أسامة مهدي: فيما سجل العراق اليوم أعلى عدد من الوفيات والاصابات بفيروس كورونا فقد وصلت إلى بغداد اليوم طائرة إماراتية تحمل 30 طنا من وسائل الوقاية الشخصية وأجهزة تشخيص سريعة للكشف عن المصابين بفيروس كورونا واجهزة تنفس اصطناعي فقد اعتبر الكاظمي أن الجائحة تمثل تحدياً كبيراً لبلاده بينما حذرت بلاسخارت من أن العراق يواجه خطراً صحياً خطيراً.

وأعلنت وزارة الصحة العراقية في بيان الخميس تابعته "إيلاف" تسجيل 2437 اصابة و107 حالات وفاة بفيروس كورونا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية وهما اعلى رقمين يسجلان في البلاد في يوم واحد منذ ظهور الوباء في العراق في 24 فبراير الماضي.

وأشارت إلى أنّه تم فحص 11370 نموذجا في جميع المختبرات المختصة في العراق لهذا اليوم وبذلك يكون المجموع الكلي للنماذج المفحوصة 488803 فحوصات ومجموع الإصابات 39139 حالة وحالات الشفاء 18051 والراقدين الكلي19651 وفي العناية المركزة 234 حالة فيما ارتفع مجموع الوفيات إلى 1437 حالة.

وإزاء هذا التصاعد الخطير في عدد الاصابات والوفيات فقد حذر وكيل وزير الصحة حازم الجميلي من تعاظم خطر فيروس كورونا في العراق بعد تجاوز عدد الإصابات حاجز الالفين وقال في تصريح صحافي إن تخطي عدد الاصابات بفيروس كورونا حاجز الألفين منذ أمس يجعل وزارة الصحة أمام تحدٍ جديد لمعرفة سبب الارتفاع ويحتم على الدولة والمواطن أن يعيدا حساباتهما في الإجراءات الوقائية التنفيذية والشخصية".

وأكد أن "عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية هو السبب الأساس لارتفاع عدد الاصابات، ما طلبنا اتخاذه من أساليب وقاية ليس تعجيزيا وهو ممكن لكن للأسف هناك من يصر على عدم الاكتراث وخاصة في المناطق الشعبية رغم ارتفاع مستوى الخطر وعدد الإصابات".

ودعا الجميلي "الجهات التشريعية لإصدار تشريعات طارئة وعاجلة تتضمن عقوبات صريحة وكبيرة لمحاسبة المخالفين، القوانين الموجودة لا تطبق بسبب اشكاليات قانونية وبدون تطبيق القانون بحق المخالفين سيمهد لنتائج غير طيبة ووضع أخطر بكثير من الحالي".

الكاظمي: نواجه تحديا كبيراً.. بلاسخارت: العراق في خطر صحي كبير

وقد أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الخميس أن جائحة كورونا تمثّل تحدياً كبيراً ووجه دائرتي الطبابة في وزارة الدفاع وهيئة الحشد الشعبي لدعم وزارة الصحة لمواجهة وباء كورونا بجميع الإمكانيات المتاحة.

بلاسخارت تحذر من مواجهة العراق لمخاطر صحية كبرى

وبحث الكاظمي مع مسؤولي دائرتي طبابة وزارة الدفاع وهيئة الحشد الشعبي تسخير امكانياتها لمكافحة الفيروس معتبرا ان "جائحة كورونا تمثّل تحدياً كبيراً" مشددا على ان كلّ إمكانيات الدولة قد وضعت لمواجهتها وعلاج المصابين" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "إيلاف" .. مشيرا إلى أنّ "الوعي المجتمعي مهم جداً لتطويق الجائحة وتقليل الإصابات وحماية أبناء شعبنا" محييا "الملاكات الطبية وهي تبذل أقصى الجهود وتتعرض لضغط عمل كبير".

ومن جانبها قالت الممثلة الأممية الخاصة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت خلال زيارة لها مع ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق أدهم إسماعيل لوزارة الصحة حيث التقيا بوزيرها امه في هذا الوقت الحرج فإن الرسالة العاجلة هي: أن نظل ملتزمين بمحاربة انتشار فيروس COVID-19 على جميع المستويات، وبشكل أساسي من خلال الإجراءات الفردية لكل شخص منا.

