الرياض: فتح التحالف بقيادة الرياض في اليمن مساء الأربعاء نافذة لإحلال السلام في البلد الغارق في الحرب بإعلانه وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد للتركيز على مكافحة فيروس كورونا وتهيئة الظروف لبدء محادثات مع المتمرّدين الحوثيين لإنهاء النزاع.

وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إنّه "يعلن عن وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين اعتباراً من يوم الخميس" في الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي (09,00 ت غ)، مشيراً إلى أنّ مدة الهدنة "قابلة للتمديد".

وكان مسؤول سعودي قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق الأربعاء "نعلن وقف إطلاق نار بدءاً من يوم غد (الخميس) ولمدة اسبوعين. نتوقع أن يوافق (المتمردون) الحوثيون. نحن نعدّ الأرضية لمحاربة فيروس كورونا المستجدّ في اليمن" حيث لم تسجّل أي إصابة بعد.

وإذ لفت المسؤول السعودي إلى أنّ وقف إطلاق النار "قد يتم تمديده في حال رد الحوثيون بطريقة إيجابية"، شدّد في الوقت ذاته على أنّ التحالف "يملك حقّ الدفاع عن نفسه إذا تعرّض لاعتداء" خلال فترة إطلاق النار.

ولم تُسجّل في اليمن أي إصابة بعد بكوفيد-19 الذي أصاب نحو 10 آلاف شخص في دول الخليج القريبة الستّ، وفقاً لمنظّمة الصحة العالمية، لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب الوباء في حال بلوغه البلد الفقير بكارثة إنسانية.

- الفرصة مهيّأة -

وكان مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أعلن قبل اسبوع عن إجراء محادثات منفصلة مع أطراف النزاع للتوصّل إلى هدنة والتركيز على مكافحة فيروس كورونا في أعقاب دعوة من قبل الأمين العام للامم المتحدة لوقف القتال في أماكن النزاعات.

لكن الدعوة جاءت في ظل تصاعد لأعمال العنف مع محاولة الحوثيين التقدم نحو مناطق جديدة.

وأكّد فريق غريفيث لوكالة فرانس برس الأربعاء أنّ وقف إطلاق النار الذي أعلنه التحالف ليس وليد اتّفاق.

وقال أحد أعضاء الفريق لفرانس برس "من جهتنا، يواصل المبعوث الخاص التوسّط بين الأطراف للوصول إلى اتفاق حول وقف إطلاق نار كامل في أقرب وقت. لكن لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق بعد".

وفي بيانه قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي إنّ وقف إطلاق النار يفتح نافذة أمل أمام سلام دائم.

وأوضح أنّ الهدنة تهدف إلى "تهيئة الظروف الملائمة (...) لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين وفريق عسكري من التحالف تحت إشراف المبعوث الأممي".

وأضاف أنّ الاجتماع في حال انعقاده سيبحث "مقترحات (غريفيث) بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن، وخطوات بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية، واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للوصول إلى مشاورات بين الأشقاء اليمنيين للتوصل إلى حلّ سياسي شامل في اليمن".

وتابع أن قيادة التحالف "تجد الفرصة مهيّأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن (...) وإلى حل سياسي شامل وعادل يتفق عليه اليمنيون".