أسامة مهدي: في أقسى رد على قتل المليشيات العراقية لمتظاهري الاحتجاجات الشعبية، فقد توعد الكاظمي الضالعين بهذه الجرائم بأقسى العقوبات وانه لن يدعهم ينامون ليلهم مشددا على ان سلمية الاحتجاج واجب يشترك به الجميع.

وقال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي تابعتها "إيلاف" الاثنين "وجّهتُ، فجر اليوم، بملاحقة المتورطين بمهاجمة المتظاهرين في البصرة، ونفذت القوات الامنية عملية اعتقالهم بعد صدور مذكرات قضائية، شكرا للقضاء العادل والاجهزة الامنية البطلة. وعدنا بأن المتورطين بدم العراقيين لن يناموا ليلهم، نحن نفي بالوعد. سلمية الاحتجاج واجب يشترك به الجميع".

ومن جهته، اشار المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة في بيان مقتضب انه "بمتابعةٍ مباشرة من رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة (الكاظمي) وبناءً على تحقيقات فورية، نفذت القوات الأمنية فجر اليوم عملية مداهمة لبناية في محافظة البصرة تم من داخلها اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى إلى إستشهاد احدهم في مكان الحادث، واصابة آخرين".

وشهد العراق في أكتوبر الماضي اندلاع احتجاجات مليونية غير مسبوقة ارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة في نهاية نوفمبر 2019 تحت ضغط هذه الاحتجاجات المطالبة برحيل ومحاسبة الطبقة السياسية الحاكمة المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة ورهن ارادتها بإيران حيث واجهتها القوات الامنية والمليشيات العراقية الموالية لطهران بالعنف المفرط، ما ادى إلى مقتل 600 متظاهر واصابة 23 الفا آخرين بجروح اضافة إلى اغتيال واختطاف العشرات من الناشطين.

غلق حزب "ثأر الله" واعتقال عناصره لقتلهم متظاهرين

وفيما وصف بأنه أول اجراء للكاظمي من نوعه بعد تسلمه رئاسة الحكومة العراقية الاثنين الماضي، فقد وجهت حكومته اليوم اول ضربة من نوعها للمليشيات الموالية لايران بقيام الشرطة بمداهمة مقر حزب مليشياوي في محافظة البصرة الجنوبية واعتقال مسلحيه اثر اطلاقهم النار على محتجين وقتلوا احدهم وأصابوا أربعة آخرين.

محتجون من الشباب في مدينة البصرة

وأعلنت قيادة شرطة محافظة البصرة الاثنين، عن إغلاق مقر حزب "ثأر الله الاسلامي" في المحافظة واعتقال المسلحين الموجودين فيه اثر إطلاق نار من قبل حماية المقر على المتظاهرين المحتجين.

وأشارت القيادة في بيان تابعته "إيلاف" إلى أنّه "على اثر اطلاق عيارات نارية خلال محاولة متظاهرين الاعتداء عليه، والذي أدى إلى إصابة عدد منهم فقد توجهت على الفور قوة من شرطة محافظة البصرة إلى مقر الحزب والقاء القبض على من فيه وغلقه، وذلك للتحقق من ملابسات اطلاق النار كما تم ضبط اسلحة وأعتدة متنوعة" في مقر الحزب الذي يترأسه يوسف الموسوي.

وشهدت البصرة مساء أمس مقتل متظاهر وإصابة أربعة آخرين، حيث طالب المحتجون بإقالة المحافظ ونائبيه.

ومعروف عن الموسوي هجومه المستمر على الاحتجاجات العراقية ببيانات رسمية علناً كما انه يُتهم بقتل المتظاهرين في عدة محافظات منها بغداد والبصرة. وهو يعتبر قائد اقوى ميليشيا في البصرة لا ينازعه على ادارتها احد سوى جيوب ميليشياوية قام بتصفيتها وضمها اليه تباعاً.

وتأتي هذه التطورات المتسارعة بعد ساعات قليلة من توجيه الكاظمي بإطلاق سراح المتظاهرين، والذي نفذه مجلس القضاء الاعلى فعلا بإعلانه إطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين.

حزب ثأر الله معروف بجرائمه الطائفية

يشار إلى أنّ حزب ثأر الله المسلح تأسس عام 1995 وشارك أمينه العام يوسف سناوي الموسوي في عدة انتخابات برلمانية دون الحصول على مقاعد ودخل خلال الأعوام 2006 وحتى 2008 مواجهات عسكرية كما اتهمه السلطات المحلية بالاستحواذ على سيارات عائدة للدولة والقيام بنشاطات مسلحة والتنفذ في شركة الموانئ العراقية ودفع الشركات الأجنبية إلى الخروج من الموانئ العراقية وانضم الموسوي في 2008 إلى مايسمى بالبيت الخماسي المتكون من المجلس الأعلى ومنظمة بدر، ومنظمة سيد الشهداء كما يشير موقع وكالة روداوو في تقرير اطلعت عليه "إيلاف".

وفي ابريل 2008 وتم اعتقال الموسوي الأمين العام للحزب إبان عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، من قبل قوة خاصة مع ثلاثة من أشقائه في كما قتل أحد حراسه في مواجهات دارت بينهم وبين أفراد حمايته حينها ضمن عملية "صولة الفرسان"، وحكمت المحكمة الجنائية المركزية في الكرخ على سناوي بالسجن المؤبد وفق المادة 4/ إرهاب.

وكان محافظ البصرة قد اتهم حينها يوسف سناوي الموسوي بالعمالة إلى المخابرات الايرانية، وعرض في مؤتمر صحفي وثائق فيها اوامر صادرة من قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني إلى سناوي تقضي بتنفيذ مخططات ايرانية داخل البصرة.

ويشتهر الحزب في البصرة من خلال جرائمه ذات الطابع الطائفي وبقتل النخب العلمية والكفاءات والنساء والضباط.