مانشستر: بعد ثلاثة أيام على البلبلة التي أثارتها أول انتخابات تمهيدية للحزب الديموقراطي الأميركي في أيوا، ظهر بيت بوتيدجيدج وبيرني ساندرز متعادلين الخميس بحسب النتائج الكاملة للحزب الذي لم يعلن عن فائز بعد.

وتأتي هذه النتيجة التي تصدّر وفقها رئيس البلدية السابق لمدينة ساوث بند بولاية إنديانا النتائج بفارق ضئيل أمام ساندرز، بعد ساعات على مطالبة رئيس الحزب الديموقراطي توم بيريز بمراجعة نتائج الانتخابات.

وكتب بيريز في تغريدة "هذا يكفي. على ضوء المشاكل التي ظهرت في تنفيذ برنامج اختيار المندوبين، ولضمان الثقة العامة في النتائج، أدعو الحزب الديمقراطي في أيوا للانطلاق فورا في إعادة فرز النتائج"، دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.

وقد حال خلل معلوماتي في تطبيق هاتفي دون الإعلان عن أي فائز مساء الخميس.

وأفسدت هذه الأخطاء انطلاقة الانتخابات التمهيدية الديموقراطية مثيرةً حالة من الفرح في معسكر دونالد ترمب.

وقد تسرع تلك الانطلاقة المتعثرة من تغيير نظام التصويت في ولاية أيوا الذي يتعرض لانتقادات. ولا يصوت الناخبون في هذه الولاية ببطاقات اقتراع انما في مجالس انتخابية يحول فيها عدد الاصوات الى عدد مندوبين.

ووفق نتائج فرز 100% من 1765 مركز اقتراع في أيوا، حصل بيت بوتيدجيدج (38 عاماً) على 26,2% من الأصوات، يليه بفارق ضئيل بيرني ساندرز (78 عاماً) مع 26,1% من الأصوات.

وحلت بعدهما السناتورة التقدمية اليزابيث وارن (18,2%) وجو بايدن النائب السابق للرئيس باراك اوباما الذي مني بنكسة بحصوله فقط على أصوات 15,8% من المندوبين.

وحصلت السناتورة عن منيسوتا إيمي كلوبوشار على 12,3% من الأصوات.

"شديد التعقيد"

ويعلن كل من المرشحين اللذين حلا بالطليعة فوزهما بهذه الانتخابات بناء على مقاييس مختلفة.

ويتحدث بوتيدجيدج عن "فوز هائل" منذ الاثنين بعدد المندوبين الذين سترسلهم أيوا إلى المؤتمر الوطني في تموز/يوليو. لكن "من حيث عدد الأصوات الشعبية، حققنا نحن فوزاً حاسماً"، كما أعلن السناتور بيرني ساندرز. ويستند بحجته على انه حصل على 6 آلاف صوت إضافي عن بيت بوتيدجيدج في الجولة الأولى.

واعتبر ساندرز أن "ما حصل مع الحزب الديموقراطي في أيوا فضيحة، كان استعدادهم سيئاً جداً"، وذلك خلال إعلان فوزه خلال مؤتمر صحافي في مانشستر بولاية نيوهامشير.

وعلى أية حال، سيحصل كلا المرشحان على 11 مندوباً من ولاية أيوا في المؤتمر الوطني، من بين 41 مندوباً عن الولاية، بحسب بيرني ساندرز، وذلك بعد عملية التقريب النهائية للنتائج.

واعتبر ساندرز أن "عملية الانتخاب في أيوا شديدة التعقيد"، داعياً إلى قلب الصفحة والتركيز على انتخابات نيوهامشير الثلاثاء التي تجري بالاقتراع السري.

ومن ميريماك في نيوهامشير، أعلن بوتيدجيدج بدوره "كان أسبوعاً مذهلاً، نحن متحمسون جداً".

الحملة مستمرة

ولم يعلن بعد عن اسم الفائز النهائي في انتخابات أيوا التي تتم عبر مجالس انتخابية على جولتين، يحول فيها عدد الاصوات الى عدد مندوبين، بسبب خلل معلوماتي في تطبيق هاتفي مخصص لفرز الأصوات.

وقرر الحزب الديموقراطي في أيوا لذلك فرز الأصوات يدوياً ونشرها تدريجياً منذ الثلاثاء.

لكن ظهرت أخطاء في جداول النتائج التي نشرت عبر الانترنت، مثل اختلافات غير معقولة بين الجولة الأولى والثانية، أو مجموع أرقام غير متطابق.

في الأثناء، تتواصل الحملة الانتخابية. وأعلن فريق ساندرز الخميس أنه جمع 25 مليون دولار من التبرعات في كانون الثاني/يناير وهو رقم قياسي.

وأرغمت النكسة التي تعرض لها كل من جو بايدن وإليزابيث وارن المرشحين على تخفيض نفقاتهما. واضطرت السناتورة التقدمية عن ماساتشوستس لسحب ما قيمته 500 ألف دولار من الدعايات التلفزيونية في نيفادا وكارولاينا الجنوبية، وهما ولايتين مهمتين.

أما جو بايدن، فقال الأربعاء خلال مناظرة مع ناخبين على قناة سي إن إن "توقعت أن تكون نتائجي أفضل"، علماً أنه يحل بطليعة استطلاعات الرأي الوطنية.