أسامة مهدي: إثر تصاعد عدد الوفيات والاصابات بفيروس كورونا فقد مدد العراق اليوم حظر التجوال في عموم البلاد إلى 11 من الشهر المقبل في حين دعت الأمم المتحدة إلى استسلام الحزبية والمصالح الضيقة للسياسيين لصالح انهاء الفيروس بينما علق متظاهرو الاحتجاجات مسيراتهم الحاشدة وارتفع عدد عراقيين الخارجي المصابين به.

فقد أعلن مكتب رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي الخميس عن تمديد حظر التجوال في العراق إلى الحادي عشر من الشهر المقبل بعد ان كان مقرراً انتهاؤه الاحد المقبل كاجراء وقائي للحد من انتشار وباء كورونا الا ان مطالبات وجهت للحكومة بضرورة تمديد الحظر خشية من تحول العراق إلى بؤرة لهذا الوباء القاتل.

وجاء تمديد الحظر في عموم محافظات البلاد أثر إعلان وزارة الصحة العراقية الخميس ارتفاع عدد الوفيات إلى 36 حالة بينها 7 جديدة والاصابات بفيروس كورونا إلى 382 حالة بينها 36 جديدة والشفاء إلى 105 حالات.

الأمم المتحدة تدعو سياسيي العراق لانهاء حزبيتهم الضيقة للتصدي لكورونا

ودعت الامم المتحدة قادة العراق السياسيين إلى الاجتماع بروح الوحدة الوطنية مشددة على ضرورة استسلام الحزبية والمصالح الضيقة للقضية الوطنية الكبرى وصالح الشعب العراقي في القضاء على كورونا.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جانين هنيس بلاسخارت في رسالة إلى العراقيين تسلمت "إيلاف" نصها اليوم انه "من الصعب المبالغة في حجم التحديات التي تواجه العراق في الوقت الراهن وقد تفاقمت الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية بسبب جائحة كورونا العالمي الذي لم يسلم منه العراق".

متظاهرو الاحتجاجات في الناصرية ينضمن حملات تعقيم للمنازل

وأشارت إلى أنّ "هذه أوقات غير مسبوقة حقًا تتطلب اتخاذ تدابير وقائية غير مسبوقة والأولوية الأولى هي منع الفيروس من الانتشار بسرعة. لكن هذه معركة لكل فرد: لا يمكن لأي قدر من الإجراءات الحكومية أن تنجح بدون المشاركة النشطة لجميع السكان".

ودعت بلاسخارت إلى الالتزام بارشادات المرجع السيستاني بشأن الابتعاد الجسدي وعدم التجمع بأعداد كبيرة حيث خطر إصابة الأشخاص بالعدوى ونشر الفيروس شديد للغاية ولذلك يجب تجنب جميع التجمعات الرياضية والثقافية والدينية وغيرها من التجمعات من أجل احتواء الانتشار السريع لهذه فيروس.

وأشارت إلى أنّ شعب العراق قد تجاوز الكثير من الصعوبات في الماضي "لدرجة أنني واثقة من قدرته على تجاوز هذه العاصفة بالتضامن والعزيمة ويحدوني أمل صادق في أن يدرك القادة السياسيون منذ أمد بعيد مدى إلحاحية الوضع وأن يجتمعوا بروح الوحدة الوطنية وبالتأكيد في مثل هذا الوقت يجب أن تستسلم الحزبية والمصالح الضيقة للقضية الوطنية الكبرى وصالح الشعب العراقي".

وشددت على أن الامم المتحدة ستظل إلى جانب العراق أكثر من أي وقت مضى خلال هذه المرحلة الحرجة.. وشددت بالقول "يجب أن نكون متحدين في تصميمنا على الفوز في المعركة ضد كورونا.. كن آمنا، حافظ على قوتك، واعتن ببعضكم البعض".

قرارات حكومية جديدة لمواجهة الفيروس

وقررت الحكومة العراقية خلال اجتماع لها اليوم قيام الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات كافة بتسخير جهودها ومواردها لدعم خلية الازمة ووزارة الصحة في المحافظات بماتحتاجه من اموال ومعدات ومركبات وغيرها عن طريق التبرع او الإعارة او غير ذلك بمايساعدها في مكافحة انتشار فايروس كورونا واحتوائه، وللجنة ووزارة الصحة صلاحية استلام التبرعات والهبات العينية من الجهات المتبرّعة من خارج العراق.

كما خولت المحافظين بفرض حظر التجوال وتحديد موعده، بحسب الموقف الوبائي للمحافظة. كما تتخذ إجراءات مشددة بهدف منع انتشار الوباء خصوصا في العتبات المقدسة لدى الشيعة لا سيما في ظل المخاوف من النقص المزمن في المعدات الطبية والأدوية والمستشفيات.

متظاهرو الاحتجاجات في العراق يعدون بالعودة الى الاحتجاجات

وحذر مسؤولون عراقيون من نهاية العراق في حال لم يطبق حظرالتجوال بشكل كامل ما دعى إلى ارسال تعزيزات عسكرية إلى بعض المحافظات. وامس ارسلت القوات العراقية افواجا عسكرية إلى محافظات واسط والنجف والديوانية لتعزيز إجراءات فرض حظر التجوال.

