تقول التقارير إن غيسلين ماكسويل ستتعاون بشكل كامل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي في تحقيقاته بشأن العالم السري للملياردير الأميركي المنتحر جيفري إبستين.

"إيلاف" من بيروت: ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي قبل أيام القبض على سيدة المجتمع البريطانية، غيسلين ماكسويل، في ولاية نيوهامبشاير الأميركية، بتهمة الإتجار بالجنس، وهي الصديقة المقربة من الملياردير الأميركي المنتحر جيفري إبستين.
يمكن اعتقالها أن يكون نبأ سيئًا لأولئك الذين أمضوا سنوات وهم يحاولون إبعاد أنفسهم عن أفعال إبستين المقززة، بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

الدائرة الضيقة
أُوقف إبستين في العام الماضي في نيويورك بعد ادّعاءات بأنه كان يدير شبكة لفتيات تحت السن القانونية، وكان غالبًا ما يتباهى بقائمة النخب الاجتماعية المقربة منه التي تضمنت نجوم سينما ورؤساء وأفرادا من العائلة المالكة البريطانية.

من بين الأشخاص المدرجين على "قائمة" الدائرة الداخلية لإبستين، نجد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، الذي اُتهم ذات مرة بإقامة علاقة غرامية مع ماكسويل؛ وألان ديرشوفيتز، المحامي الذي مثل ترمب في محاكمة عزله في يناير المنصرم.

كذلك جمعت الصداقة إبستين برجل الأعمال الأميركي ليس ويكسنر، الرئيس التنفيذي لشركة "إل براندز"، وهي تُعتبر الشركة الأم لبراند "فيكتوريا سيكريت". وصرح ويكسنر في عام 2019 عن علاقته بإبستين قائلًا: "ما كنت لأستمر في العمل مع أي شخص يتردد بأنه يسلك مثل هذا السلوك الفظيع والمُروع".

أفاد موقع "بيزنس إنسايدر" أن الملياردير بيل غيتس التقى إبستين مرة واحدة على الأقل في نيويورك في عام 2013، وسافر على إحدى طائراته الخاصة. وعلق الملياردير الأميركي لاحقًا على لقائه إبستين بالقول: "أخطأت في الحكم واعتقدت أن المناقشات معه ستؤدي حرفيًا إلى استثمار مليارات الدولارات في الصحة العالمية".

جان لوك برونيل
بعد وفاة إبستين، اختفى جان لوك برونيل (74 عامًا)، وهو شخص تتهمه نساء عديدات باغتصاب عارضات الأزياء، وبكونه كان يوفر القاصرات لخدمة إبستين. تعود بعض الاتهامات إلى تسعينيات القرن الماضي، وكان جان لوك برونيل ينكرها علانية دائمًا.

دفي مقابلة مع صحيفة "دايلي بيست" الأميركية، قالت المحامية الأميركية فرجينيا روبرتس، أبرز ضحايا الاعتداءات الجنسية للملياردير جيفري إبستين، ما يأتي: "فكرتُ بعد إلقاء القبض على جيفري إبستين بأن غيسلين ماكسويل وجان لوك برونيل سيكونا التاليين".

تفيد التقارير بأن برونيل أنشأ شركة أزياء واستخدمها للحصول على تأشيرات للفتيات الأوروبيات الشابات اللواتي استخدمهنّ عبيدًا للجنس ولأصدقائه، خصوصًا جيفري إبستين.

كلينتون وماكسويل
تداول الكثير من الإعلاميين في الفترة الأخيرة معلومات عن علاقة جمعت الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بغيسلين ماكسويل، وهي الابنة الصغرى لقطب الإعلام الراحل روبرت ماكسويل، التي وجّهت إليها فيرجينا روبرتس مزاعم بتهريبها من الولايات المتحدة إلى لندن، وإجبارها على إقامة علاقة جنسية مع الأمير أندرو عندما كانت تبلغ 17 عامًا.

تشير المعلومات إلى أن كلينتون الذي أقام علاقة جنسية مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي خلال فترة رئاسته، سافر مع ماكسويل خلال رحلات خارجية على متن طائرة إيبستين. كما زار الرئيس الأميركي السابق ماكسويل مرارًا في منزلها في مانهاتن.

