الرياض: رفض التحالف العسكري بقيادة السعوديّة في اليمن الإثنين إعلان الانفصاليّين اليمنيّين "الإدارة الذاتيّة" في جنوب البلد الغارق في الحرب، مطالباً بوقف أي تصعيد.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن ليل السبت الأحد "إدارة ذاتية" في الجنوب بعد تعثر اتفاق تقاسم السلطة الذي تم توقيعه مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا برعاية السعودية.

وفي بيان نقلته الإثنين وكالة الأنباء السعوديّة، شدّد التحالف على "ضرورة عودة الأوضاع إلى سابق وضعها إثر إعلان حالة الطوارئ من جانب المجلس الانتقالي عبر بيانه الأخير وما ترتّب عليه من تطوّرات للأحداث في العاصمة الموقتة (عدن) وبعض المحافظات الجنوبية". أضاف البيان "يؤكّد التحالف على ضرورة إلغاء أيّ خطوة تُخالف اتّفاق الرياض والعمل على التعجيل بتنفيذه".

كما طالب التحالف "بوقف أي نشاطات أو تحركات تصعيدية"، داعيًا إلى "العودة لاستكمال تنفيذ الاتفاق فوراً ودون تأخير، وتغليب مصلحة الشعب اليمني على أي مصالح أخرى والعمل على تحقيق هدف استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب والتصدي للتنظيمات الإرهابية".

وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، وقوات موالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات، منذ أن سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل أكثر من أربع سنوات.

لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب حيث تتمركز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال. وكان الجنوب دولة مستقلة قبل الوحدة سنة 1990.

وشهد جنوب اليمن منذ 2017 معارك عدة بين القوّات المؤيّدة للانفصال وأخرى موالية للسلطة المعترف بها دوليا أدت في العام الماضي إلى سيطرة الانفصاليين على مناطق عدّة أهمها عدن العاصمة الموقتة للسلطة منذ 2014.

رعت الرياض اتفاقا بين الجانبين نص على عودة الحكومة إلى عدن وعلى إعطاء المجلس دور أكبر داخل هذه الحكومة وفي إدارة المحافظات الجنوبية.لكن الاتفاق لم يطبق لكامل بنوده، ومُنعت الحكومة من العودة بكل أعضائها.

توحيد الصفوف
برر المجلس إعلانه "الإدارة الذاتية" بالقول إن الحكومة استمرت في "الصلف والتعنت في القيام بواجباتها"، إضافة إلى " تلكؤها وتهربها من تنفيذ ما يتعلق بها من اتفاق الرياض".

كما انتقد تردّي الخدمات العامة في عدن والذي "أظهرته بشكل جلي كارثة السيول الأخيرة ما تسبب في معاناة شديدة لأهلنا في العاصمة الجنوبية عدن"، متهما الحكومة اليمنية باستخدام ذلك " كسلاح لتركيع الجنوبيين".

جاءت التطورات في الجنوب بينما شهد اليمن هذا الشهر سيولا تسبّبت بمقتل 21 شخصا على الأقل غالبيتهم في عدن، وفي وقت تعمل المنظمات الانسانية والطبية على منع تفشي فيروس كورونا المستجد في البلد الذي يعاني من انهيار شبه تام في قطاعه الصحي بفعل الحرب.

وسجّل اليمن إصابة واحدة، بينما سجلت الجارة السعودية أكثر عدد من الإصابات في المنطقة وعددها أكثر من 17500 إصابة، وأكبر عدد من الوفيات وهو 139.

كما تأتي الخطوة في وقت يواصل الحوثيون في الشمال محاولتهم التقدم نحو السيطرة على مناطق جديدة وأهمها مأرب، آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن، على الرغم من وقف إطلاق نار أعلنه التحالف من جانب واحد للمساعدة على التفرغ للتصدي لفيروس كورونا.

وقال التحالف في بيانه ردا على خطوة الانفصاليين إنّ الاتفاق الذي رعته السعودية "يمثل الإطار الذي أجمع عليه الطرفان لتوحيد صفوف اليمنيين، وعودة مؤسسات الدولة، والتصدي لخطر الإرهاب".

من جهتها، انتقدت الإمارات العضو الرئيس في التحالف العسكري والتي دعمت المجلس الانتقالي الجنوبي، خطوة إعلان "الإدارة الذاتية".

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على تويتر الإثنين إن "الإحباط من التأخر في تطبيق الاتفاق لا يجب أن يكون سببا لتغيير الأوضاع من طرف واحد".

أضاف قرقاش "تطبيق نص اتفاق الرياض والالتزام بروحه عنوان المرحلة وحجر أساس في الرؤية الاقليمية والدولية للحل السياسي في اليمن".