يشار إلى أنّ عشرات الاف العراقيين شاركوا في مناسبة دينية شيعية في بغداد الاسبوع الماضي برغم تحذير رجال دين ومسؤولين فيما صدرت تحذيرات اخرى اليوم من خطورة المشاركة في مراسيم مليونية تجري في كربلاء لمناسبة النصف من شعبان التي تصادف التاسع من الشهر المقبل من دون الالتزام بحظر التجوال.

وأعلن المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني وقف إقامة صلوات الجماعة في المساجد والالتزام بمنع التجمعات معتبراً أن الحرب على فيروس كورونا واجب كفائي لكن ذلك لم يثن كثيرين خصوصاً أن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر دعا أنصاره إلى إحياء زيارة الإمام الكاظم الأسبوع الماضي والتي شارك فيها الاف المواطنين.

محتجو التظاهرات يعلقون مسيراتهم المليونية

قالت "اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين" ان الاحزاب الفاسدة وكذلك أنصار الزرفي المدفوعي الثمن يعملون على نشر اشاعات بان المعتصمين السلميين قد تركوا ساحات الاعتصام في بغداد والمحافظات المنتفضة الأخرى لمحاولة خداع الرأي العام والشعب العراقي بقبول تكليف الفاسد الزرفي بتشكيل حكومة جديدة، وعدم الحاجة إلى تلك الاعتصامات" بحسب قولها".

وأضافت اللجنة في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه انها تعلن "للشعب العراقي الثائر بان كل ما قيل عن ترك الاعتصامات وساحات الثورة كذب ومحاولة لقلب الحقائق وهي ليست بالأمر الجديد على هذه الزمرة الفاسدة، فالاعتصامات السلمية مستمرة والمنتفضون ثابتون على مبادئهم، أما المسيرات الحاشدة فقد اوقفها الثوار بناء على توصيات الكادر الطبي حرصا على سلامة المتظاهرين بسبب تفشي وباء فايروس (كورونا) المستجد، ومازال المعتصمون في خيامهم في ساحات التظاهرات وبشكل منظم لإدامة المظاهرات بوتيرة اكبر وبعزيمة ثابتة لا تلين بمجرد ان تنتهي هذه الازمة العابرة بسلام وذلك لتحقيق مطالب الشعب العراقي في انهاء نظام المحاصصة الطائفي الفاشل واقتلاع بؤرة الفساد التي تعشعش في برلمان الاحزاب الطائفية وميليشياتها العميلة".

ودعت اللجنة كل من عاد إلى بيته من المتظاهرين إلى "العودة إلى الساحات اذا ما حاولت المليشيات والأجهزة الحكومية القمعية من فض الاعتصامات او اقتحام الساحات بالقوة ".

وعلى الصعيد نفسه يقوم معتصمو ساحات الاحتجاج في المحافظات العراقية حاليا بتنظيم حملات تعقيم للمناطق والمنازل القريبة من اماكن اعتصاماتهم في اجراء للمساعدة في جهود محافحة انتشار فيروس كورونا.

ارتفاع عدد عراقيي الخارج المصابين والصحة العالمية تحذر

أعلنت وزارة الخارجية العراقية الخميس تسجيل إصابة بفيروس كورنا لعراقي مقيم في كندا ليرتفع عدد المصابين العراقيين في الخارج إلى 19 شخصاً. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في بيان صحافي تابعته "إيلاف" إن "عدد أبناء الجالية العراقية في عموم العالم المصابين بفيروس كورونا ارتفع إلى 19 حالة".

وأوضح أن "لاصابات توزعت بواقع: 10 حالات في الأردن، و6 في إيطاليا، و2 في لبنان" فضلاً عن الحالة الأخيرة في كندا.

ومن جهته قال وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" لقد "اوعزنا إلى سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج كافة بتقديم جميع التسهيلات اللازمة لعودة الراغبين من العراقيين إلى البلاد والحرص على سلامتهم وتوفير أرقام هواتف الاتصال لموظفينا في السفارات والقنصليات للتواصل مع الراغبين في البقاء في تلك البلدان للاطمئنان على سلامتهم".

وتنظم الخارجية العراقية حالياً رحلات لنقل المواطنين العراقيين العالقين في بعض البلدان والراغبين بالعودة إلى بلدهم. لكن منظمة الصحة العالمية اطلقت اليوم تحذيراً بشأن العراقيين العائدين بالرحلات الاستثنائية من مصر والهند خلال اليومين الماضين.

وقال عضو منظمة الصحة العالمية عدنان نوار في تصريح لوكالة "شفق نيوز" العراقية تابعته "إيلاف" إن "الكثير من المصابين بفيروس كورونا، لا تظهر عليهم اعراض المرض، وربما البعض منهم يصاب ويشفى دون أي اعراض او يحس بذلك، لكنه يبقى ناقلاً للمرض".

وبين أن "الكثير من العراقيين بالخارج دخلوا اراضي البلاد لكن لم تظهر عليهم أي اعراض وخصوصاً قبل أيام دخلوا عراقيين من مصر والهند، فعلى هؤلاء حجر نفسهم في المنازل وعدم الخروج الا بعد اكمال مدة حضانة الفيروس كما على المواطنين من اقارب هؤلاء المسافرين عدم زيارتهم في الفترة الحالية فربما يكونون ناقلين لفيروس كورونا فمن الضروري عدم اختلاط هؤلاء مع المواطنين الاخرين".