وأشارت في كلمة تابعتها "إيلاف" إلى أنّ السلطات الصحية المحلية والإقليمية والوطنية وكذلك أصدقاء العراق وشركاءه قد حذروا طوال الوقت من أن التهاون سيكون باهظ الثمن ولا يمكننا المبالغة في خطورة الموقف ولكن الخوف والمعلومات المضللة لا يقلان خطورة إذ يجب علينا أن نقاوم بشجاعة ومعلومات سليمة ونصائح عملية وانضباط جماعي".

وبينت أنه على الرغم من المحدودية الكبيرة لقدرات الرعاية الصحية للعراق إلا أن البلاد تمكنت من تحمل الأشهر الأولى بعد تفشي الفيروس الذي أربك العديد من الدول في أنحاء العالم والآن ونتيجة للزيادة في الاختبارات والرصد وأيضاً عدم الالتزام بالتعليمات يجد العراق نفسه في خضم أزمة صحية كبرى.
وأوضحت أنه "لا يمكن للحكومات تحقيق معجزات بين ليلة وضحاها ولكن يمكننا جميعاً بالعمل معاً من أجل الصالح العام أن نهزم هذا المرض وسوف نهزمه".

ومع دخول العراق شهره الخامس منذ انتشار جائحة كورونا على اراضيه فقد تم الاعلان الخميس عن تسجيل اعلى عدد من الوفيات والاصابات بفيروس كورونا في يوم واحد

الامارات تزود العراق بثلاثين طناً من المساعدات الطبية

وعلى الصعيد نفسه كشفت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي وصول طائرة اماراتية إلى بغداد الخميس وهي تحمل 30 طنا من المواد والاجهزة الطبية لمواجهة جائحة كورونا.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمانة حيدر مجيد إن "المواد التي وصلت من الامارات هذا اليوم بلغت 30 طنا شملت مستلزمات للوقاية الشخصية اجهزة تشخيص سريعة للكشف عن المصابين بفيروس كورونا". واضاف في تصريح لوكالة بغداد اليوم تابعته "إيلاف" أن "المواد شملت ايضا اجهزة تنفس اصطناعي وعددا من المستلزمات الوقائية".

وهذه هي الطائرة الثانية التي تصل بغداد في غضون ايام محملة بمساعدات طبية تحتوي على 10.5 أطنان من الإمدادات الطبية وأجهزة الفحص لدعم جهود العاملين في المجال الطبي، وتعزيز قدراتهم في مواجهة انتشار فيروس كورونا.

وقال محمد صالح الطنيجي القائم بالأعمال في سفارة دولة الإمارات في بغداد في بيان "أسهمت دولة الإمارات في دعم الأشقاء العراقيين خلال السنوات الماضية ولا تزال توفر كل دعم ممكن في المجالات كافة، ولا سيما الاقتصادية والتنموية، وكذلك في مجال الحفاظ على التراث الإنساني العراقي وحمايته في مواجهة التهديدات التي تعرض لها من القوى الإرهابية التي حاولت تدميره وتشويهه".

وأشار إلى أنّه استمراراً لتلك الجهود أرسلت القيادة الاماراتية طائرة مساعدات طبية اليوم لدعم الجهود التي يبذلها العاملون في المجال الصحي لمواجهة فيروس كورونا المستجد والتي تأتي إضافة إلى ما تم إرساله من مساعدات طبية أخيراً إلى إقليم كردستان العراق".

وقد شاركت سفارة العراق في أبو ظبي في تسيير شحنة المُساعَدات الطبّية المُقدّمة من الإمارات إلى العراق عبر استحصال الموافقات من السلطات المُختصّة.. وأعربت القائم بالأعمال الموقت للسفارة العراقيّة في أبو ظبي أروى هاشم عبدالحسن عن تقديرها إلى دولة الإمارات حكومة وشعباً لهذه المُبادَرة الطيّبة، معتبرة أنها تعكس عمق الترابط بين البلدين الشقيقين معتبرة ان "جائحة كورونا على الرغم من آثارها السلبيّة على مُجتمعاتنا إلا أنّها أظهرت لنا مدى التلاحم، والترابط بين الأشقاء العرب في مُواجَهة التحدّيات".