أسامة مهدي: عبرت لندن اليوم عن حزنها لحالة فتاة عراقية حاولت الانتحار بحرق نفسها تخلصا من الاعتداءات المتكررة لزوجها ومنعها من زيارة عائلتها ثمانية أشهر وأعلنت عن تخصيص مليوني جنية استرليني لدعم العراق في مواجهة العنف الاسري.

وأعلن السفير البريطاني في العراق ستيفن هيكي عن تخصيص بلاده مليوني جنيه استرليني (ثلاثة ملايين دولار) لدعم الخدمات التي تواجه العنف المنزلي في العراق.

وأكد في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الجمعة وتابعتها "إيلاف" حزن بلاده لحادثة الشابة العراقية من النجف ملاك الزبيدي بعد إقدامها على حرق نفسها قبل ايام اثر اعتداء عنيف لزوجها وضربها بقسوة شديدة.

ضرورة تشريع قانون يحد من العنف الأسري

وأضاف قائلا "نشعر بحزن شديد تجاه قضية ملاك الزبيدي ونأمل اتمام التحقيقات بسرعة.هناك تذكير شديد بأن العنف المنزلي سواء كان اساءة نفسية او جسدية هو مشكلة تعم انحاء العالم وايضا تحديات بشأن هذا الموضوع اذ شهدنا ارتفاعا في عدد الاتصالات على خطوط طلب المساعدة خلال فترة العزل المنزلي الحالية".

وأضاف قائلاً "يجب الضغط على الحكومه العراقيه لاعداد قانون يناهض العنف الاسري والعنف ضد المرأة.. الامم المتحده يجب ان تأخذ دورها في هذا المجال لان العنف في تزايد ولاتوجد قوانين رادعة لمناهضة هذا الشيء وأعطاء الأولوية لحماية النساء والاطفال وتجريم العنف المنزلي". مشددا على ان العنف أمر غير مقبول بأي حال من الاحوال.

صورة مركبة لملاك الزبيدي

وكانت فتاة متزوجة في العشرين من عمرها تسكن مدينة النجف العراقية الجنوبية اسمها "ملاك حيدر الزبيدي" قد أقدمت قبل أيام على حرق نفسها بسبب اعتداء زوجها عليها بشكل عنيف وحرمانها من التواصل مع عائلتها، ما أثار غضباً شعبياً واسعا وتعاطفا مع قضيتها ارغم الحكومة على التدخل واصدار أوامر قبض بحق اربعة متهمين في الحادثة.

الزوج شجع الضحية على حرق نفسها

وأقدمت ملاك على حرق نفسها جراء عنف أسري متواصل من زوجها وعائلته ونالت الحروق من 50 في المئة من جسدها الذي أصبح يعاني من التسمم ولم تخرج من مرحلة الخطر بعد، وفق ما كشفته شقيقتها في وقت سابق.

وقبل ثلاثة أيام قالت والدة ملاك إن ابنتها استطاعت الكلام موضحة إن شجاراً عنيفاً وقع بينها وبين زوجها فأقدم على ضربها بشدة مشيرة إلى أن آثار الكدمات ما زالت موجودة على جسدها فهربت منه إلى حديقة المنزل وهددته بحرق نفسها إلا أنه لم يبالِ فسكبت البنزين على نفسها واعطاها زوجها الولاعة لتشجيعها على تنفيذ تهديدها فأشعلت النار بجسدها.

الأمم المتحدة تحذر

وأمس حذرت الامم المتحدة في العراق من خطر يواجه العراق بالترافق مع تفشي فيروس كورونا قالت انه يتمثل في تزايد الانتحار والاغتصاب والاعتداء الزوجي والتحرش الجنسي بقاصرين، داعية البرلمان العراقي إلى الاسراع في أقرار قانون مناهضة العنف الاسري.

وقالت بعثة المنظمة الأممية في العراق "اليونامي" في بيان صحافي ارسلت نسخة منه إلى "إيلاف" عن القلق من إرتفاع وتيرة العنف الأسري بعد ان أكدت تقارير إغتصاب امرأة من ذوي الإحتياجات الخاصة وإعتداء زوجي وإنتحار امرأة جراء العنف الاسري و قيام امرأة بإشعال النار بنفسها للسبب ذاته وكذلك أذية النفس بسبب الإساءة الزوجية المتكررة والتحرش الجنسي بشخص قاصر وغيرها من الجرائم ذات الصلة.

والدة ملاك تتحدث عن حالة ابنتها

أحزاب دينية تعارض تشريع قوانين تنصف نساء العراق

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد أعلن في 15 سبتمبر 2019 الانتهاء من إعداد مشروع قانون "مناهضة العنف الأسري وإرساله إلى مجلس النواب بغية تشريعه.. موضحاً أن الهدف منه هو حماية الأسرة من العنف الذي يقع على أحد أفرادها... وخاصة النساء والفتيات والأطفال على نحو يضمن دفع الأذى عن العائلة ومناهضته كونه يتقاطع مع قيمنا الاجتماعية والمفاهيم الدينية والقرآنية التي حثت على احترام حقوق النساء.

وكانت المسودة الأولى التي تحمل اسم هذا المشروع قد طُرحت قبل 8 سنوات في عام 2012 لكنه بقي معلقا في مجلس النواب منذ عام 2015 وحالت الأحزاب الدينية دون مناقشتها على الرغم من أن جماعات حقوقية اعتبرتها غير مثالية وغير منصفة بالقدر الكافي للمرأة.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية قد انتقدت التأثير الكبير للسلطة الدينية في ما يتعلق بالتشريعات والقوانين المتعلقة بحقوق المرأة وسلامتها وأشارت إلى إن "الاحترام لتفسير صارم للغاية لتقاليد دينية من قبل من يرغبون فيها لا ينبغي أن يكون على حساب حقوق النساء والفتيات في العراق".

وتشير تقديرات رسمية إلى أن واحدة من كل 5 سيدات في العراق تتعرض للعنف الأسري البدني.