أسامة مهدي: حملت البعثة الاممية في العراق مواطني البلاد مسؤولية مواجهة مخاطر الموجة الثانية الحالية لانتشار فيروس كورونا فيما أكدت وزارة الصحة تشخيص أعداد كبيرة من حاملي الفيروس أغلبهم من الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، بينما حذرت نقابة الأطباء من انهيار المنظومة الصحية في البلاد.

وفي مواجهة الموجة الثانية الحالية من انتشار الفيروس في العراق، فقد أشادت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بقيادة الحكومة العراقية واستجابتها الحاسمة لتفشي كوفيد-19 في وقت تواجه فيه أيضاً أزمات منفصلة بما في ذلك الاضطرابات الاجتماعية والانكماش الاقتصادي غير المسبوق.

كما أثنت البعثة في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" الخميس نصه "على التصميم الذي أبدته السلطات المحلية والإقليمية والوطنية لاحتواء الفيروس، فضلاً عن نجاح التدابير المبكرة والمستمرة التي تم اعتمادها بدعم قوي من المجتمعات.

لكن البعثة حذرت من أن كل شخص عراقي يلعب دوراً حاسماً في مواجهة الموجة الثانية الراهنة من العدوى التي رُصدت في محافظاتٍ عدّة.

وشدّدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس- بلاسخارت على أنه "لا يُمكن لأي قدرٍ من استجابة الحكومة أن ينجح من دون المشاركة الفاعلة من قبل السكان كافة".

وأضافت "على الرغم من المشقة الشديدة التي تفرضها هذه الإجراءات فإننا نعلم أنها تمثل أفضل أملٍ لنا بالعودة والوقوف على أقدامنا في أقرب وقت ممكن".

مختبر عراقي لفحص عينات المواطنين للكشف عن كورونا

وأوضحت ان أسرة الأمم المتحدة بقيادة منظمة الصحة العالمية تقدم مساعدة حاسمة للعراق لمواجهة الجائحة بما في ذلك المختبرات والمستلزمات الطبية ومعدات الحماية الشخصية والتمويل والمشورة الفنية. واكدت بلاسخارت انه "بإمكان العراقيين الاستمرار في الاعتماد على الدعم الثابت من الأمم المتحدة في أوقات حاجتهم للدعم. أن المسؤولية النهائية تقع على عاتق الأفراد الذين يجب أن يقوموا بدورهم باتباع تعليمات السلطات الصحية لحماية أنفسهم وأسرهم".

تحذير من انهيار المنظومة الصحية للبلاد

ومن جانبها، حذرت نقابة الاطباء العراقيين من انهيار المنظومة الصحية وعدم قدرة المستشفيات على استيعاب الاصابات بفيروس كورونا.

وقالت النقابة في بيان اليوم تابعته "إيلاف" إنها تراقب عن قرب تطورات الموقف الوبائي المقلق في العراق خصوصا من جهة عدم التزام المواطنين بالارشادات الصحية وقواعد التباعد الاجتماعي.

وحذرت النقابة من الوصول الى نقطة الانهيار للمنظومة الصحية مما يعني عدم قدرة المستشفيات على استقبال الحالات الحرجة وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لها وهو ما ينذر بفقدان السيطرة على الموقف الذي كان يشهد وضعا قلقا خلال الفترات السابقة رغم الاجراءات الاحتياطية المبكرة وذلك لوجود قصور واضح في المسح الوبائي في تشخيص المصابين مما عكس صورة غير دقيقة عن اعداد المصابين في العراق خلال الفترة الماضية.

ولاحظت تصاعداً كبيراً في نسب العدوى لدى الكوادر الطبية والصحية وهو علامة سلبية اخرى تزيد تعقيد المشهد.

مصلون في مدينة الصدر في بغداد يتحدون كورونا

وشددت النقابة على ضرورة إعادة النظر في البروتوكول العلاجي المتبع في المؤسسات الصحية العراقية وإيقاف استخدام عقار الهايدروكسي كلوروكوين أو تقليل استخدامه بعد تأكيد عدم فاعليته من قبل العديد من الدراسات المسحية الرصينة.. ودعت الى تزويد الكوادر الصحية بجميع مستلزمات الوقاية وتنظيم عمل الكوادر بما يضمن تقليل نسب العدوى.

وطالبت بعدم المساس برواتب ومخصصات الملاكات الطبية والصحية تقديرا لجهودهم المميزة وتضحياتهم في مواجهة الوباء وبإضافة اعداد المصابين والمتوفين من الكوادر الطبية والصحية الى التقرير الوبائي اليومي لاطلاع المواطنين على التضحيات التي تقدمها الملاكات العاملة من أجلهم.. وكذلك الاسراع بتعيين الخريجين الجدد من الاطباء لرفد جهود المنظومة الصحية بالدماء الشابة وتقليل الضغط على الكوادر العاملة.

مصابون ينتظرون دورهم في المستشفى

وفي شريط فيديو ظهر مواطنان عراقيان امام مبنى مستشفى الامام علي في حي الصدر أكبر أحياء العاصمة المكتظة بالسكان وتابعته "إيلاف" وهما يؤكدان ظهور 70 اصابة جديدة بالفيروس في الحي لم تعد المستشفى تستوعبهم، فيما يوجد آخرون بحديقتها بانتظار فرصة للرقود فيها.

وفي مستشفى اليرموك في العاصمة ايضا قالت مواطنة في شريط فيديو آخر إن المستشفى يرفض استقبال أي مصاب بفيروس كورونا. وأكدت أن المستشفى يرفض استقبال أي حالة جديدة لإمتلاء الردهات الخاصة بهم حيث تبلغ ادارتها المصابين انها ستستقبل الحالات الجديدة بعد وفاة أحد المصابين ليشغل الجديد سريره.

آخر حصيلة لانتشار الوباء في العراق

وفي آخر حصيلة للاصابات والوفيات نتيجة الوباء، فقد اعلنت الوزارة مساء امس تسجيل 6 وفيات و287 إصابة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية. وأشارت إلى أن مجموع الإصابات بالفيروس قد ارتفع الى 5135 حالة وحالات الشفاء الى 2904 وعدد الراقدين الكلي في المستشفيات الى 2056 والراقدين في العناية المركزة الى 41 حالة ومجموع الوفيات الى 175 وفاة منذ ظهور الوباء في البلاد في 24 فبراير الماضي.

وكشف محافظ بغداد محمد جابر العطا خلال الساعات الاخيرة عن انتشار الوباء في جميع مناطق العاصمة قائلا إن "الوباء أصبح في جميع مناطق بغداد والمريض الواحد له ملامسون وربما يتحركون من مكان إلى آخر". وحذر من عدم وجود مناطق محددة حاليا ممكن أن تكون خالية وأخرى موبؤة وجميع مناطق بغداد أصبحت مرشحة للإصابة وهذا ينذر بالخطر.

وأشار محافظ العاصمة التي يقطنها حوالي 8 ملايين نسمة في تصريحات لوكالة الانباء العراقية الرسمية وتابعتها "إيلاف" الى ان أعداد الإصابات بكورونا في تزايد في العاصمة وأن الكثير من المناطق فيها كثافة سكانية ولغاية الآن هنالك تزاور وعدم التزام بشروط السلامة والصحة من قبل المواطنين.

وأوضح أن نقاشًا سيجري يومي الجمعة والسبت المقبلين بعد انتهاء حظر التجوال الشامل المفروض منذ الاحد الماضي الى اليوم الخميس بشأن الإجراءات التي ستتخذ لما بعد العيد.. مرجحاً العودة إلى الحظر الجزئي ومنع التجمعات.