نصر المجالي: مع اعلان وفاته من جانب أسرته في سجونها، تتملص إيران مجددا من مصير الضابط السابق بمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي روبرت ليفنسون، مؤكدة أنها تتعاطف مع أسرته وأنه غادر إيران قبل سنوات، رغم إعلانها في نوفمبر 2019 بأن هناك قضية جارية ضده لدى محكمة الثورة.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي عن تعاطفه مع أسرة لیفنسون، وقال إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بذلت قصارى جهدها خلال السنوات الماضية للحصول على وثائق حول مصيره المؤكد بعد مغادرته إيران، ولكن لم يتم الحصول على أي مؤشر عن كونه على قيد الحياة.

وأفادت الدائرة العامة للإعلام في وزارة الخارجية الإيرانية، أن موسوي أعرب اليوم الخميس عن تعاطفه مع أسرة السيد لیفنسون وأكد مرة أخرى، انه وفقا للمستندات الموثوقة، غادر الأخير الأراضي الإيرانية منذ سنوات الى وجهة غير معلومة، كما أقر كذلك بهذه الحقيقة وزير الخارجية الأميركي آنذاك.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "إذا كانت أميركا متأكدة من وفاته، يمكنها أن تعلن عن هذا الموضوع دون استغلال سياسي ومحاولات لاستغلال مشاعر عائلة لیفنسون".

من جهته، قال علي رضا مير يوسفي، المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة على "تويتر" "اليوم الخميس" إن إيران ليس لديها علم بشأن مكان روبرت لفينسون، الضابط السابق بمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي، بعدما قالت أسرته إنه توفي في السجن بإيران.

وقال المتحدث "أعلنت إيران دائما أن مسؤوليها لا يعلمون مكان السيد لفينسون وأنه ليس محتجزا لدى طهران. هذه الحقائق لم تتغير". ولكن عائلة العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، بوب ليفنسون، تقول إنه توفي في السجون الإيرانية.

وقالت عائلة الضابط السابق في بيان، اليوم الخميس، "لقد تلقينا مؤخرا معلومات من مسؤولين أمريكيين دفعتهم، ودفعتنا نحن أيضا، إلى استنتاج أن الزوج والأب الرائع توفي في إيران حيث كان رهن الاعتقال".

قضية جارية

يشار الى انه في 10 نوفمبر 2019، أقرت إيران لأول مرة بأن النيابة العامة ومحكمة الثورة في طهران لديهما "قضية جارية" تخص العميل المتقاعد في مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت ليفنسون، الذي فقد أثره في إيران خلال مهمة غير مرخص بها لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في عام 2007، ما أثار أسئلة حول اختفائه.

وجاء في تقرير لـ"مجموعة العمل المعنية بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي" التابعة للأمم المتحدة، كانت حصلت وكالة أسوشييتد برس على نسخة منها، أنه "وفقا للبيان الأخير الصادر عن وزارة العدل في طهران، فإن السيد روبرت آلان ليفنسون لديه قضية جارية في النيابة العامة والمحكمة الثورية في طهران".

لا اتهامات جنائية

ولم يشر المسؤولون الإيرانيون إلى أسباب فتح القضية أو مدتها. لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قال الأحد إن قضية مفتوحة أمام المحكمة الثورية ضمت ليفنسون، لكنها لا تنطوي على اتهامات جنائية ضده.

وأضاف في تصريحات لصحافيين، أن ليفنسون "ليست له أي قضية قضائية أو جنائية إطلاقا في أي محكمة في إيران"، متابعا "من الطبيعي أن يتم فتح قضية مثلما يحدث مع أي أشخاص مفقودين في أي مكان في إيران".

وكانت تصريحات موسوي التي تعد بمثابة اعتراف إيراني جديد بالقضية المتعلقة بليفنسون، جددت التساؤلات حول اختفائه. وترصد الولايات المتحدة ما يصل إلى 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن ليفنسون.