إسماعيل دبارة من تونس: صنفت السلطات الصحية في تونس اليوم جزيرة جربة (جنوب) كبؤرة لتفشي وباء كورونا، مع تسجيل اصابات ووفيات جديدة. فيما يدخل الحجر الصحي يومه الثاني مع التزام جماعي بترك الشوارع والتزام البيوت في البلاد.

وصنّفت وزارة الصحة، جزيرة جربة، بؤرة لوباء فيروس كورونا المستجد بعد اكتشاف الفرق الطبية لحالة إصابة مؤكدة بالفيروس لم يعرف مصدر عدواها، وفق ما أعلنته مديرة مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية اليوم الأحد.

وجربة هي جزيرة تعرف بمنتجعاتها السياحية الفخمة ومناخها المعتدل، وفيها يقع كنيس الغريبة الذي يعتبر الأكبر والأقدم في أفريقيا، وتحج إليه جموع من اليهود كل عام، وتوجد به أقدم نسخة معروفة من التوراة وفق الروايات اليهودية.

وأفادت بن علية خلال المؤتمر الصحافي الدوري لتقديم آخر المعطيات حول فيروس كورونا، وتابعته "إيلاف"، أن اكتشاف هذه الاصابة الأولى من نوعها والتي لم يعرف مصدر انتقال العدوى إليها خاصة أن الشخص المصاب بها لم يكن من العائدين من السفر ولم تثبت مخالطته المباشرة لأي مريض بالفيروس، حتّم على السلطات الطبية تصنيف جزيرة جربة بؤرة للوباء.

وأوضحت، أن "أعمال التقصي الميدانية للفرق الطبية مكنت من اكتشاف هذه الحالة التي قد تمثل أولى حالات العدوى الأفقية"، مشددة، على أن "العدوى الأفقية تؤدي بحال توسعها إلى تسجيل إصابات بالعدوى مجهولة المصدر من أشخاص لم يثبت سفرهم أو مخالطتهم لوافدين من بؤر موبوءة".

وأعلنت بن علية أنه سيتم إجراء مسح شامل لكل المخالطين المباشرين لحالة الإصابة المذكورة وكذا توسيع أعمال التقصي النشيطة لجرد أكبر عدد ممكن من عينات المشتبه بإصابتهم في جزيرة جربة، مؤكدة، أن تصنيف كامل المساحة الجغرافية للجزيرة كبؤرة لا يعني مطلقا أن هذه الجزيرة موبوءة بل ستكثف فيها أعمال التقصي النشيط لحصر أكثر عدد من الحالات المشتبه بها.

وأضافت، أنه سيتم فصل المصابين عن غيرهم عقب انجاز عمليات التقصي النشيط للحالات الجديدة المصابة بهدف الحد من أخطار العدوى وتطويق الوباء، مذكرة، بضرورة التزام سكان الجزيرة السياحية شأنهم في ذلك شأن جميع المواطنين في تونس بأحكام الحجر الصحي التام الذي أقره مجلس الأمن القومي.

من جهته، أفاد مدير الصحة الأساسية بالادارة الجهوية للصحة بمحافظة مدنين (جنوب) زيد العنز في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات)، أنه من المنتظر أن يتم إغلاق أحياء الحارة الكبيرة والحارة الصغيرة بجربة وحارة جرجيس وسوق المصوغ بمدنين في علاقة بالأماكن تردد عليها المصاب الأول بفيروس كورونا بجزيرة جربة وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا.

وأوضح أن عملية الغلق يتم اعتمادها لمزيد التقصي ولتطويق الوضع دون الحديث حاليا عن بؤرة قائلا إن هذه المناطق سجلت فقط إصابة واحدة بالحارة الكبيرة في انتظار نتائج أربعة تحاليل ذات علاقة بالحالة الاولى المسجلة بجربة.

واستبعد هذا المصدر وكذلك والي (محافظ) مدنين أن تكون منطقة والغ بجزيرة جربة منطقة موبوءة مثلما يتم تداوله إعلاميا أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمحدودية مجال تحرك الحالة المسجلة بوالغ بجزيرة جربة.

واعتبر أن غلق هذه الأحياء يتطلب إجراءات وتوفير مستلزمات حياتية من إعاشة ودواء وغيرها وهو ما ستنظر فيه جلسة عمل ستعقد لاحقا باشراف محافظ مدنين ستنظر أيضا في الاماكن المخصصة للحجر الصحي الإجباري أمام الاستهتار وعدم الالتزام بالحجر الذاتي سواء للمصابين أو المعنيين بالحجر الصحي الذاتي.

حجر صحي واجراءات صارمة

خلت شوارع تونس يوم الأحد من المارة والمتبضعين مع بدء تطبيق الحجر الصحّي الذي سيتمر 14 يوما.

وأعلنت الحكومة التونسية مساء السبت عن خطة مساعدات قيمتها 2,5 مليار دينار (850 مليون دولار) تم تخصيصها للمؤسسات والأفراد بهدف مواجهة تأثيرات فيروس كورونا المستجد.

وشدد رئيس الحكومة التونسية الياس الفخفاخ في خطاب متلفز على ضرورة "الاتحاد" في المعركة ضد الفيروس.

وسجلت تونس رسميا سبعين اصابة بالفيروس بينها وفاة واحدة.

وافادت وسائل اعلام محلية بأن حملة تبرّعات وطنيّة عبر التلفزيون (تيليتون) جمعت أكثر من 27 مليون دينار الجمعة (8,5 ملايين دولار) سيتم تقديمها لقطاع الخدمات الصحية.

وقال رئيس الحكومة التونسية إن خطة المساعدات الحكومية تشمل احداث صندوق بمبلغ قدره 700 مليون دينار من أجل هيكلة المؤسسات المتضررة، ووضع خط ضمان بقيمة 500 مليون دينار لتمكين المؤسسات من الحصول على قروض جديدة.

كما تشمل تخصيص 150 مليون دينار لمساعدة الفئات المجتمعية "الهشة".

وسبق أن أغلقت تونس حدودها البحرية والبرية والجوية، وفرضت الأربعاء حظرا للتجول يمتد بين السادسة مساء والسادسة صباحا بالتوقيت المحلي (17,00 إلى 05,00 ت.غ).