباكستان بكافة الطرق الممكنة، مع الأخذ في الإعتبار أننا سوف نراعي أعلى المقاييس الصحية في التعامل معهم للتأكد من صحتهم وسلامتهم".