ترامب
Reuters

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الصين "ستفعل كل ما بوسعها" لكي يخسر الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يسعى إلى الفوز بها للبقاء في الحكم لولاية ثانية، وذلك في تصعيد جديد في حدة انتقاداته لبكين وسط تواصل أزمة فيروس كورونا.

وقال ترامب في مقابلة أجراها في البيت الأبيض مع وكالة رويترز للأنباء إن بكين تواجه "الكثير" من العواقب المحتملة من جانب الولايات المتحدة لدورها المزعوم في انتشار الوباء.

وقال إنه كان على الصين إطلاع دول العالم بشأن الوباء سريعا إثر تفشيه.

ويواجه ترامب نفسه اتهامات بالتقاعس في التصدي لأزمة كورونا.

وتسبب الوباء في دمار كبير للاقتصاد الأمريكي الذي كانت حالته الجيدة حجة ترامب الرئيسية لحشد التأييد في حملته لانتخابات نوفمبر / تشرين الثاني المقبل.

ولم يتطرق ترامب، الذي سبق له أن شن حربا تجارية على الصين، إلى تفاصيل الخطوات التي قد يتخذها ضد بكين.

وقال لوكالة رويترز "هناك الكثير الذي بوسعي أن أفعله، ونحن ندقق فيما حدث".

وأضاف الرئيس الأمريكي "ستفعل الصين كل ما في وسعها لكي أخسر الانتخابات".

وقال الرئيس الجمهوري إنه يعتقد أن بكين تفضل أن يفوز منافسه الديمقراطي جو بايدن في تلك الانتخابات.

كما قال إنه يشك في صحة المعلومات التي تشير إلى أن بايدن سيفوز.

وقال "لا أصدق استطلاعات الرأي، أعتقد أن شعب هذا البلد ذكي. ولا أظن أنه سيؤيد رجلا غير كفء".

كورونا
BBC
  1. فيروس كورونا: ما أعراضه وكيف تقي نفسك منه؟
  2. فيروس كورونا: ما هي احتمالات الموت جراء الإصابة؟
  3. فيروس كورونا: هل النساء والأطفال أقلّ عرضة للإصابة بالمرض؟
  4. فيروس كورونا: كيف ينشر عدد قليل من الأشخاص الفيروسات؟

"لن أخسر أمام بايدن"

وكانت وسائل إعلام أمريكية قد ذكرت في وقت سابق أن ترامب صب جام غضبه على مستشاريه السياسيين مساء الجمعة الماضية بعد ظهور نتائج استطلاعات داخلية للآراء أشارت إلى إنه سيخسر الانتخابات في عدد من الولايات الرئيسية.

وتقول وكالة أسوشييتيد برس إن مستشاري ترامب لديهم شكوك حول قدرته على الفوز بعدد من الولايات المهمة مثل فلوريدا وويسكونسن وأريزونا، بينما فقد الفريق الذي يدير حملته الأمل تقريبا في قدرته على الفوز في ولاية ميتشيغان.

وتقول التقارير إن ترامب قال خلال مكالمة مع مسؤولي حملته "لن أخسر أمام جو بايدن"، مستخدما عبارة مسيئة.

كما تقول التقارير إن الرئيس الأمريكي ثار بوجه مدير حملته براد بارسكيل الذي اتصل به من فلوريدا.

وشتم ترامب بارسكيل، وهدد بمقاضاته، حسب شبكة سي أن أن وصحيفة واشنطن بوست، ولكن لم تتضح جدية هذا التهديد.

وكان ترامب قد قال إنه لن يمدد العمل بإجراءات التباعد الإجتماعي التي تنتهي الخميس.

وتحث هذه الإجراءات – التي كان من المقرر لها أن تستمر لـ 15 يوما قبل أن تمدد 30 يوما إضافيا - الأمريكيين على العمل من بيوتهم وتجنب التجمعات الكبيرة، وتنصح المصابين بأمراض مزمنة بعزل أنفسهم.

وقال ترامب، الذي قضى الشهر الماضي حبيس البيت الأبيض، إنه ينوي استئناف رحلاته بدءا بزيارة لولاية أريزونا في الأسبوع المقبل.

وقال للصحفيين إنه يأمل في إقامة العديد من التجمعات الجماهيرية في الأشهر المقبلة يحضرها الآلاف من مؤيديه.

يذكر أن نحو ثلث العدد الإجمالي للمصابين بفيروس كورونا هم من الأمريكيين، كما تجاوز عدد الوفيات في الولايات المتحدة في الأسابيع الستة الماضية – أكثر من 60 ألف وفاة – العدد الكلي للخسائر الأمريكية في الحرب الفيتنامية التي استمرت لعقدين من الزمن.

كما ارتفع عدد العاطلين عن العمل بشكل كبير بحيث تجاوز 26 مليون عاطلا، بينما كان العدد قبل أسابيع فقط متدنيا إلى مستويات قياسية.

وكشفت أرقام نشرت يوم الأربعاء عن أن الإقتصاد الأمريكي إنكمش بمعدل 5 في المئة تقريبا، وهو أكبر إنكماش منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.

رفع سقف المواجهة

تحليل : ديفيد ويليس – مراسل أمريكا الشمالية – بي بي سي

تتوالى انتقادات الرئيس ترامب للصين وتزداد حدتها منذ أسابيع. فقد شكك في دقة أعداد الموتى هناك، وحتى قال إنه يحقق فيما يقال أن الفيروس انطلق من مختبر في مدينة ووهان.

ولكن الإنتقادات الأخيرة كانت الأكثر شدة إلى الآن. فإدعائه أن الصين تعمدت تأخير إخبار العالم الخارجي بانتشار الوباء لدوافع سياسية تهدف إلى تعزيز حظوظ منافسه جو بايدن في الفوز في انتخابات نوفمبر على حسابه، رفع ترامب سقف المواجهة مع بكين بشكل ملفت في حرب كلامية تزداد حدة باستمرار.

وكان أحد كبار المسؤولين الصينيين، لي يوتشينغ، قد شكك في طريقة تعامل ترامب مع الوباء، متهما إياه بالتلكؤ بالسرعة المطلوبة لتهيئة الشعب الأمريكي لانتشار الفيروس.

مع ذلك، استبعد ترامب ما يقال من أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون بمثابة استفتاء على أسلوب تعامله مع أزمة كورونا، لكن نتيجة الانتخابات قد تعتمد على سرعة تعافي الاقتصاد عقب انتهاء الأزمة.

علي أي حال، توقعوا أن تستمر الحرب الكلامية بين أكبر اقتصادين في العالم.