دعا العديد من قادة العالم الجمعة إلى استعادة روحية الانتصار الذي تحقق في 1945 في مكافحة جائحة كورونا المستجد في ذكرى إحياء نهاية الحرب العالمية الثانية في الثامن من مايو.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة ستنتصر على الجائحة، قبل إحياء الذكرى عند النصب التذكاري قرب البيت الأبيض.

ونقل بيان للرئاسة عن ترمب قوله "اليوم، وإذ نتأمل في الذكرى الخامسة السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا، نتذكّر أن ما من تحد يمكن أن يغلب العزيمة التي تتحلى بها الروحية الأميركية".

وأضاف أن الولايات المتحدة تواجه "محنة" منذ أشهر بسبب جائحة كوفيد-19 "لكن أميركا ستنتصر على غرار ما فعلت مرارا في السابق".

وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، وفي تسجيل اتخذ بعداً قومياً مماثلاً، قارن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بين الماضي والحاضر، وكتب مخاطباً المحاربين القدامى، أنه "في هذه الذكرى، نخوض معركة جديدة ضد فيروس كورونا المستجد الذي يتطلب بذل جهود وطنية بتلك الروحية التي جسدتموها قبل 75 عاما".

وحلق سرب من سلاح الجو البريطاني فوق العاصمة في طلعة استعراضية فيما التزمت قنوات التلفزيون بدقيقة صمت.

تعاون

من جانبه، أكد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن "علينا ألا نقبل بأن يتبدد أمام أعيننا نظام السلم" الذي أقيم منذ 1945، "نريد تعاونا أكبر وليس أقل في العالم بما في ذلك لمكافحة الوباء".

وعلى المنوال نفسه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر شاشة التلفزيون النمساوي "إننا جميعا نحارب هذا الوباء، والدعم المتبادل مهم جدا خلال هذه الفترة الصعبة".

وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة أنغيلا ميركل خلال اتصال هاتفي الجمعة، وفق الرئاسة الفرنسية، على الصداقة التي تجمع بين البلدين و"على الحاجة الملحة أكثر من أي وقت مضى للالتزام الأوروبي".

واتصل ماكرون منذ الخميس ببوتين ليحيي "الصداقة والامتنان" بين البلدين.

كان وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من 270 ألف شخص في جميع أنحاء العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين، حاضراً في كل مكان خلال احتفالات 8 مايو، التي اختصرت إلى الحد الأدنى.

احتفالات مقتضبة

في فرنسا، ترأس الرئيس إيمانويل ماكرون احتفالًا مقتضباً في باريس في ساحة ليتوال التي خلت تقريباً من الحضور. ووضع إكليلا من الزهور أمام تمثال الجنرال ديغول على وقع الموسيقى العسكرية، واجتاز شارع الشانزليزيه في موكب صغير.

لكن احتفالات ألمانيا جذبت الانتباه إذ لا يحتفل هذا البلد أو قلما يفعل بذكرى استسلام ألمانيا النازية للحلفاء.

هذه المرة قررت بلدية برلين إعلانه يوم عطلة في مبادرة اقتصرت على العاصمة ولسنة 2020 فقط.

ووضع شتاينماير والمستشارة أنغيلا ميركل إكليلي زهر على نصب ضحايا الحرب والهولوكوست (محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية) التي قتل خلالها ستة ملايين يهودي.

ودعا الرئيس الألماني مواطنيه إلى اعتبار 8 أيار/مايو "يوم امتنان" وليس يوم مرارة للهزيمة والمعاناة التي لحقت بهم من جراء قصف الحلفاء وطرد السكان الألمان من مناطق أوروبية أو فقدان أراض.

امتنان

وقال شتاينماير "اليوم نحن الألمان يمكننا القول: إن يوم التحرير هو يوم امتنان ... لقد استلزم الأمر ثلاثة أجيال حتى أمكننا قول ذلك بصدق".

في عام 1985، لمناسبة الذكرى الأربعين لانتهاء الحرب، تحدث الرئيس الالماني حينها ريتشارد فون ويساكر لأول مرة عن "يوم التحرير".

وباستخدام كلمة "الامتنان" هذه المرة، تتخذ ألمانيا خطوة أخرى في وقت يشكك فيه أقصى اليمين بثقافة التندم الألمانية عن الجرائم النازية.

ودان حزب البديل لألمانيا الاحتفالات. وقال زعيمه ألكسندر غولاند إن الثامن من أيار/مايو ما زال "هزيمة مطلقة"، لأن ألمانيا فقدت "استقلاليتها" في القدرة على "صنع مستقبلها".

ورد رئيس الجالية اليهودية جوزيف شوستر بأن "الألمان يقدمون بشكل أساسي على أنهم ضحايا ... أجد أن هذا تهوين تاريخي غير مسؤول للجرائم النازية".

وبالعودة إلى لندن، ستتوجه ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عبر قناة "بي بي سي" بخطاب إلى البريطانيين، في الساعة 20,00 ت غ وهو "الوقت الذي تحدث فيه والدها الملك جورج السادس عبر الإذاعة في 1945"، حسب بيان للحكومة.

بدورها، أجلت موسكو حيث يحتفل بيوم النصر في التاسع من مايو، العرض العسكري الكبير في الساحة الحمراء الذي دعي إليه العشرات من الشخصيات الأجنبية، ولم يتم الابقاء سوى على العرض الجوي.

وسيخاطب الرئيس فلاديمير بوتين الروس الذين ينتظرون خصوصا ما سيتقرر لما بعد 11 مايو عندما ترفع إجراءات العزل التي فرضت قبل أكثر من شهر لاحتواء كورونا.