اكد بومبيو للكاظمي التزام بلاده ودول التحالف بدعم العراق من اجل تعافٍ فوري لازمته المالية وعملها على انجاح حكومته من أجل هزيمة دعش .. فيما حددت واشنطن خيارين أمام بغداد خلال حوارهما الاستراتيجي الأسبوع المقبل.

بومبيو

وخلال اجتماع وزاري للتحالف الدولي لمحاربة داعش المنعقد في العاصمة الأميركية واشنطن بمشاركة مسؤولي 31 دولة بينهم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فقد هنأه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على توليه الحكومة العراقية الجديدة.

وقال بومبيو وفقا لقناة "الحرة العراق" المدعومة من وزارة الخارجية الاميركية وتابعتها "إيلاف" اليوم، "أود أن أبدأ بالترحيب بحرارة برئيس الوزراء الكاظمي وأهنيه على الحكومة العراقية الجديدة وانتقال السلطة السلمي بالنيابة عن التحالف كاملا. نحن جميعا ملتزمون بنجاحكم دعما للهزيمة الدائمة لتنظيم داعش".

وأثنى بومبيو على عملية التداول السلمي للسلطة في العراق، وقال "نحن نشارك في الحمل المالي الذي يضمن تعافي العراق بشكل فوري".. مضيفا أن الولايات المتحدة تعهدت العام الماضي بمئة مليون دولار لبرنامج إرساء الاستقرار الرئيسي الذي يطبقه التحالف في المناطق المحررة.

وأعرب الوزير الأميركي عن تطلعه إلى "تعميق الشراكة مع الشعب والحكومة العراقية من خلال سلسلة من المناقشات ولا سيما من خلال الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة"، والذي سيبدأ في بغداد الاربعاء المقبل.

وأضاف بومبيو أن إنجاز الانتصار على تنظيم داعش يبين قيمة التحالف "ويشدد على التزام الولايات المتحدة بقيادة حلفائها وشركائها نحو الانتصارات المشتركة".. مستدركا بالقول ""لكن معركتنا ضد تنظيم داعش ستتواصل على المدى المنظور. لا يسعنا أن نرتاح. علينا أن نواصل التخلص من خلايا داعش وشبكاته وتوفير مساعدات إرساء الاستقرار للمناطق المحررة في العراق وسوريا".

ودعا بومبيو الحلفاء إلى زيادة التمويل لإنزال الهزيمة بتنظيم داعش رغم الأزمات التي تلاحق الموازنات المالية بسبب الانهيار الاقتصادي المرتبط بتفشي فيروس كورونا المستجد. وقال "صحيح أن الوباء يضع ضغوطا هائلة على جميع موازناتنا لكننا نحض دولكم على التعهد لتحقيق هدفنا بجمع أكثر من 700 مليون دولار للعام 2020". وأشار إلى أن "الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم 100 مليون دولار لدعم العراق.

وتقود الولايات المتحدة الأميركية التحالف الدولي الخاص بمحاربة تنظيم داعش، والذي يضم دولا عدة أخرى وينفذ التحالف ضربات جوية ضد تنظيم داعش، إضافة إلى تقديم المعلومات الاستخبارية للقوات الأمنية العراقية وتدريبها.

ويعاني العراق حاليا من ازمة مالية خانقة بسبب الفساد الذي يضرب مؤسسات الدولة منذ 17 عاما ثم انهيار أسعار النفط ومواجهة وباء كورونا حاليا، الأمر الذي دفع حكومته الى اللجوء للاقتراض المحلي والخارجي واتخاذ إجراءات تقشفية تؤمن لها تنفيذ التزامات الدولة المالية تجاه شعبها.

واشنطن تحدد خيارين أمام بغداد خلال حوارها الاستراتيجي

ومن جهته، حدد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر خيارين امام العراق خلال الحوار الاستراتيجي العراقي الاميركي الاسبوع المقبل، مؤكدا على ضرورة تصرف القادة العراقيين كدولة ذات سيادة.

وقال شينكر خلال كلمة في ندوة عبر الإنترنت مع معهد الشرق الأوسط ونشرتها وسائل إعلام عراقية اليوم تابعتها "إيلاف" إن "الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق يهدف إلى تجديد العلاقة بين واشنطن وبغداد".

وأضاف شينكر أن الحوار يهدف إلى "إعادة تجديد علاقتنا مع العراق وتحديدها وسيتم تجديد حوارنا الاستراتيجي الأسبوع المقبل، ونأمل أن نعقد اجتماعاً شخصياً في وقت ما في يوليو أو اغسطس المقبلين، عندما يُسمح بالسفر والاجتماعات".

واشار الى ان "الحوار الاستراتيجي سيرسم مستقبل علاقة ووجود القوات الأميركية في العراق" كما "يسمح لنا الحوار بمواجهة القادة العراقيين بخيار صارم إذا اختار العراقيون التصرف كدولة ذات سيادة، فإن العلاقات الثنائية ستستمر في جلب مزايا كبيرة للعراق وإذا لم يتخذوا هذا الخيار لن نتمكن من الحفاظ على التزامنا أو وجودنا في العراق".

وأضاف شينكر أن "الولايات المتحدة تهدف إلى بناء شراكة مع العراق ليس فقط في قطاع الأمن، ولكن أيضاً سياسياً واقتصادياً".. مستدركاً أن "هذه الشراكة تتطلب أن يمارس العراق السيادة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالقوى الخارجية وأن وكلاء إيران يهددون سلامة القوات الأميركية وقوات التحالف والموظفين الدبلوماسيين".

وتم في بغداد امس الكشف عن اسماء اعضاء الوفد العراقي في الحوار الاستراتيجي الذي سيجري يومي الأربعاء والخميس المقبلين في بغداد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

واشار الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي الى ان الوفد العراقي المفاوض مع الجانب الاميركي سيتشكل من 21 مسؤولا بدرجات تقل عن درجة وزير في اختصاصات في مجالات السياسة والعلاقات الدولية والعسكرية والمالية والتعليم.. منوها الى ان الوفد يضم شخصيات تفاوضية ماهرة هي : عبد الكريم هاشم مستشار الكاظمي للشؤون الخارجية اضافة الى حارث حسن، لقمان الفيلي، فريد ياسين،حامد خلف.

واوضح انه تم تقسيم فرق التفاوض العراقية الاميركية الى ثلاث فئات فريق تفاوض سياسي وفريق تفاوض عسكري وفريق تفاوض اقتصادي، حيث تهدف المفاوضات الى تحقيق توازن بين قوتين المتنافستين الولايات المتحدة وإيران وابعاد جعل العراق ساحة للنزاع بينهما.

وكان البرلمان العراقي قد صوت في الخامس من كانون الثاني يناير الماضي على قرار يطالب الحكومة بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وذلك بعد يومين من اغتيال طائرة اميركية مسيرة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد.

وتشير مصادر عراقية الى ان ايران تترقب نتائج الحوار وما سيتمخض عنه خاصة وان لها دورا كبيرا في التأثير على الجانب العراقي من أجل انقاذ ما يمكن إنقاذه مما تمر به من اضطرابات اقتصادية أنهكتها بشكل كبير وأسهمت في موجة احتجاجات كبيرة في الداخل، فضلاً عن تقليص نفوذها في الخارج.