يُزعم أن العلاقة بين كلينتون وماكسويل بدأت في رحلات خارجية، عندما التقيا على متن طائرة إبستين الخاصة من طراز بوينغ - 727، والتي أُطلق عليها اسم "لوليتا إكسبرس". وخلال رحلة في عام 2002 إلى أفريقيا، تم تصوير كلينتون محادثًا ماكسويل بباب الطائرة.

في يوليو 2010، كانت ماكسويل (58 عامًا)، من بين الضيوف القلائل الذين حضروا حفل زفاف تشيلسي كلينتون، الابنة الوحيدة للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، في نيويورك.

وكان كلينتون قد اعترف سابقًا بأنه استقل أربع رحلات على متن طائرة إبستين، مؤكدًا أنه لم يكن على علم تام بـ "الجرائم الرهيبة" التي ارتكبها الممول الذي قتل نفسه في العام الماضي.

علق أنجيل أورينا، المتحدث باسم كلينتون، على علاقة الرئيس الأميركي السابق بماكسويل قائلًا: "إنها كذبة كاملة اليوم، وهي كذبة كاملة غدًا، وستكون كذبة كاملة بعد سنوات من الآن".

قلق الأمير أندرو
يُرجح أن يخلف اعتقال ماكسويل آثارًا كبيرة على الأمير أندرو، دوق يورك، والابن الثاني للملكة إليزابيث الثاني (اتُهم في أوراق محكمة في عام 2015 بالتحرش بسيدة في منزل إبستين في الولايات المتحدة، على الرغم من أن المحكمة استبعدت لاحقًا الادعاءات ضده).

قال ستيفن هوفنبرغ، وهو مقرب من عائلة ماكسويل، إن مكتب التحقيقات الفدرالي كان سيعتقلها في كل الأحوال، وكان على علم بمكان اختبائها. أضاف: "تعامل أندرو مع ذلك بشكل سيء، وضعيف للغاية، كان يجب أن يتحدث إليهم من خلال محاميه، وأن يقدم إليهم بعض التوجيهات".

تابع هوفنبرغ: "ستتعاون ماكسويل مع مكتب التحقيقات الفدرالي، وستقدم معلومات مهمة للغاية. قد يكون أندرو قلقًا للغاية، وهناك الكثير من الناس القلقين أيضًا، وسنسمع فضائح عن الكثير من الأشخاص الأقوياء، فهي تعرف كل شيء".

أربع تهم جنائية
أُلقي القبض على ماكسويل في بيدفورد، نيو هامبشاير، بتهمة التآمر مع إبستين للاعتداء الجنسي على قاصرات، فقد أكد عدد من القاصرات أن ماكسويل التقت بهن، وسهلت اعتداء إبستين وأصدقائه الجنسي عليهن.

ظهرت ماكسويل فترة وجيزة بالفيديو من السجن في جلسة استماع في محكمة نيو هامبشير الفيدرالية، حيث أمرها القاضي بمواجهة التهم الجنائية في نيويورك. تحدثت بإيجاز، وأجابت بـ "نعم" عندما سُئلت عما إذا كانت تعرف حقوقها.

يقول المدّعون إنها تواجه عقوبة تصل إلى 35 سنة سجنًا. واتُهمت بارتكاب أربع تهم جنائية تتعلق بشراء قاصرات ونقلهن لأعمال جنسية غير قانونية، وفقًا للقرار الاتهامي من المدعين الفيدراليين في نيويورك.

بدوره، قال المحامي الأميركي أودري شتراوس، عن القضية: "كانت ماكسويل من بين أقرب شركاء إبستين وساعدته على استغلال الفتيات اللواتي لم يتجاوز عمرهن 14 عامًا".

أضاف: "أدت ماكسويل دورًا حاسمًا في مساعدة إبستين على التعرف إلى الضحايا القاصرات وإساءة معاملتهن وتهيئتهن للإساءة. في بعض الحالات، شاركت ماكسويل في الإساءة بنفسها".


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "ذا صن". الأصل منشور هنا.