أسامة مهدي: في موقف جديد من تظاهرات الاحتجاج التي يشهدها العراق حاليا فقد أعلن الصدر عن حل مليشيا أصحاب القبعات الزرق التابعة له والمتهمة بارتكاب مجزرة النجف فيما اعتبر المحتجون القرارا انتصاراً لهم ولثورتهم.. فيما حذر من امكانية سحب دعمه للمكلف بتشكيل الحكومة الجديدة محمد علاوي.

وأعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي تويتر الثلاثاء وتابعتها "إيلاف" حل القبعات الزرق بسبب ما قال ان الثورة بدأت تعود لمسارها الأول وموجها ببقاء عناصر تياره داخل ساحات التظاهر والاندماج مع المحتجين.

واشار إلى أنّه مايزال ينتظرنتائج التحقيق في حادثة النجف الاشرف "لأقوم بواجبي الشرعي والوطني ازاءهم" في إشارة إلى عناصر القبعات الزرق الذين هاجموا المتظاهرين في النجف بالرصاص الحي الارعء الماضي وقتلوا واصابوا حوالي مائة منهم وسط استنكار شعبي ومحلي ودولي.

وعن اتصالات المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة محمد علاوي مع القوى السياسية للانتهاء من مهمته أوضح الصدر أن هناك ضغوطات حزبية وطائفية عليه محذراً من ان استمرار هذه الضغوط واستجابته لها سيقوده (الصدر) إلى التبرؤ منها بالرغم من أن تحالفه سائرون هو الذي كان رشحه مع تحالف الفتح بزعامة هادي العامري.

تغريدة الصدر عن حل تشكيل القبعات الزرق

وجاء في نص تغريدة الصدر:
انتبهوا إلى بعض الامور لابد من ذكرها للعب منها:

أولا: إننا نسمع بضغوطات حزبية وطائفية لتشكيل الحكومة المؤقتة فهذا يعني ازدياد عدم قناعتنا بها بل قد يؤدي إلى إعلان التبرؤ منها شلع قلع فبعد أن اضطررنا للسكوت عنها، فإننا لا زلنا من المطالبين بالإصلاح.

ثانيا: حسب ما وصلني من الثقات.. أن الثورة بدأت تدريجياً بالعودة إلى مسارها الأول على الرغم من وجود خروقات من بعض المخربين ودعاة العنف.. وأملي بالثوار أنهم سيعملون على إقضاء هؤلاء بصورة تدريجية وسلمية، ومعه فإني أعلن حل القبعات الزرق ولا أرضى بتواجد التيار بعنوانه في المظاهرات إلا إذا اندمج وصار منهم وبهم بدون التصريح بانتمائهم.

ثالثا: كما استطاع بعض الثوار السلميين أن يزيل المخاوف ويتحلى بالشجاعة ويعلن البراءة من المخربين والمندسين، فأنا أؤيد ذلك مطلقاً وأدعو القوات الأمنية لفرض الأمن من جهة وإبعاد المخربين ولحماية الثوار السلميين من أي جهة تعتدي عليهم ولو كانوا ممن ينتمون لي ظلماً وزوراً.

رابعا: لازلت انتظر نتائج التحقيق في حادثة ساحة الصدرين في النجف الأشرف لأقوم بواجبي الشرعي والوطني إزاءهم. والله ولي التوفيق.
أخوكم مقتدى الصدر.

وعلى الفور رحب متظاهرو ساحة التحرير مركز الاحتجاجات وسط العاصمة بقرار الصدر واعتبروه انتصاراً لهم.

وقالوا في بيان مقتضب تابعته "إيلاف" إن "إعلان الصدر حل ميلشيا القبعات الزرق هو انتصار جديد تسجله ساحات الاعتصام وثورة تشرين".

من هم أصحاب القبعات الزرقاء

أصحاب القبعات الزرق هم مجاميع من عناصر التيار الصدري يدينون بالولاء المطلق لزعيم التيار مقتدى الصدر الذي شكلها مع بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أكتوبر 2019 لكنها باتت الآن من اكثر الجماعات صداماً مع المتظاهرين.

ولعبت الجماعة في البداية دوراً في حماية المتظاهرين من محاولات قوات الأمن فض خيام المعتصمين في ساحات الاحتجاج ببغداد ومدن الجنوب. وكانت تحظى في ذلك الوقت ترحيباً من قبل المتظاهرين حيث كان الصدر يعتبر واحداً من أشد المؤيدين للاحتجاجات في العراق.

أصحاب القبعات الزرقاء يواجهون المتظاهرين بالسلاح الأبيض

ثم بدأت مواقف الصدر تتغير على نحو مطرد تجاه الاحتجاجات شيئاً فشيئاً، وأعلن في بيان سابق سحب أنصاره من الاحتجاجات وقال حينها إنه لن يتدخل بعد سلباً أو إيجاباً. ويطرح الصدر نفسه على انه رافض لكل التدخلات في شؤون بلاده لكنه أصبح أقرب إلى إيران في الفترة الأخيرة.

وبعد تكليف علاوي أمر الصدر أصحاب القبعات الزرق بإعادة فتح الطرق المغلقة واستئناف الدوام في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية بالقوة وأظهرت تسجيلات مصورة صدامات بين أصحاب القبعات الزرق والمتظاهرين في الكثير من المدن.

وأصحاب القبعات الزرق في غالبهم من عناصر من مليشيا سرايا السلام التابعة كان الصدر قد كلفهم بداية العام الحالي بحماية المتظاهرين المحتجين في ساحات التظاهر في العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب لكنه انقلب بالضد منهم منذ سفره إلى إيران واقامته في مدينة قم هناك بالضد من الاحتجاجات وخاصة بعد مشاركته في ترشيح محمد علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة في الاول من الشهر الحالي.

ثم أصدر الصدر إثر ذلك أمراً لأصحاب القبعات بالانسحاب من ساحات التظاهرات التي بدأت ترفع صوره مشوهة وتهتف ضده حيث قاموا في مدينة النجف الجنوبية بمهاجمة المتظاهرين وقتل وإصابة حوالي مئة منهم وسط استنكار ورفض داخلي ودولي واسع ودعوات لمحاسبة القتلة وإحالتهم إلى القضاء حتى اكد المرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة الماضي على عدم احقية اي جهة في حماية الاحتجاجات عدا القوات الامنية التي دعاها إلى توفير امن المتظاهرين.

وإثر ذلك أعلنت مجموعة من أنصار الصدر من أصحاب القبعات الزرق هذا الاسبوع انشقاقها عن التيار الصدري ورفضها مهاجمة المتظاهرين.

وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه "إيلاف" مجموعة من عناصر التيار الصدري من أصحاب القبعات الزرق في سوق الشيوخ وهي مدينة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي في محافظة ذي قار الجنوبية يسألهم مسؤولهم ماذا يريد الصدر فيهتفون "الصدر يريد اسقاط العراق.. نعم نعم للعراق".

وفي مقطع آخر ظهر شخص قال إنه من أصحاب القبعات الزرق في بغداد يؤكد فيه إن قيادات في مليشيا سرايا السلام التابعة للصدر قد امروا عناصرها بمهاجمة المتظاهرين لكنهم رفضوا ذلك موضحين ان المشاركين في الاحتجاجات هم من ابناء عوائلهم واقاربهم وعشائرهم مؤكدا انهم ارغموا على عدم الخروج من منازلهم عقابا لهم.

ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر 2019 تواجهها القوات الامنية والمليشيات المرافقة لها بالعنف القاتل ما خلف حتى الان أكثر من 550 قتيلا و25 ألف مصاب.