كشفت التحقيقات في محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، عن تورط شخصيات موالية للرئيس السابق عمر البشير في الحادث، بينهم عناصر في الأجهزة الأمنية. وبدأت السلطات عمليات تطهير واسعة في تلك الأجهزة.

إيلاف من القاهرة: تجري السلطات السودانية تحقيقات مكثفة في محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وتشير التحريات الأولية إلى تورط شخصيات موالية للرئيس السابق عمر البشير في الحادث، بينهم عناصر وقيادات في الأجهزة الأمنية.

قال مجلس السيادة في السودان، أمس الثلاثاء، إنه سيكثف مساعيه لإنهاء نفوذ الموالين للرئيس السابق عمر البشير، بعد يوم من نجاة رئيس وزراء الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك من محاولة اغتيال.

أوضح محمد الفكي المتحدث باسم المجلس في بيان له، أن فرعًا من الأجهزة الأمنية السودانية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبشير سيخضع لسيطرة الحكومة المدنية وأن اللجنة المكلفة بتفكيك النظام القديم ستمنح سلطات إضافية، مشددًا على أن الموالين للبشير سيتم التعامل معهم بحزم، لاسيما أنهم يحاولون عرقلة التحول الديمقراطي.

وتحركت لجنة "تفكيك التمكين" بالفعل لحل الحزب الحاكم السابق وإقالة كبار المسؤولين في البنوك والسفارات. وشملت الإجراءات فصل بعض الضباط في جهاز الأمن والمخابرات الوطني وتم تغيير اسم الجهاز إلى جهاز المخابرات العامة.

قال الفكي إن جهاز الأمن الداخلي داخل المخابرات العامة ستكون تبعيته لوزارة الداخلية. وكشفت صحيفة "السوداني" المحلية، أن المادة المتفجرة التي استهدفت موكب رئيس الوزراء، تطابق نوعية المادة المتفجرة التي تستخدمها خلية شرق النيل الإرهابية، في تصنيع المتفجرات، في وقت وصل عدد متهمي الخلية إلى أربعة أشخاص قبل تفجير حادثة حمدوك تجري التحقيقات معهم.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها، إن السلطات المحلية أوقفت عددًا كبيرًا من المشتبه بهم في محاولة اغتيال حمدوك منذ مساء الاثنين وحتى صباح أمس الثلاثاء، بينهم شخص "ملتحِ"، وتجري معهم تحقيقات مكثفة لكنها حتى ليلة أمس لم تفلح في الوصول إلى متهم رئيس.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الشرطة اللواء عمر عبد الماجد عن نتائج فحص المعامل الجنائية لعينات أخذت من مسرح حادث التفجير.

قال إن الأجهزة المختصة عكفت على عمليات التحري والتحقيق ومسرح الحادث وباشرت مهامها فوراً، وأضاف أن شظايا حديدية غطت مساحة دائرية قطرها 1500 متر، وتسببت في إحداث الأضرار المادية بالمركبات، وخلف الانفجار حفرة بطول 90 سم وعرض 65 سم وعمق 25سم.

وأضاف عبد الماجد أن فرق الأدلة الجنائية بقسم الأسلحة والمتفجرات توصلت إلى تحليل المادة المتفجرة وخلصت النتائج الفنية الأولية إلى أن المادة المتفجرة عبارة عن عبوة متفجرة زنة 75 غرامًا زرعت على جانب الطريق، وهي عبوة مصنعة محلياً من مادة "أزيد الرصاص" "n3 pb"، شديدة الحساسية.

أكد أن فرق التحقيقات والتحريات تواصل عملها بتنسيق كامل مع الأجهزة النظامية والعدلية الأخرى، لكشف أبعاد المخطط، مؤكدا أنهم سيملكون الرأي العام الحقائق بما لا يتعارض مع مصلحة التحريات.

ناشدت الشرطة في بيانها المواطنين بضرورة التعاون مع السلطات و التبليغ عن المظاهر والتحركات المشبوهة، وضرورة عدم التوافد إلى مسرح الحادث لخطورته على حياة المواطنين.

وأعلنت وزارة الداخلية السودانية أن فريقا أمنيا من مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية، سيصل إلى الخرطوم الأربعاء، للمشاركة في التحقيقات الجارية حول محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

ذكرت وزارة الداخلية السودانية، في تدوينة على حسابها الرسمي على موقع تويتر مساء الثلاثاء أن الفريق مكون من 3 خبراء أمنيين، وأنه يصل إلى الخرطوم بتنسيق من وزارة الداخلية، لافتة إلى أن ذلك الأمر يأتي استجابة لقرارات مجلس الأمن والدفاع.

وكان مجلس الأمن والدفاع السوداني قرر أمس "التحري الفوري والاستعانة بالأصدقاء بما يسهم في كشف المتورطين وتقديمهم إلى العدالة".

وقال مارشال دونلنذي مساعد وزير الخزانة الأميركي، خلال لقائه اليوم مع وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن جمال الدين عمر، إنه سيتم التعاون مع السودان بدفع خبراء أمنيين لكشف حقيقة الهجوم على حمدوك.

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، تعرّض لمحاولة اغتيال فاشلة، صباح الاثنين الماضي، عبر استهداف موكبه بسيارة مفخخة، عند كوبري كوبر في العاصمة الخرطوم.