إيلاف: فيما يبدو أنها أحد اجراءات السلطات العراقية لتقليص النفوذ الايراني في العراق وسطوة الميليشيات الموالية لطهران في العراق، فقد تمت إزالة صورة قائد فيلق القدس الايراني السابق قاسم سليماني من جدارية ضخمة نصبت قرب مطار بغداد الدولي تحملها مع صورة لنائب رئيس هيئة الحشد السابق ابو مهدي المهندس، اللذين قتلا مطلع العام الحالي بصاروخ أطلقته مسيرة اميركية في المكان نفسه.

فبعد ان تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الاخيرة صورة جديدة للجدارية الضخمة التي تم نصبها قرب مطار بغداد الدولي، وهي تحمل صورة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وحده بعد ان ازيلت منها صورة مماثلة كبيرة ايضا لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني بعد ان حملت الجدارية السابقة صورتهما معا ونصبت بعد ايام من قتل طائرة أميركية مسيرة لهما بصاروخ في مكان الجدارية نفسها في الثالث من يناير الماضي.

وقد اثار اختفاء الجدارية القديمة بصورتي سليماني والمهندس لتحل محلها اخرى ازيلت منها صورة سليماني ولتبقى فيها صورة الاخير، ردود افعال شعبية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي العراقية، حيث اعتبر هذا الاجراء واحدة من الخطوات التي بدأتها حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لتقليص النفوذ الايراني المهيمن على مقدرات العراق.

تبريرات هيئة الحشد
وعلى الرغم من نشر صورة الجدارية الجديدة وقد ازيلت منها صورة سليماني الا ان مديرية إعلام الحشد الشعبي نفت في بيان تابعته "إيلاف" قيام السلطات بإزالة صورتي المهندس وسليماني بشكل متعمد، مدعية ان الصور المتداولة للجدارية من دون صورة سليماني تعود إلى أيام عدة مضت .. مدعية ان هذه الصور تعود الى السادس من الشهر الحالي حين تمزقت الصورة التي تحملها الجدارية بسبب الرياح والعاصفة التي ضربت بغداد في ذلك اليوم بحسب قولها.

قاسم سليماني اختفى من الجدارية الضخمة قرب مطار بغداد الدولي ليحتلها المهندس ورفاقه

واشارت المديرية الى انه "يجري حالياً العمل على استبدال الصورة التي تمزقت بصورة أخرى علماً أن هذه الصورة كانت بمبادرة من متطوعين ومحبين".. لكنه ظهر ان الجدارية البديلة لم تحمل صورة سليماني.

من جهته، كتب مهند العقابي مسؤول اعلام هيئة الحشد الشعبي في تغريدة باللهجة العراقية الدارجة على منصة "تويتر" تابعتها "إيلاف" موجّها كلامه إلى قادة الحشد "ليش خوية ما مخلي صورة حجي قاسم .. إذا على الصبغ احنه نجيبلك صبغ واذا تخاف من ردود الفعل ابشرك حتى ابو مهدي هم شككو (مزقوا) صورته واذا تكول مو يمي الموضوع يم شؤون المقاتلين انت تكدر من خلال منصبك تجبرهم او تضغط عليهم".

وشهدت تظاهرات الاحتجاج الشعبية التي انطلقت في بغداد و9 محافظات في الوسط والجنوب في اكتوبر من العام الماضي ضد فساد الطبقة الحاكمة واستيلائها على المناصب العليا بالمحاصصة والسكوت على الهيمنة الايرانية على العراق تمزيق صور قاسم سليماني المتهم بتوجيه ميليشيات الحشد الموالية لايران باستهداف ناشطي التظاهرات بالقتل وبالاغتيال والاختطاف حيث قتل برصاص القوات الامنية والميليشيات المرافقة لها حوالى 600 متظاهر وإصابة 23 الفا آخرين.

وامس توعد الكاظمي الضالعين بجرائم قتل المتظاهرين بأقسى العقوبات مشددا على انه لن يدعهم ينامون ليلهم، مشددا على ان سلمية الاحتجاج واجب يشترك به الجميع.

الجدارية القديمة قرب مطار بغداد الدولي تحمل صورتي قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس

وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "وجّهتُ، فجر اليوم، بملاحقة المتورطين بمهاجمة المتظاهرين في البصرة، ونفذت القوات الامنية عملية اعتقالهم بعد صدور مذكرات قضائية، شكرا للقضاء العادل والاجهزة الامنية البطلة. وعدنا بأن المتورطين بدم العراقيين لن يناموا ليلهم، نحن نفي بالوعد. سلمية الاحتجاج واجب يشترك به الجميع".

من جهته، اشار المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة في بيان مقتضب الى انه "بمتابعةٍ مباشرة من رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة (الكاظمي) وبناءً على تحقيقات فورية، نفذت القوات الأمنية فجر اليوم عملية مداهمة لبناية في محافظة البصرة تم من داخلها اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى الى إستشهاد احدهم في مكان الحادث واصابة آخرين".